6 دقائق للقراءة 1042 كلمة
في الوقت الذي كان اليمن منهكا من أثر الحرب، اجتاحه وباء كوفيد19، الأمر الذي تسبب بمضاعفة حجم المعاناة، خاصة بعد أن تخطى العدد حاجز 11 ألف حالة مؤكدة، بينها ما يزيد عن ألفي حالة وفاة، حسب اللجنة الوطنية العليا حتى نوفمبر 2022.
عوافي/ رأفت الوافي
وعلى مدى سنوات ثلاث والوباء يفتك بالعالم، ظلت أسماع الحكومات والدول تترقب، لتتلقف خبر عن الابحاث الجارية لإنتاج لقاح يساعد على الحد من تفشي الجائحة، حيث كانت الصين أكثر الدول إنتاجية للقاحات الخاصة بكوفيد 19، وبحسب المعلومات فإنها أنتجت ما يقارب 141.6 مليون مصل، بينما تبعتها الولايات المتحدة الأمريكية في المركز الثاني، بحسب بيانات من “إيرفينيتي”.
رهاب اللقاح
يروي الخمسيني “غالب سيف” آثار إصابته بفيروس كورونا قائلًا: “لقد كان بمثابة كابوسًا على صحتي، أفقدني حاسة الشم، وفقدت القدرة على الطعام، إضافة لفقدان التنفس بشكل نسبي”.
كان لسيف نظرة أخرى للفيروس، الذين تدهورت صحتهم النفسية قبل صحتهم الجسدية نتيجة الاصابة بالفايروس، وهذا ما يؤكده “أعتقد أن التأثير الكبير لكورونا يرتبط ارتباطا كبيرا بمدى تمتع الشخص المصاب بالمناعة، وهنا كان لا بد من اتباع نصائح الأطباء حول المأكولات ذات الحميات التي ترفع المناعة”.
قد يهمك .. الأضرار الصحية والبيئية للمبيدات الزراعية المستخدمة على القات
يضيف سيف “المصاب بكوفيد 19، يشعر أنه يغادر الحياة بفعل اجهاد هذا المرض الطارئ، لكن ثقتك بالقدرة على مجابهة الفيروس، يجعلك تتجاوز رعب وخطر كورونا”.
تزامنت إصابة سيف في حصول اليمن على أول دفعة من اللقاحات المضادة لكوفيد19، حيث تسلمت اليمن في مارس/آذار 2021، 360 ألف جرعة، وخصصت هذه الشحنة من لقاحات استرازينيكا المرخصة والمصنعة من قبل معهد المصل في الهند على العاملين الصحيين وغيرهم من الفئات السكانية ذات الأولوية والمعرضين لخطر الإصابة ووقايتهم.
مأمونية اللقاح
وبالتزامن مع وصول لقاح كورونا إلى اليمن، ظهرت العديد من الشائعات التي زرعت الشك وحاولت قتل الأمل الذي طالما تمتع به المواطنين، لكن إرادة البعض وإيمانهم بالعلم استطاع التغلب على مختلف الشائعات التي تتعلق بمدى مأمونية اللقاح حيث لم يقتصر على العاملين الصحيين فقط بل تم تطعيم العديد من المواطنين وكان لغالب سيف نصيبًا من اللقاح الاسترازينيكي.
يقول سيف: ” في البداية خفت من اللقاح، لكن بفعل التوعية، شجعونا على أخذ اللقاح، ولله الحمد عقب حقني بجرعة استرازينيكا، الأمر بات طبيعيا ولم أصب حتى بأعراض كبيرة بعد تلقي الجرعة سوى حمى بسيطة في اليوم التالي وسرعان ما ذهبت”.
وفي هذا السياق يقول مدير مكتب الصحة العامة والسكان في محافظة تعز الدكتور”عبدالرحمن الصبري” أن مكتب الصحة وعبر شعبة التثقيف والإرشاد قام بدحض الشائعات بأسلوب علمي عبر الاشخاص الذين تم تلقيحهم وتحدثوا عن تجاربهم أن لا ضرر من هذا اللقاح وأنه كأي لقاح يقي الناس من الأمراض والأوبئة المعدية ولا صحة للمعلومات التي تدعي غير ذلك.
ويتابع الصبري: “كل المعلومات التي تشكك من مأمونية اللقاح غير صحيحة وإنما هدفها التضليل، حيث أن اليمن ليست الدولة الوحيدة التي تستخدم اللقاح فالعالم كله يستخدم نفس اللقاح ولم نسمع عن إي آثار جانبية كما يروج البعض”.
وشدد خبراء في منظمة الصحة العالمية على أن اللقاح يظل الأداة المهمة في منع المزيد من الاصابات والوفيات والسيطرة على جائحة كوفيد19.
من جهته، يقول مدير التحصين في مكتب الصحة العامة والسكان في محافظة تعز الدكتور “فهد النمر” أن 430 ألف شخص تم تطعيمهم بلقاح كوفيد19 منذُ أبريل نيسان 2021 حتى مارس آذار 2023، على مستوى مدينة تعز حيث يتواجد اللقاح في جميع المرافق صحية.
وبالنسبة لمأمونية اللقاح، يشير مدير التثقيف الصحي بمكتب صحة تعز، إلى أنها مسألة أخلاقية تتحملها وزارة الصحة العامة والسكان بالجمهورية اليمنية كونها المعني والمسؤول مسؤولية مباشرة على سلامة المواطنين، حيث تقوم وزارة الصحة بدورها من خلال بتوفير سلسلة التبريد وكل الأشياء اللازمة لمأمونية اللقاح وسلامته حتى يصل إلى المواطن وهو بكامل فعاليته وأهليته ويحقق الفائدة.
لقاح آمن
أكدت منظمة الصحة العالمية في بيانًا لها في أيار مايو 2022 ، أنها عززت تغطيتها في تطعيم 10% في 13 محافظة و133 مديرية جنوب اليمن، بالشراكة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مشروع مدته ستة أشهر بقيمة 2.8 مليون دولار أمريكي.
حيث يشير البيان أن منظمة الصحة العالمية قامت بتأمين وتوزيع لقاحات وإمدادات جديدة للمناطق والمرافق المستهدفة، إلى جانب تدريب وتوزيع فرق التطعيم ضد كوفيد-19 في مواقع التطعيم في هذه المحافظات والمديريات.
إقرأ أيضاً .. القات.. حجر عثرة أمام علاج المرضى النفسيين في اليمن
حيث تعمل المستشفيات والمراكز الصحية الرئيسية كمواقع تطعيم ثابتة، مع مرافق أصغر في مجتمعات مختارة تعمل كمواقع مؤقتة. وبالإضافة إلى ذلك، يجري الوصول إلى السكان في المناطق التي يصعب الوصول إليها عن طريق فرق التوعية والفرق المتنقلة.
ووفقًا للبيان فإن المنظمة تقوم بالرصد والتخزين والتحكم في درجة الحرارة وفي إجراءات التخزين الباردة للقاحات ونقاط تقديم الخدمات، وتمثل التدخلات ذات الأولوية لجميع المبادئ التوجيهية الموحدة لمنظمة الصحة العالمية لكوفاكس من حيث التخطيط وتدريب العاملين الصحيين على كيفية إعطاء لقاحات كوفيد-19 والمشاركة مع المجتمعات المحلية.
بالإضافة إلى تحديد الحد الأدنى من تغطية التطعيم المطلوبة بـ 70٪ من البالغين اليمنيين لتحقيق حماية كافية على مستوى البلاد من عدوى كوفيد-19، وحتى الآن، تم تطعيم ما مجموعه 886,664 شخصاً فوق سن 18 عام بالكامل حتى 12 مايو 2022 إما بجرعة واحدة من لقاح جونسون (572,495)، أو جرعتين من لقاح أسترازينيكا (312,025)، أو جرعتين من سينوفاك (144).
أنتجت هذه المادة بدعم من منظمة انترنيوز INTERNEWS ضمن مشروع ROOTED IN TRUST (غرفة أخبار الصحة) في اليمن و نشرت بالتتابع مع موقع “عدن الغد”