6 دقائق للقراءة 1142 كلمة
عوافي– نجيب علي العصار|
لم يستطع الطالب نصر النويد (16 عاماً) تحمل الألم فاضطر الى مغادرة المدرسة قبل انتهاء الدوام بعد أن باغته الاسهال الحاد والتقيؤ المستمر في ظل غياب أي نوع من الإسعافات الأولية.
كان النويد قد تناول وجبة ملوثة في أحد المقاصف المدرسية بأمانة العاصمة صنعاء اثناء فترة الاستراحة شعر بعدها بألم ومغص شديد في البطن مايزال عالقا في ذهنه حتى الآن وهذا ما جعل النويد يقول في حديثه لـ منصة طالب يمني “منذ ذلك اليوم لم أعد أثق بما يقدمه المقصف بمدرستي من وجبات“.
نصر واحد من بين مئات الآلاف من الطلبة في اليمن الذين يعانون من غياب الاهتمام بالصحة المدرسية في مدارسهم؛ التي لا توجد فيها أيضا عيادات صحية لمواجهة أي إصابات طارئة قد يتعرض لها الطلبة؛ حسب ما رصده معد التقرير.
و وفقا لإفادة العشرات طلبة المدارس، فأن بعض الوجبات التي تباع لهم في المقاصف المدرسية ليست طازجة، واشتكوا من تغير مذاقها خصوصا الساندويتشات بأنواعها، بالإضافة الى قلقهم من مخاطر بعض المشروبات التي تباع في أكياس بلاستيكية غير مخصصة لحفظ المشروبات.
قد يهمك .. استشارية تحدد أسباب تعذر الولادة عند اليمنيات
تدني مستوى النظافة في المقاصف المدرسية ليس أمرا طارئا، فبحسب دراسة ميدانية أعدتها منظمة مواطنة لحقوق الإنسان، خلال الفترة (فبراير 2019، حتى أبريل 2020)، عن “التعليم في اليمن“.أكد ما يقارب من 65% من الطلبة غياب التغذية النظيفة في المقاصف “البوفيهات“ أو منافذ البيع الصغيرة في هذه المقاصف.
لا تتجاوز 60 في المائة!
يقر نائب مدير المنطقة التعليمية بمديرية الثورة في أمانة صنعاء، وليد الخزان، لـ“طالب يمني“ أن نسبة الالتزام بمواصفات السلامة الغذائية في الاطعمة والمشروبات التي تقدمها المقاصف المدرسية والبوفيات لا تتجاوز 60 في المئة.
ويضيف الخزان: “أن لجنة المقاصف المدرسية يتم تشكيلها على مستوى المناطق التابعة لوزارة التربية والتعليم وتعنى بالمقاصف المدرسية في جميع المدارس، وتجتمع بصفة دورية أو بشكل طارئ في حال وجود ما يستجد من أمور تخص أي مقصف مدرسي“.
ورغم ذلك فان القصور في الاشتراطات الصحية بالمقاصف المدرسية؛ دفع محمد الأنسي، ولي أمر طالبة تدرس في المرحلة الابتدائية، إلى مناشدة الجهات المختصة بإلزام المقاصف المدرسية بمواصفات السلامة الغذائية لنوعيات الأطعمة المقدمة إلى الطلبة، وعدم بيع مأكولات وحلويات غير صحية، تساعد على انتشار الأمراض في أوساطهم.
ونبه الأنسي إلى مخاطر غياب العيادة الصحية في المدرسة، وفي حال تعرض الطالب لوعكة صحية يتم إعطاؤه إذنا ليعود إلى منزله والتواصل مع أحد أفراد أسرته، أو يتم إخراجه من الفصل لاستنشاق هواء نقي، ومن ثم يعود إليه لمواصلة يومه الدراسي.
مواصفات السلامة
تعد التغذية السليمة والمتوازنة بكافة المتطلبات الغذائية لطلبة المدارس أولوية تعليمية وصحية في مراحل التعليم المختلفة“؛ بحسب الدكتور بندر السامعي، اخصائي التغذية الإكلينيكية بهيئة مستشفى الثورة في الحديدة، لـ “طالب يمني“. مؤكدا على ان هناك سياسات يجب اتباعها لإكساب الطلبة العادات الغذائية والصحية التي تساهم في النمو والتطور الجسماني المتكامل وغرس العادات الصحية الحسنة في نفوس الطلبة، حد وصفه.
ويشير السامعي إلى أن “هناك قصور واضح فيما تقدمه معظم المقاصف المدرسية من أطعمة غير صحية للطلبة، إذ تلجأ الكثير من المدارس إلى بيع الشيبس والحلويات والكعك والبسكويت، وكذا المواد المصنعة الضارة كالمشروبات الغازية“.
ونوه بدور المدارس في المحافظة على صحة الطلبة من كافة النواحي، كالتعليم والغذاء والتغذية والصحة الجسمانية والنفسية والعقلية والاجتماعية، لافتا المخاطر الصحية التي يتعرض لها الطلبة في المدارس منها سوء التغذية والسمنة، وأمراض التلوث الغذائي وتسوس الاسنان وفقر الدم والسكري.
وطالب المعنيين في وزارتي الصحة العامة والسكان والتربية والتعليم، بتفعيل دور الأمن الغذائي والسلامة الغذائية في المقاصف المدرسية بشكل عام، من خلال برنامج تثقيفي وإرشادي للطلبة المدارس، يتم متابعته وتقييمه من قبل أخصائيين في التغذية.
ونصح السامعي القائمين على المقاصف المدرسية، بتوفير الأغذية والأطعمة الصحية والسليمة في المقاصف المدرسية التي تساعد الطلبة على النمو الجسماني وتحسن من قدراتهم العقلية والنفسية والفكرية والادراكية من أجل فهم واستيعاب الدروس.
اشتراطات ورقابة
ثمة رقابة على المقاصف المدرسية أوكل بها المشرفين الصحيين في المدارس بالتعاون مع الإدارة وجماعة الصحة المدرسية المكونة من الطلبة، وتخضع نظافة العمال والأكل المقدم والمقصف للتفتيش بالإضافة إلى التأكد من توفر الاشتراطات بحسب اللائحة المنظمة للمقاصف المدرسية التي صدر بها قرار وزاري؛ حسبما أكده مدير عام الصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم بصنعاء عادل البرطي، في تصريح صحفي.
وأشار البرطي الى ان من الشروط الواجب توافرها في مقاصف المدارس، السلوك الشخصي والمظهر وإجراء الفحوصات الطبية لخلو العاملين من الأمراض والأوبئة ليتم منحهم بطاقة من الصحة المدرسية، مبينا ان من ضمن الاشتراطات أن يكون موقع ومساحة المقصف مناسبين ويحتوي على عدد من النوافذ للبيع، مع توفر مغسلة وأدوات النظافة والمطهرات.
وعن الأغذية المسموح بيعها في المقاصف المدرسية، قال“ هناك أطعمة يجب ان تتوفر في المقاصف المدرسية كالسندويشات بأنواعها المغلفة والحليب المبستر والعصائر الخالية من المواد الحافظة وغير الزجاجية ونبه على ضرورة استخدم الزيت لمرة واحدة بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بالنظافة“.
ونبه البرطي إلى ضرورة أن تكون “الخضروات المستخدمة للطبخ طازجة ونظيفة مع أدوات الطبخ وأن تكون المواد المباعة مناسبة لأعمار الطلبة ومتنوعة وبالأسعار المتداولة خارج المدرسة وأن تحفظ المواد الغذائية بالشكل الجيد“.
وتعرف المقاصف المدرسية، بأنها مصدرا لوجبات سريعة تقدم للطلبة والطالبات في مدارسهم إما كبديل عن وجبة الفطور التي يجب أن يتناولونها في المنزل أو كوجبة مساعدة، يجب أن تخضع للرقابة الصحية من الشؤون الصحية أولا.
ووفق إحصائية رسمية لـ “ أمانة العاصمة“ فإن عدد المدارس التي تعمل بالأمانة أكثر من 980 مدرسة حكومية وأهلية
* ينشر التقرير بالشراكة بين منصتي “طالب يمني“، و“عوافي“
اخترنا لك .. أرقام مهمة في اليوم العالمي لسلامة المرضى