سلامة ومأمونية دم الحاصلين على لقاح كوفيد-19

‏  6 دقائق للقراءة        1163    كلمة

يعتقد الثلاثيني محمد الحشف أنه محظوظاً جداً بفصيلة دمه النادرة “AB” لأنها جعلته يساهم في مساعدة الكثير من المرضى وإنقاذ حياة البعض من خلال التبرع لهم بالدم.

عوافي/ حاشد مزقر

منذ عام ونصف تقريباً حصل الحشف على لقاح كوفيد-19 ،في العاصمة الأردنية عمان، وبعد عودته بأيام كان مضطراً للتبرع بالدم لوالدة صديقه التي تحمل نفس فصيلة الدم وتعاني من مرض في الكبد.

يقول الحشف في تصريح لمنصة ذمار اونلاين ،(خضعت لنفس الفحوصات التي أخضع لها دائماً قبل التبرع بالدم ثم تم نقل الدم لوالدة صديقي وقد تماثلت للشفاء).

وأفاد بأنه أخبر الطاقم الصحي بأنه سبق وتلقى لقاح كوفيد-19، وقد أكدوا عدم وجود أي مانع خاصةً وهو ملتزماً بجميع الشروط الصحية المطلوب توفرها في المتبرع، مشيراً إلى أنه من المتبرعين الدائمين لأن فصيلة دمه نادرة وأصبح معروفاً لدى الأطباء.

لقد تبرع بعدها أكثر من مرة منذ حصل على اللقاح ولم يحدث شيء غير طبيعي “لو حدث أي شيء لأخبرني الأطباء فأنا معروف لديهم”، حد قوله.

قد يهمك .. لقاحات الأطفال.. معركة الوعي المتواصلة

الأمر لا يقتصر على المستشفيات اليمنية، فقد تبرع الثلاثيني وسيم المحيا الذي حصل على لقاح كوفيد-19 في جمهورية مصر لمريض يمني كان يتلقى العلاج في أحد مستشفيات القاهرة.

يقول المحيا لمنصة ذمار اونلاين “تبرعت بـ 500 مل بعد أقل من أسبوعين من حصولي على اللقاح في القاهرة، وأخبرت الأطباء هناك بالأمر، وبعد إجراء الفحوصات الطبيعية التي عادةً ما يخضع لها الدم، أكدوا لي سلامته وتم نقل الدم”.

الشروط نفسها

أكد مدير التموين في المختبر المركزي ببنك الدم بصنعاء الدكتور عادل السعواني عدم وجود أي مانع من تبرع الأشخاص الذين تلقوا لقاح كوفيد-19 بالدم للمرضى.

وقال السعواني في تصريح لمنصة ذمار اونلاين ” نشترط احتياطاً أن يكون قد مر أسبوعان على المتبرع منذ تلقى اللقاح” مؤكداً عدم وجود أي مخاطر في دم هؤلاء الأشخاص مادام توفرت فيهم جميع شروط التبرع المتبعة في اليمن، إذ يشترط ان يكون المتبرع بصحة جيدة وغير مصاب بالأمراض المعدية مثل الإيدز، التهاب الكبد “B و G”، الزهرية و الملاريا.

كما يشترط ألا يقل عمر المتبرع عن 18 عاماً ولا يقل وزنه عن 50 كجم، وأن تكون نسبة الهيموجلوبين في الدم عند الرجال من 14- 17 جم، بينما تكون النسبة عند النساء من 12-14 جم، ويشترط في المتبرع أو المتبرعة أن يكون النبض بين 50-100 في الدقيقة، ويكون معدل ضغط الدم أقل من120/80 ملم زئبق وألا تزيد درجة الحرارة عن 37 درجة مئوية.

وأوضح السعواني أن بإمكانية أي شخص تنطبق عليه الشروط التبرع بـ (450-500 مل) من دمه دون أي مخاوف أو أخطار على صحته، مشدداً على ضرورة ان يمر شهران على الأقل بين كل عملية تبرع وأخرى بحيث لا يزيد عدد مرات التبرع على 5 مرات في العام.

فترة أمان لتجنب الضرر

لا مخاطر صحية يمكن أن يتعرض لها المريض في حال حصل على دم من متبرع سبق وأن تلقى لقاح كوفيد-19، فالعشريني علاء عبد القوي تبرع بالدم لأحد أقاربه الذي تعرض لحادث سير، واحتاج لنقل دم وقد تم إنقاذ حياته.

يقول عبد القوي لمنصة ذمار اونلاين “تبرعت بالدم بعد شهر تقريبا من حصولي على لقاح كوفيد-19 أثناء سفري الى المملكة العربية السعودية، وقد شفي المريض من الجراح وعاد لممارسة حياته بشكل طبيعي”.

وفي هذا السياق يؤكد أخصائي باطنية في المستشفى الجمهوري بصنعاء الدكتور عمرو جابر عدم وجود أي مخاطر في تبرع الملقحين ضد كوفيد-19 بالدم لأشخاص آخرين، مشترطاً ان تكون الفحوصات قد أتثبت سلامة دمائهم طبياً.

وأوضح جابر في تصريح لمنصة ذمار اونلاين: أنهم يشترطون أيضاً _من باب الاحتياط فقط_ أن يكون قد مر أسبوعان منذ تلقي المتبرع اللقاح، مؤكداً أن الحمى التي تصيب بعض الأشخاص بعد أخذ لقاح كوفيد-19، ليست سوى أحد الأعراض الطبيعية، كالحمى التي تصيب الأطفال بعد التطعيم.

واستشهد جابر بأحد الأشخاص، من معارفه، ممن حصلوا على لقاح كوفيد-19 والذي يتبرع بشكل منتظم لابنة صديقه التي تعاني من مرض الثلاسيميا.

أدلة الصحة العالمية

تشير الأدلة الحالية لمنظمة الصحة العالمية إلى أنه يمكن لأي شخص أن يتبرع بالدم إذا كان قد تلقى لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا لا يحتوي أي فيروس حي، على أن يكون الشخص المتبرع معافى.

ونظراً لأن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا حديثة العهد فإن بعض الدول لا تجعل من نقل الدم متاحاً إلا بعد مرور أسبوع واحد من عملية تلقي اللقاح وذلك للتقليل إلى الحد الأدنى من احتمال ظهور أعراض متعلقة بالتطعيم بعد التبرع بالدم.

وتقول المنظمة أن من يتلقون لقاحات محتوية على فيروس حي (مثل لقاحات مستندة إلى ناقل فيروس أو لقاحات بفيروس حي مخفف) ينبغي لهم تأجيل التبرع لأربعة أسابيع كما تنصح من يشعرون بتوعك بعد تلقي لقاح مضاد لفيروس كورونا تأجيل التبرع بالدم لمدة سبعة أيام بعد التعافي التام من الأعراض، وفي الحالات التي لا يعرف فيها إن كان الشخص قد تلقى لقاحاً بفيروس حي ينبغي التقيد بفترة تأجيل لأربعة أسابيع.

إقرأ أيضاً .. أدوية وعلاجات الأمراض المزمنة في اليمن 8 سنوات من المنع وتهديد حياه اليمنيين

وتخصص المنظمة 14 حزيران / يونيو يوماً عالمياً للمتبرعين الطوعيين تقديراً لتبرعهم بالدم دون مقابل مساهمتهم في إنقاذ أرواح الآخرين، وأيضاً تستغل هذه المناسبة لتعزيز مستوى الوعي بأهمية المواظبة على التبرّع ضماناً لجودة ما يوفر من كميات الدم ومنتجاته المتبرع بها ومستوى توافرها ومأمونيتها للمحتاجين من المرضى.

الوضع العام للدم في اليمن

ترتفع باستمرار عدد الحالات التي تحتاج إلى نقل الدم في اليمن بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، ما يسبب ضغطاً على بنك الدم بصنعاء لترتفع نسبة الاحتياج الذي يغطيها البنك من 50% قبل عام 2015 إلى 60% من احتياجات مشافي صنعاء خلال السنوات الأخيرة.

وبحسب التقارير السنوية للبنك فإن ارتفاع احتياج الدم أثر سلباً على مرضى السرطان والثلاسيميا واللوكيميا والمرضى المحتاجين لنقل الدم بصورة مستمرة.

كما أن نزوح الكثير من المواطنين إلى العاصمة صنعاء ،بينهم مرضى، ضاعف من الطلب على خدمات نقل الدم ،وتواجه إدارة البنك نقصاً في فصائل الدم النادرة نتيجة زيادة الطلب عليها ما جعل البنك يعاني ،مؤخراً، من نقص حاد في الفصائل جميعها و ليست الفصائل السالبة فقط، في ظل تراجع عدد المتبرعين من أصحاب هذه الفصائل.

أنتجت هذه المادة بدعم من منظمة انترنيوز INTERNEWS ضمن مشروع ROOTED IN TRUST (غرفة أخبار الصحة) في اليمن و نشرت بالتتابع مع موقع “ذمار أونلاين”