6 دقائق للقراءة 1031 كلمة
حوار: جوري مرشد المعمري
تزايد حالات الحمل خارج الرحم أو ما يسمى “الحمل المنتبذ” وهو أن تحمل الأم بالجنين خارج التجويف الرحمي، ما يشكل خطرا على صحة الأم ويعرضها لمضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة.
وتنصح أخصائية أمراض النساء والولادة الدكتورة رنا عبدالستار حيدر بضرورة عرض الحوامل على طبيب مختص في حال حدث هذا النوع من الحمل تجنبا لتعرضها لمضاعفات وصفتها بأنها خطيرة.
ونبهت الدكتورة حيدر -وهي رئيس قسم النساء والولادة في مستشفى بروج صنعاء، لمنصة عوافي- إلى أهمية توقف الأمهات ،ممن مررن بهذه التجربة، عن استخدام موانع الحمل، وكذلك استخدام الأدوية التي تأخر الحمل، مشددة على ضرورة الإقلاع عن التدخين بكل أنواعه ، واتباع نظام غذائي ورياضي معين بعد استشارة الطبيب المتابع للحالة.
وبينما أكدت عدم وجود أدوية لتجنب الحمل خارج الرحم ،في العموم، أوصت بأهمية إجراء التشخيص المبكر للحالة من الأسبوع الأول حتى الأسبوع الخامس.
– كيف يحدث الحمل خارج الرحم؟
يحدث الحمل خارج الرحم عندما يطلق المبيض البويضة المهيأة للتلقيح إلى البوق ويتم إخصابها ثم لا تكمل طريقها إلى جوف الرحم ويحدث التعشيش في البوق أو مكان آخر غير جوف الرحم.
وحتى الآن لم يتوصل العلم لأسباب محددة تؤدي إلى الحمل خارج الرحم، غير أن هناك عوامل مساعدة لحدوث مثل هذا الحمل كالتهابات الحوض، والإصابة ببعض الأمراض خاصة المنقولة جنسيا مثل Chlamydia& Gonorrhea ” المتدثرة الحثرية وهي عدوى شائعة منقولة جنسيًّا تنتج عن بكتيريا ” .
أيضا التعرض لمرض بطانة الرحم المهاجرة والذي يحدث عند نمو نسيج مشابه للنسيج الذي في باطن الرحم، كما قد يتسبب التدخين في حدوث هذا الحمل.
إضافة إلى بعض العوامل الخارجية مثل. العمليات الجراحية للحوض أو استخدام العلاجات المنشطة للتبويض التي قد تؤدي إلى الحمل خارج الرحم، وإذا سبق وان حدث حمل خارج الرحم من قبل فهذا قد يساهم في تكرار الحالة، بنسبة ١٠ إلى ١٥% ، ويحدث الحمل إما في نفس قناة فالوب إذا لم تستأصل أو في قناة فالوب الأخرى.
– ما هي أهم مخاطر الحمل خارج الرحم على الأمهات؟
قد يتسبب هذا الحمل في تمزيق قناة فالوب وقد تتلف بشكل دائم و تؤثر على خصوبة المرأة مما يؤدي إلى عدم قدرتها على الحمل مرة أخرى، وكذلك عند تعشيش البويضة المخصبة في البوق أو في مكان غير جوف الرحم، ولا يجد الجنين البيئة الملائمة أو المساحة المناسبة للنمو، حينها يتمزق البوق ويحدث نزيف داخلي مما قد يؤدي لوفاة الأم ما لم يكن هناك تدخل طبي عاجل.
– كيف يمكن تجنب حدوث الحمل خارج الرحم؟
في العموم لا توجد أدوية لتجنب الحمل خارج الرحم، ولكن يمكن معالجة العوامل المساعدة التي سبق و ذكرناها , هذا من جانب ، من الجانب الآخر يعد التشخيص المبكر للحالة ،من الأسبوع الأول حتى الخامس، مهما للغاية لأنه يتيح استخدام العلاج الميثوتريكسيت بدلا عن التدخل الجراحي.
وهذا يقلل من نسبة إتلاف البوق والالتصاقات الناتجة عن الجراحة والتعرض للتخدير وغيره، ولكن هناك شروط لاستخدام علاج الميثوتريكسيت عوضا عن الجراحة، إذ يجب مراعاة حجم الحمل ونسبة هرمون HCG “هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرِيّة”.
قد يهمك..كيف يواجه مرضى الإيدز جائحة كورونا في اليمن؟
بالإضافة إلى مراعاة الحالة الصحية للمرأة بشكل عام والتأكد من عدم وجود نزف داخلي، وإصابة المرأة بأي من أمراض بالكبد أو المناعة، ويشترط في استخدام هذا العلاج أيضا المراقبة المشددة للمريضة ومتابعتها بالسونار “تصوير بالموجات فوق الصوتية” والفحوصات.
ويمكن تجنب مخاطر هذا الحمل بالتشخيص المبكر من قبل طبيب مختص، وعمل أشعة السونار لتحديد موقع الحمل وإذا لم يحدد بالسونار بات بالإمكان علميا متابعة هرمون HCG.
– ما هي أهم أعراض حدوث الحمل خارج الرحم؟
هناك أعراض على المرأة التركيز عليها مثل النزف المهبلي وآلام أسفل البطن، آلام تصل إلى الكتف، الشعور بالألم أثناء التبرز، بالإضافة إلى أعراض أخرى الحمل المتعارف عليها مثل الغثيان وتأخر موعد الطمث وغيرها.
هل يمكن للمرأة محاولة الحمل مرة أخرى بعد تجربتها بالحمل خارج الرحم؟
يمكن للمرأة محاولة الحمل مرة أخرى عند التعافي الكامل في حالة العلاج الجراحي، أما إذا كان العلاج هو “ميثوتريكسيت” فلا بد من تجنب الحمل لمدة ٣ أشهر بعد العلاج.
– ما هي وسائل منع الحمل المناسبة التي يفضل استخدامها بعد حدوث حمل خارج الرحم؟
تستطيع المرأة استخدام الحبوب الهرمونية المركبة أو الغرسة الهرمونية باعتبارها تمنع التبويض وبالتالي لا يوجد جنين ليعشش خارج جوف الرحم، بينما لا يمنع استخدام اللولب حدوث التبويض وبالتالي يظل هناك مجال لتعشيش الجنين خارج جوف الرحم، كما يزيد اللولب من تعرض الأم لالتهابات الحوض.
– لوحظ مؤخرا زيادة في عدد النساء اللاتي يحدث لهن حمل خارج الرحم .. ما سبب هذه الزيادة؟
نعم لوحظ بشكل واضح زيادة الحالات، وعلميا لا توجد أسباب واضحة لهذه الزيادة ولكن أرجح أن يكون لارتفاع عدد النساء المدخنات دور في ذلك، بالإضافة إلى نقص الوعي الصحي عند النساء والرجال على حد سواء.
– إلى أي مدى يتسبب الحمل خارج الرحم في تأخر حدوث حمل مرة أخرى؟
هذا يخضع لنوع العلاج الذي تلقته الأم ، فإذا كان العلاج عبر استئصال قناة فالوب فلا يحدث أي تأخير الحمل، لأن المبيض موجود ومنه يتم إطلاق البويضة، بينما إذا تم استئصال المبيض فهنا تقل نسبة التبويض، ومعه تقل فرصة الحمل.
أما إذا حصلت الأم على دواء الميثوتريكسات الذي يعيق عملية حدوث الحمل خارج الرحم ، فإن هذه الحقن تسبب “انكماش” البويضة مما يعيق عملية الحمل أيضا.
– بماذا تنصحي الأمهات اللاتي يرغبن بالإنجاب بعد تجربة حمل خارج الرحم؟
أنصح بالتوقف عن استخدام موانع الحمل، وكذلك استخدام الأدوية التي تأخر الحمل، كما يجب متابعة التبويض وعلاج الالتهابات الحوضية والتوقف عن التدخين واتباع نظام غذائي ورياضي معين بعد استشارة الطبيب المتابع للحالة.
اخترنا لك..مؤسسة دولية تكشف عن أسباب تردد اليمنيين في أخذ لقاح كورونا
* الصورة الرئيسية للدكتورة رنا عبدالستار حيدر