تتزايد المشكلات الصحية لمرضى الكلى والمسالك البولية مع كل تغير مناخي طارئ، كموسم الأمطار التي يشهدها اليمن في فصل الصيف، أو مستقر كما في فصل الشتاء.
ويؤكد استشاري الكلى والمسالك البولية، الدكتور عدنان البعداني -في حديث خاص لمنصة “عوافي”- تأثير التغير المناخي على الجهاز البولي، ففي فصل الشتاء تكون الأجواء باردة ما يؤثر على معدل شرب السوائل لتزداد ترسب الأملاح بالجهاز البولي لينتج عنه تكوّن حصوات صغيرة أو ظهور آثر الحصوات الموجودة من قبل وزيادة المغص الكلوي وحدوث التهابات.
ويضيف الدكتور البعداني: “وكذلك في فصل الصيف، مع ارتفاع درجات الحرارة وبالذات في المناطق الساحلية تزيد الحاجة إلى شرب السوائل فوق المعدل الطبيعي، حيث يفقد الجسم الكثير من السوائل عن طريق التعرق مما يقلل نسبة السوائل المعالجة عن طريق الكلى، ويؤدي إلى نفس أعراض الشتاء”.
وينصح مرضى الكلى والمسالك البولية، بضرورة الفحص الدوري لتفادي المضاعفات المؤدية للفشل الكلوي، والإكثار من شرب السوائل في فصل الشتاء، وكذلك فصل الصيف في المناطق الساحلية، إضافة للتوازن الغذائي، وممارسة الرياضة بشكل يومي، والابتعاد عن تناول المهدئات.
ويضيف الدكتور البعداني: واقع البلد والقطاع الصحي ومن بينه أمراض الكلى، يُعد صعبا للغاية نتيجة الحرب، ويزيد معاناة مرضى الكلى والمسالك البولية تدهور الوضع الاقتصادي.
وينقص الكثير من اليمنيين الوعي الكافي لمعرفة طبيعة الأمراض التي قد يصابون بها ومدى خطورتها، ما يجعل مهمة الأطباء صعبة في تداركها، إلى جانب معوقات أخرى، حد كلامه.
يقول الدكتور البعداني:” نلاحظ وصول مرضى في مراحل متأخرة، وكان من الممكن تلافي المضاعفات الخطيرة بالفحص الدوري”.
وفيما استعرض استشاري الكلى والمسالك البولية، عدداً من الأمراض الشائعة -التي يمكن السيطرة عليها كالالتهابات المعوية والقيء والإسهال- حذر من إهمال علاج الحصوات والالتهابات التي توصل المريض إلى مرحلة الفشل الكلوي.
وتطرق الدكتور البعداني -في حديث مع منصة “عوافي”- عن الصعوبات التي تواجهها مراكز الغسيل الكلوي في اليمن أبرزها “قلة الدعم والمحاليل، وغياب التثقيف الصحي” للتوعية بأمراض الكلى والمسالك البولية وكيفية التعامل معها أو تجنب الإصابة بها.
وأعرب استشاري أمراض الكلى والمسالك البولية عن تفاؤله بتخرج “وجوه وكوادر طبية جديدة ومتخصصة بأمراض الكلى” وصفها بـ”الممتازة”.
ويعد الدكتور البعداني الفحص الدوري الوسيلة المناسبة للحد من تزايد أعداد مرضى الكلى في اليمن، بكونه يوفر للأطباء إمكانية اكتشاف المرض في وقت مبكر مما يسهل علاجه، بالإضافة إلى ضبط الأمراض المزمنة كالسكري وضغط الدم.
وفي حين شدد على ضرورة الذهاب إلى الطبيب المختص، وعدم الاكتفاء بضرب المهدئات في عيادات ضرب الإبر التي يلجأ إليها كثيرون ممن يعانون من أمراض الكلى، حذر الدكتور البعداني من “تجاهل الإشارات التي يطلقها جسم المريض مثل الألم والمغص الكلوي أو الحروقة في البول أو الدم المصاحب للبول، وعدم استشارة الطبيب”.