لقاحات الأطفال.. معركة الوعي المتواصلة

‏  4 دقائق للقراءة        754    كلمة

لم تنجح تحذيرات زوجة عبدالله الضياني من مخاطر اللقاحات، عن منعه من الذهاب الى المستشفى لتطعيم طفله الاول، متجاوزاً بذلك الكثير من الشكوك التي تبديها زوجته مع أي وعكة صحية يصاب بها طفله.

عوافي/ صقر أبوحسن

يضطر الضياني الذي يعمل اخصائي في إحدى المراكز الطبية الخاصة بمدينة ذمار وسط اليمن في مجال المختبرات، قبل كل جرعة تطعيم يحصل عليها الطفل، لخوض جدلا طويلا مع زوجته وبعض اقربائها الذين يحاولون اثنائه عن تطعيم طفله ، لتختم زوجته الجدال بعبارة ” هو ولدك وأنت أخبر”.

ويقول في حديث لـ “ذمار أونلاين”: اعرف جيداً ان التطعيمات و جرعات التحصين وقاية للطفل من الأمراض التي تهاجم جسمه، لذا احرص على ان يتلقى طفلي كل الجرعات في مواعيدها المحددة، حماية له من تلك الأمراض الفتاكة خاصة شلل الأطفال والحصبة.

مع اتساع رقعة الشائعات عن مخاطر اللقاحات وجرعات التحصين للأطفال، من بين تلك الشائعات ان من يتلقون التطعيمات يصابون في المستقبل بضعف المناعة، واخرى تقول ان اللقاحات ليست سوى مهدئات آنية، تحول الأمر في نظر ” الضياني” الى “تحدي بين مؤيدي العلم والراضخين للشائعات”، حد قوله، مضيفا أن هناك الكثير من الأسر التي رفضت ان يتلقى أطفالها اللقاحات، والمشكلة ان بعض الأسر أفرادها متعلمين.

قد يهمك .. “السعال الديكي” يعاود انتشاره في اليمن

ورغم توفر جميع أنواع اللقاحات في وحدة التلقيح بمستشفى ذمار إلا أن الإقبال تراجع بنسبة ملحوظة وفقا لـهلال السويدي الذي عمل في الوحدة مساعد صحي، موضحا في حديثه لمنصة ذمار اونلاين بأن عدد الأطفال القادمين إلى الوحدة بغرض الحصول على اللقاحات والتطعيم الدوري، حتى عام 2021، كان يصل إلى 100 طفل يوميا، خاصة أيام السبت والأربعاء حيث تقدم الوحدة للأطفال “جرع الحصبة والسل” بينما تقدم اللقاحات الأخرى في بقية أيام الأسبوع، مؤكدا بان العدد يتضاعف عقب الإجازات وأيام الأعياد.

وقال السويدي لقد انخفضت الأرقام لتصل الى نحو 70 طفل في أعلى تقدير، يومي السبت والأربعاء خلال العامين الماضيين، مسببا ذلك بانتشار الشائعات في اوساط المجتمع”، حد قوله.

وكانت آخر حملة للتحصين ضد مرض شلل الاطفال، في مارس العام الحالي في 12 محافظة ” تابعة لحكومة عدن” نفذتها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمتي اليونيسف والصحة العالمية، واستهدفت الحملة مليون و290 ألف طفل دون سن الخامسة. في وقت أكدت منظمة الصحة العالمية تسجيل 227 طفل مصاب بمرض شلل الأطفال في العام 2021م، بعد سنوات من اختفاء المرض في البلد.

الشائعات حققت هدفها

“جهود عشرات السنوات من التوعية، انهارت خلال أشهر” هكذا علق مدير عام التثقيف والإعلام الصحي بمحافظة ذمار د. سلطان الحيجنة، عن تأثير الشائعات، مضيفا لقد خلفت الشائعات ضررا كبيرا واثرت سلبا على جهود التوعية الصحية، التي كانت تحث الأهالي على التلقيح للأطفال ضد الأمراض الخطرة في مقدمتها شلل الأطفال والحصبة.

وفي السياق ذاته اكد الحيجنة لـ “ذمار أونلاين” أن توقف جهود التوعية الصحية وأنشطة التثقيف الصحي، خلق فجوة كبيرة استغلتها الشائعات التي انعكس تأثيرها سلباً على الأطفال. مشيراً الى انتشار أمراض شلل الأطفال والحصبة والدفتريا وغيرها نتج عنها العديد من الوفيات في وسط الأطفال خاصة المناطق الريفية التي تفتقر الى الخدمات الصحية.

إقرأ أيضاً.. قوانين صحية مُلزمة لإنقاذ “جيل الحرب ” في اليمن

وقال السويدي: التطعيم للأطفال حفظ لصحتهم ومنع إصابتهم بالأمراض الخطرة، لذا أقدم النصح لأي شخص يشكك في اللقاحات -واثق بان تجربتي في العمل في مجال التطعيمات واللقاحات – ساهمت في خفض الإصابات بأمراض الطفولة.

الأرقام مضاعفة

يعتقد طبيب في هيئة مستشفى ذمار العام – فضل عدم الكشف عن هويته- بان الإحصائيات المسجلة والمعلنة عن حالات الإصابة و الوفاة بأمراض الطفولة، لا تعكس حقيقة ما يحدث في الواقع، وقال في حديث مقتضب لـ” ذمار اونلاين”: أعداد المرضى التي تصل الى المرافق الطبية تتضاعف يوميا، مضيفاً :يفقد عشرات الأطفال حياتهم بشكل يومي في مختلف المحافظات ومنها ذمار، ولا يتم تسجيل تلك الحالات.

ويرى الطبيب أن إخفاء الحقيقة عن العامة من قبل الجهات الرسمية لا يمكن ان يغطي عن حقيقة تفشي هذه الأمراض وفي مقدمتها الأمراض التي يمكن الوقاية منها عن طريق اللقاحات.

أنتجت هذه المادة بدعم من منظمة انترنيوز INTERNEWS ضمن مشروع ROOTED IN TRUST (غرفة أخبار الصحة) في اليمن و نشرت بالتتابع مع موقع “ذمار أونلاين”