6 دقائق للقراءة 1125 كلمة
في الوقت الذي تستعد وزارة الصحة العامة في صنعاء، للإعلان عن الاستراتيجية الوطنية لالتهاب الكبد الفيروسي نهاية سبتمبر المقبل، يفتقر اليمن إلى مسوحات ميدانية دقيقة لتحديد خارطة انتشار الإصابات وقياس حجم المشكلة بدقة.
وأوضحت مديرة البرنامج الوطني لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي، الدكتورة ليبيا محمد مهيوب، أن “من أولويات الاستراتيجية إنشاء مركز متخصص لمعالجة الكبد والتنسيق مع شركاء التنمية والحصول على مصادر تمويل وتوفير لقاح ضد فيروس الكبد B للمواليد”.
وقالت -في حوار خاص لـ منصة “عوافي”- إن لقاح الكبد المتوفر في اليمن “هو لقاح خماسي يتم تطعيم الأطفال به على ثلاث جرعات”، مشددة على ضرورة تكاتف الجهود الشعبية، وجهود المنظمات المحلية والدولية كي يتمكن اليمن من التغلب على التهاب الكبد الفيروسي.
لقاء: عبدالملك حسن
– كيف يستطيع اليمن السيطرة على انتشار مرض الكبد الفيروسي الوبائي في ظل انهيار المنظومة الصحية؟
يعتبر التهاب الكبد الفيروسي مشكلة عالمية، وتحدياً كبيراً، ولكن لا بد من تكاتف الجهود على مستوى الفرد والمجتمع والمنظمات المحلية والدولية حتى نتمكن من التغلب على هذا الالتهاب الفيروسي، حتى وإن أخذ وقتا طويلا لذلك.
– ماهي أولويات الاستراتيجية الوطنية لالتهاب الكبد؟
تتركز أولوياتها على إنشاء مركز متخصص لمعالجة الكبد، والتنسيق مع شركاء التنمية والحصول على مصادر التمويل، وتوفير لقاح ضد فيروس الكبد B للمواليد خلال 24 ساعة من الولادة.
ومن الأولويات أيضا توفير الجلوبين المناعي (نوع من الأجسام المضادة يساعد على التخفيف من حدة الالتهابات لدى المرضى)، وتوفير لقاح ضد فيروس الكبد B للفئات الأكثر عرضة للإصابة، ورفع الوعي الصحي بالتهاب الكبد الفيروسي، بالإضافة إلى تطبيق مكافحة العدوى في مرافق الرعاية الصحية.
– كيف يتم انتقال الفيروس، وما هي أخطر أنواعه؟
توجد خمسة أنواع من فيروسات الكبد وهي (A.B.C.D.E)، ولكن فيروسي الكبد (BوC) يعتبران أشد انتشارا وخطورة.
أما عن انتقال فيروسي الكبد (A.E)، فيتم عن طريق: تناول الطعام والشراب الملوث ببراز وبول مصاب بالفيروس، المخالطة اللصيقة بالمصاب واستخدام الأدوات الشخصية الملوثة، عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والنظافة العامة، الإصحاح البيئي غير الجيد.
وبالنسبة لطرق انتقال فيروسات الكبد(.B.C.D ) فقد تنتقل من الأم إلى طفلها أثناء الولادة مثلاً، ونقل الدم الملوث أو أحد مشتقاته أو أي عضو من أعضاء الجسم من شخص مصاب، واستخدام أدوات طبية ملوثة غير معقمة مثل أدوات الأسنان، والأدوات الجراحية، والمناظير، وعمليات الختان والحجامة، والوشم وتثقيب أي عضو من أعضاء الجسم، أمواس الحلاقة أو مقصات الأظافر أو أمشطة الشعر، وأيضاً الاتصال الجنسي.
– كيف نتجنب الإصابة بفيروس الكبد الوبائي؟
يمكننا تجنب الإصابة وذلك باتباع طرق الوقاية، فمثلا بالنسبة لفيروس A، يمكن تجنب الاصابة به عن طريق: تعقيم مياه الشرب، ومنع تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، تناول الأطعمة غير الملوثة والفاكهة المغسولة، الاهتمام بالنظافة الشخصية، تجنب الاختلاط المباشر مع المرضى وعزل المصابين عن الأماكن العامة، التثقيف والتوعية بالمرض وطرق الانتقال.
أما الوقاية من الفيروس B فتكون بـ: التوعية الصحية بالتهاب الكبد، استخدام اللقاح لغير المصابين، اتخاذ الإجراءات الاحترازية بين الزوجين في حال إصابة أحدهما بالفيروس أثناء العلاقة الزوجية، التعقيم الكافي لجميع الأدوات الجراحية المستخدمة في الأسنان والحجامة والوشم، تجنب مشاركة الأدوات الشخصية كفرش الأسنان أو الإبر وأمواس الحلاقة أو أدوات الوخز والوشم والحجامة، أيضاً بتنفيذ نظام صارم في بنوك الدم لضمان مأمونية نقل الدم.
ويمكن تجنب الاصابة بفيروس C, من خلال: التوعية الصحية، التعقيم الكافي لجميع الأدوات الطبية، تجنب استعمال الأدوات الشخصية، تنفيذ نظام صارم في بنوك الدم لضمان مأمونية وسلامة نقل الدم، اتخاذ الإجراءات الاحترازية بين الزوجين في حال إصابة أحدهما بالفيروس أثناء العلاقة الزوجية.
أما بالنسبة لفيروس D نفس طرق الوقاية من فيروس الكبد النوع B، وبالنسبة لفيروس E، وتنطبق عليه نفس طرق الوقاية من فيروس A.
– هل لديكم خطط ضمن البرنامج الوطني للمطاعيم لإدراج مطعوم الكبد A للأطفال لحمايتهم من مرض فيروسي معدٍ ؟
اللقاح المتوفر عالمياً هو لقاح ضد فيروس الكبد B، لكن المتوفر في اليمن حاليا هو اللقاح الخماسي، ويلقح به الأطفال على ثلاث جرعات، الجرعة الأولى ابتداء من عمر شهر ونصف، والجرعة الثانية بعد شهر من الجرعة الأولى، أما الجرعة الثالثة بعد ستة إلى تسعة أشهر.
– كم نسبة المصابين بفيروس الكبد في اليمن؟
لا توجد حتى الآن إحصائيات قومية دقيقة لنسبة الإصابة بفيروسات الكبد في اليمن، لذا لا بد من عمل مسح ميداني لمحافظات الجمهورية لتحديد حجم الوباء.
– متى يتوقع البرنامج إعلان بنود الاستراتيجية الوطنية لالتهاب الكبد الفيروسي؟
نتوقع إعلان الاستراتيجية الوطنية لالتهاب الكبد الفيروسي في اليمن، كحد أقصى نهاية سبتمبر المقبل، سيما بعد التوصيات التي خرجت بها الندوة العلمية واللقاء التشاوري الذي عقدته وزارة الصحة ممثلة بالبرنامج والإدارة العامة للترصد وبمشاركة 40 استشاري واخصائي أمراض الكبد على مدى يومي (4 و 5) أغسطس.
– هل تتوقعون تفاعل الصحة العالمية واليونيسف مع خطتكم الاستراتيجية؟
لا نتوقع دعماً من المنظمات الدولية، وعدم حضور ممثلين عنها في اللقاء التشاوري لإعداد الخطة الاستراتيجية، يعكس عدم اهتمامهم بواقع ومخاطر التهاب الكبد الفيروسي في اليمن.
– ما الذي يحتاجه البرنامج لمواجهة الوباء والحد منه؟
يحتاج البرنامج لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي في اليمن، إلى مصادر للتمويل ليتسنى له القيام بالمهام المنوطة به وتنفيذ الخطة الاستراتيجية، وفي ظل غياب التمويل لن يستطيع البرنامج القيام بواجباته وستتفاقم مشكلة التهابات الكبد الوبائي في المجتمع.
- الصورة الرئيسية “د. ليبيا مهيوب_مديرة البرنامج الوطني لالتهاب الكبد الفيروسي