19.9 C
اليمن
Home روشتة دور الصيدلاني في الترصد الوبائي واللقاحات كعوامل لمكافحة الأمراض المعدية

دور الصيدلاني في الترصد الوبائي واللقاحات كعوامل لمكافحة الأمراض المعدية

0
دور الصيدلاني في الترصد الوبائي واللقاحات كعوامل لمكافحة الأمراض المعدية
‏  4 دقائق للقراءة        659    كلمة

د. محمد النزيلي

منذ العام 2000م تشهد الصيدلة في العالم تطوراً متسارعاً في التوسع في تقديم الخدمات الصحية وإدراج معارف متعددة تخدم تطوير المهارات ومواكبة المهام الجديدة للصيدلي في النظام الصحي، وبات الآن من ضمن تلك المهام أو الوصف الوظيفي للصيدلاني تقديم الاستشارات الدوائية، والتوعية بالأمراض والإحالة الطبية الملائمة، والتبديل والإحلال الدوائي، ورعاية أمراض القلب والسكري، والأمراض العصبية والنفسية، والمشاركة في الحجر الصحي، وبلاغات الترصد الوبائي، والتيقظ الدوائي، وتقديم خدمات التحصين والتلقيح.

هذا التطور الهائل في المهنة، عالمياً، له آثار اقتصادية ملحوظة وخدمات متميزة وبتكلفة أقل، نظراً لتفعيل دور الصيدلاني في النظام الصحي. والقول المتداول إن “الصيدلة بوابة الصحة” يكاد يكون صحيحاً وبالغ الأهمية، فالصيدلاني هو الوجهة الأولى لمعظم الأمراض، وخصوصاً في المجتمعات التي تعاني من شدة اقتصادية كبلادنا.

كفاءة الصيدلاني ومهاراته أساس في خدمة المريض أو إحالته. وفي اليمن نرى غياباً ملحوظاً لاستغلال دور الصيدلاني وتفعيله في خدمة المريض والمجتمع من عدة نواحٍ، فمثلاً مسألة الإحالة أو المشاركة في بلاغات الترصد الوبائي ستكون فعالة وذات أثر في الحد من انتشار المرض المعدي من خلال التدابير المبكرة جراء وصول البلاغات، وكذلك يمكنه المشاركة في التثقيف الصحي بالأمراض السارية ومعالجتها بسرعة تمنع تفشيها، أو إحالتها إذا تطلب الأمر للطبيب المختص.

قد يهمك..المضادات الحيوية في اليمن.. الأمان حين يتحول لمخاطر وتداعيات

وفي نفس الوقت تقارير التيقظ الدوائي المرسلة من الصيدليات ستكون عاملاً مهماً في تلافي ومعالجة مشاكل فعالية الدواء والتبليغ عنها، خصوصاً المضادات الحيوية المستخدمة في الأمراض السارية والمعدية.

وفي مجال التحصين بدأ الصيدلاني عالمياً كمختص لقاحات في العام 1984م، تحت إشراف وترخيص الجمعية الأمريكية للصيادلة التي اعتمدت برنامجاً تدريبياً ومهارياً بهذا الشأن، علاوة على تدريس اللقاحات في المناهج الدراسية الجامعية.

ورغم هذا لا تزال بلادنا مهملةً الصيدلاني كمحصِّن وطني ومختص لقاح، بالرغم من جهود النقابة مع الجهات الرسمية لتفعيل الصيدلاني كمحصِّن وطني في حملات التحصين، والمتوقع تخفيض تكلفة التحصين إلى النصف فيما يتعلق بالتكلفة التشغيلية، ورافد جيد للصيدلية لتغطية بعض النفقات، وسهولة الوصول والتغطية الشاملة، علاوة على معالجة الأعراض الجانبية بكفاءة واقتدار، وتوثيق ومراقبة فعالية اللقاحات والتبليغ عن أي آثار محتملة، إضافة لمزايا التخزين والحفظ الذي ستقدمه الصيدلية.

وقد رفعنا لوزارتي الصحة والتعليم العالي توصيات بهذا الخصوص، وهي اعتماد الصيدلاني كمختص لقاح ومحصِّن وطني، وتدريبه معرفياً ومهارياً وترخيصه، وكذلك إدراج اللقاحات ضمن المناهج الدراسية في مؤسسات التعليم العام والخاص الجامعي، لما لذلك من أثر بالغ في حماية فعالية المضادات الحيوية من المقاومة.

اقرأ أيضاً..القطاع الصحي في اليمن ما يزال جريحاً جراء كوفيد19

إن تدريب ودمج الصيدلاني وترخيصه كمختص لقاح سيساعد فئات ومجاميع كبيرة من خلال التلقيح ضد كثير من الأمراض السارية مثل الانفلونزا وكوفيد، والدفتيريا والتيتانوس والمكورات الرئوية والسحائية، والهربس، وعدوى المشافي، وهي مهمة لفئات معينة مثل كبار السن والحوامل ومرضى السكر والقلب وذات الرئة المزمنة، وضعيفي المناعة مثل مرضى السرطان أو الرقود في المستشفيات.

اللقاحات واحدة من أهم التدخلات الصحية التي تتمتع بفاعلية عالية مقابل تكلفتها، فمثلاً تعد اللقاحات مهمة لمرضى الجهاز التنفسي المزمن، فمثلاً لقاحات كوفيد، لقاحات المكورات الرئوية، لقاحات الانفلونزا، لقاحات الهربس، والدفتيريا، ولقاحات التيتانوس.

وللقاحات أثر إيجابي في الإدراك والنمو والإنتاجية. والصيدلاني بمقدوره التعرف على العوامل المؤثرة على قرار المريض لاتخاذ قرار التلقيح وتقديم النصح حسب حالة المريض، وخصوصاً لمجموعة الأمراض الحرجة، مثل أمراض الجهاز التنفسي المزمنة، أمراض القلب، مرضى السكري، كبار السن، والحوامل والعاملين في القطاع الصحي، والمرضى منخفضي المناعة.

*ماجستير اقتصاد دوائي وصناعة دوائية

أنتجت هذه المادة بدعم من منظمة انترنيوز INTERNEWS ضمن مشروع ROOTED IN TRUST (غرفة أخبار الصحة) في اليمن و نشرت بالتتابع مع موقع “المواطن نت”