3 دقائق للقراءة 573 كلمة
د. ياسر عفيف النجار*
يعد تحصين الأطفال وإعطاء اللقاحات ضرورة ومسؤولية حتمية على كل رب أسرة من أجل الحفاظ على صحة أطفاله ووقايتهم من مخاطر الإصابة بأمراض الطفولة القاتلة وهذا ليس خيارا قابلا للنقاش، ليس ذلك فحسب بل إن اللقاحات حق من حقوق الطفولة التي يجب أن يحصل عليها كل طفل و هذا ما تؤكده و تفرضه القوانين اليمنية التي وضعت إطارا قانونيا ملزما يوجب على الدولة و المجتمع حماية الأطفال باللقاحات.
على امتداد أكثر من 100 عام ، ساهمت اللقاحات في الحد أو القضاء على العديد من الأمراض والأوبئة التي فتكت بملايين البشر، و من بينها أمراض الطفولة التي أودت بحياة ملايين الأطفال حول العالم قبل وصول اللقاحات التي قضت على هذه الأمراض.
قد يهمك .. 10 أمراض فتاكة تعصف بالأطفال في اليمن
فيما يخص تلقيح الأطفال اعتمدت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) والمركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) وتعميمه من قبل منظمة اليونسف (UNICEF) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) وبرنامج الغذاء والدواء الأمريكية (AFD) جداول التحصين للأطفال دون سنة السادسة أو كما هو معمول به في اليمن دون سن الخامسة، والذي يبدأ من بعد الولادة مباشرة حتى عمر 18 شهر، في مجموعة من اللقاحات التي يصل عددها لـ (8) وتشمل ست مراحل بالإضافة الى اعطاء فيتامين (أ).
وتعتبر اللقاحات من بين المستحضرات الطبية الدوائية الأعلى أماناً على مستوى العالم حيث تمر بالعديد من التجارب والاختبارات السريرية وقد تستمر لسنوات من أجل منع حصول أي مضاعفات محتملة حتى بنسبة طفيفة وتتم مراقبة نتائجها باستمرار، حيث تصل نسبة الأمان إلى 100% في أغلب اللقاحات بشكلً عام، هذا بدوره يعزز الثقة العامة في استخدام اللقاحات بشكل واسع في جميع أنحاء العالم، ويعد اعتمادها من قبل منظمة الصحة العالمية وتطبيقها بشكل عالمي.
و بعكس ما يشاع فإن اللقاحات لا تتسبب في ضعف مناعة الأطفال بل العكس من ذلك فهي تعزز من مناعتهم في مواجهة أمراض الطفولة المختلفة مثل شلل الأطفال و الحصبة و الدفتيريا و الكزاز و غيرها من الأمراض.
حيث يحتوي اللقاح على بكتيريا أو فيروسات ميتة أو ضعيفة أو جزء من محتوى الميكروب أو سمومه تقوم بتحفيز الجهاز المناعي في الجسم للتعرف على المرض بشكل مبكر، وإنتاج أجسام مضادة تمنع حدوث المرض بشكل دائم.
إقرأ أيضاً.. سلامة ومأمونية دم الحاصلين على لقاح كوفيد-19
أما بخصوص الآثار الجانبية التي قد تنتج عن اللقاحات فهي طفيفة لا تتعدى ارتفاع درجة الحرارة والألم الموضعي في بعض اللقاحات وليس كلها، و هذا كله يمكن تجاوزه باستخدام مستحضر صيدلاني لتخفيف ارتفاع درجة الحرارة وتهدئ الألم الذي يزول بعد 24-48 ساعة بشكل كامل، ولكن الضرر الحقيقي ليس في استخدام اللقاحات بل في مخاطر الإصابة بالعدوى الميكروبية ومضاعفاتها أكثر و الناتجة عن عدم استخدام اللقاحات مما يؤدي إلى الوفاة أو الإعاقة مدى الحياة.
*أخصائي طب المجتمع
أنتجت هذه المادة بدعم من منظمة انترنيوز INTERNEWS ضمن مشروع ROOTED IN TRUST (غرفة أخبار الصحة) في اليمن و نشرت بالتتابع مع موقع “ذمار أونلاين”