23.7 C
اليمن
Home Featured عقولٌ لم تُلقّح… ففسد تفكيرها!

عقولٌ لم تُلقّح… ففسد تفكيرها!

0
عقولٌ لم تُلقّح… ففسد تفكيرها!
‏  6 دقائق للقراءة        1029    كلمة

أسامة فرحان

بعد أن رأت ابنها على مشارف الموت رقودًا في قسم الطوارئ بمستشفى اليمني السويدي، انهّلت الأم بالبكاء قائلة: “أنا منعت ابني من اللقاح، زوجي منعه، احنا غلطنا بحق أطفالنا، بس بعد أيش بعد ما وقع الفأس في الرأس”! .

يروي مدير المستشفى اليمني السويدي الدكتور سامي الشرعبي لـ”المشاهد”، قصة أم لم تلقّح لطفلها والذي أصيب بعد ذلك بالحصبة لتتضاعف حالته الصحية ويصل به الحال إلى ما وصل عليه؛ مشيرًا إلى أنه وبسبب عدم أخذ اللقاحات من بعض المواطنين، بدأت تنتشر الأوبئة كشلل الأطفال والخناق الدفتيريا والحصبة ومضاعفاتها المميتة.

ويقول الدكتور سامي، إن منع اللقاحات عن الأطفال مصيبة وكارثة ستنهل عليهم وكذلك على المجتمع في المستقبل؛ منوهًا أن المجتمع يجب أن يتلقح ضد الوباء بنسبة 80% على الأقل ما لم سينتشر هذه الوباء.

من جهته يضيف الدكتور عبد القوي المخلافي أخصائي أطفال، لـ”المشاهد”، أن عدم أخذ اللقاحات للأطفال تصيبهم بأمراض فتاكة، ومنها ما يسبب الوفاة أو الإعاقة المستقبلية، كشلل الدماغ الذي تسببه بكتريا الالتهاب السحائي الحاد كالمكورات الرئوية والمستدمية النزلية، وكذلك مرض السعال الديكي والكزاز وغيرها من الأمراض.

قد يهمك..الإستخدام العشوائي للمبيدات الزراعية ومخاطره على صحة البيئة والمجتمع

ويشير المخلافي إلى أن أهمية اللقاحات تكمن في الوقاية من تلك الأمراض التي قد تصيب الأطفال وتؤدي إلى الوفاة أو الإعاقة الدائمة والتشوهات وفقدان بعض الحواس مثل السمع والبصر وتنتشر بين الأطفال بسرعة.

ويعود الدكتور سامي مناشدًا المثقفين والإعلامين أن يقوموا بدورهم بتوعية المجتمع وتنبيهم على أهمية التلقيح للأطفال في وقايتهم من الأمراض، خاصة بعد أن انتشرت خلال الفترة الأخيرة اشاعات تشكك في جدوى اللقاحات.

اللقاحات تحد من وباء الأطفال

ظهرت مؤخرًا شائعات في مواقع التواصل الاجتماعي تزعم بأن لقاحات الأطفال غير آمنة ولها اهداف استثمارية دون الاستشهاد بأي أدلة علميّة.

تعد اللقاحات هي الأسلوب الأكثر أماناً في العالم لحماية الأطفال من الأمراض المُهدِّدة للأرواح، فعلى امتداد أكثر من قرنين، عملت اللقاحات وبأمان على الحد من بلاء أمراض شلل الأطفال، والحصبة، والجدري، وساعدت الأطفال على النمو بصحة جيّدة. بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).

وتشير المنظمة الأممية إلى أن لقاحات الحصبة أتاحت تفادي 23 مليون وفاة ما بين عامي 2000 و 2018، كما انخفض عدد الأطفال المصابين بالشلل من جراء إصابتهم بفيروس شلل الأطفال بأكثر من 99 بالمئة منذ عام 1988.

وفي فبراير الجاري، أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان، عن تسجيل أكثر من 200 حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال في اليمن خلال العامين الماضيين؛ وتزايد أعداد الإصابة بحسب الوزارة في المحافظات الشمالية.

عقولٌ لم تُلقّح… ففسد تفكيرها!

وسجلت إحصائيات تفشي الوباء؛ في اليمن، بحسب الوزارة (228) حالة شلل أطفال؛ في مختلف المحافظات اليمنية؛ بواقع (68) حالة إصابة في (2021م) وعدد (160) إصابة في (2022م)، وحصدت محافظات ((صعدة، وصنعاء، وذمار، وإب، والحديدة، والبيضاء) نصيب الأسد، إذ بلغت عدد الحالات المصابة بشلل الأطفال (189)حالة.

وأرجع وزير الصحة والسكان في حكومة عدن الدكتور قاسم بحيبح تفشي مرض الشلل وزيادة حالات الإصابة إلى توقف برامج التحصين في بعض المحافظات.

ارتفاع إصابات الحصبة

الجدير ذكره أنه تم تسجيل 18 ألف و597 حالة بمرض الحصبة توفي منها 131 حالة، خلال العام الماضي، بحسب وزارة الصحة في صنعاء نشرته في تقرير لها بشأن الأمراض والأوبئة خلال عام 2022م.

اقرأ أيضاً..ارتداء الكمامات.. هل هو خطر على الصحة؟

وأشار تقرير الوزارة إلى أن المصابين بشلل الأطفال بلغ عددهم 226 حالة، والملاريا مليون و136 ألفاً و 360 حالة توفيت منها 19 حالة، وحمى الضنك 28 ألفاً و157 حالة توفيت منها 37 حالة، وعدد حالات التهاب الكبد الفيروسي “بي وسي” 20 ألفاً و 248 حالة توفيت منها حالتان، والتهاب الكبد الفيروسي “ألف وإي” 14 ألفاً و 39 حالة، والدفتيريا ألف و 105 حالات توفيت منها 76 حالة، وغالبية هذه الأمراض يتم الوقاية منها والحد من انتشارها عبر طرق تطعيم الأطفال باللقاحات.

الحصبة تفتك بأطفال اليمن

سبق وأن نال وباء الحصبة من أطفال اليمن، خلال العام المنصرم، إذ تسبب بوفاة 15 طفلًا خلال سبعة أشهر، وهي فترة قصيرة مقارنة بعدد وفيات الأطفال، الذين توفوا في تلك الحالة الصحية التي كان لربما من خلال تلقيهم جرعة اللقاح قد تغيير حالهم.

وفي السياق أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، وفاة خمسة عشر طفلًا، والاشتباه بإصابة 1400 آخرين بمرض الحصبة في اليمن، خلال الفترة ما بين يناير/ كانون الثاني ويوليو/ تموز 2022”.

ويعد مرض الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الأطفال، ويعاني تقريبًا كلّ من يصاب به من طفح جلديّ مؤلم والتهاب في العين وحمّى وتيبّس في العضلات وسعال شديد، ويمكن الوقاية منه عن طريق اللقاح الذي يتم تطعيمه للأطفال في سنوات أعمارهم الأولى.
تلعب برامج التحصين دورًا أساسيًا في إنقاذ الأرواح في هذا البلد الذي يشهد ارتفاعًا في أعداد وفيات الأطفال التي يمكن الوقاية منها. وفقًا لليونيسف، فقد تلقى أكثر من 1,2 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 10 سنوات لقاحات الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية خلال حملة التحصين التي تم تنفيذها خلال يونيو 2022 في المحافظات الجنوبية والشرقية.

أنتجت هذه المادة بدعم من منظمة انترنيوز INTERNEWS ضمن مشروع ROOTED IN TRUST (غرفة أخبار الصحة) في اليمن و نشرت بالتتابع مع موقع “المشاهد”