د. ياسر عفيف النجار

تكمن أهمية لبس الكمامات في وجود العديد من الأمراض التي يمكن أن تنتشر عبر الرذاذ التنفسي الذي يقذفه الأشخاص عندما يتحدثون أو يسعلون أو يعطسون، ويمكن أن ينتشر العديد من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي عن طريق الأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض، مما يعني أن بعض الأشخاص يمكن أن يكونوا ناقلين للعدوى وهم لا يدركون ذلك حسب اليونسف (UNICEF).

ويشاع أنه يوجد ضرر في حال ارتداء الأشخاص للكمامات بشكل مستمر أثناء وجود أي انتشار للأوبئة والأمراض التنفسية الموسمية، كونها تجعل المريض يعيد استنشاق السموم والجراثيم، مما يؤدي الى التعرض للسرطان والأمراض الناجمة عن تكدس الفطريات والجراثيم في الرئة، وهذا الكلام غير صحيح اطلاقا، بل أن لبس الكمامات هي أفضل طريقة لتنقية الهواء وتجنب حدوث أي عدوى تنفسية، خاصة أثناء دخول المستشفيات والمركز الصحية والعيادات الخاصة والمراكز التشخيصية، حيث يحتمل وجود العديد من حالات الإصابات التنفسية.

قد يهمك..الديكساميثازون.. حقنة دواء محاطة بالشائعات والمخاوف

وبحسب المركز الأمريكي لسيطرة على الأمراض (CDC IN U.S) فإن هناك بعض الحالات يجب أن لا ترتدي الكمامات الطبية لمنع حدوث أي مشكلات صحية، من بينهم:

يمنع ارتداء قناع الوجه للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين.

يمنع ارتداء قناع الوجه الطبي لأي شخص يعاني من صعوبة في التنفس.

يمنع ارتداء الكمامة الطبية لأي شخص فاقد للوعي، أو عاجز، أو غير قادر على إزالة الكمامة الطبية بدون مساعدة.

ومن حيث نوع الكمامات يوجد نوعان أساسيان:

النوع الأول: الكمامات الفلتر المعروف بـ(N95) الذي يمكن أن يصفي الهواء المستنشق من الأتربة والجراثيم الموجود في الهواء المحيط بنسبة تصل إلى 95% غالباً.

النوع الثاني: الكمامات القطنية أو القماشية، هذا النوع أقل في نسبة التصفية ولكن يؤدي الدور في الوقاية من انتشار الأمراض التنفسية.

وتوجد أمور يجب التأكد منها عند ارتداء الكمامة الطبية:

أمكانية التنفس بسهولة أثناء ارتداء كمامات.

أن لا تزيد الرطوبة داخل الكمامة الطبية.

خلع الكمامة الطبية قبل النوم، لأن الجزء البلاستيكي قد يشكل حاجزاً حول الفم والأنف، ويسبب ضيق التنفس.

اقرأ أيضاً..مواجهة شائعات اللقاحات.. البرلمان يحشد لمكافحة أمراض الحصبة وشلل الأطفال والسرطان

ولا يرتبط ارتداء الكمامات بحالات حدوث جائحة كوفيد-19 فقط، بل تعمل على ترطيب الجهاز التنفسي، وتساعد على تعزيز كفاءة الجهاز المناعي، وتساهم في الوقاية من أي عدوى مرتبطة بالجهاز التنفسي عموماً، مثل الأنفلونزا الموسمية والتهابات الجيوب الأنفية وغيرها، وكذلك يخفف ارتداء الكمامات من المضاعفات المحتملة لمرضى الربو والتحسس الذي له علاقة بكبار السن، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، سواءً في المدن المزدحمة التي تنتشر فيها عوادم السيارات، أو المناطق التي تنتشر فيها الأتربة، أو الأشخاص الذين يعملون في مهن لها علاقة بالروائح مثل العطارين وعمال البناء وغيرهم.

وأخيراً فإن ارتداء الكمامات ضرورة وسلوك صحي يعزز صحة الجهاز التنفسي، ويساعد في الوقاية من العدوى المحتملة أو الأمراض المرتبطة بالجهاز التنفسي التي يمكن أن تنتقل عبر الهواء، وليس أثناء وجود جائحة كوفيد-19 فقط.

*أخصائي طب مجتمع