6 دقائق للقراءة 1066 كلمة
حوار/ عُلا محمود
خيمة صغيرة في فناء المستشفى الجمهوري بالعاصمة صنعاء تستقبل يوميا عشرات المصابين بداء الكلب للحصول على الخدمات العلاجية التي تقدمها وحدة مكافحة داء الكلب في المستشفى.
ويصف مسؤول الوحدة الدكتور عبده غراب المكان بأنه غير مناسب ولا يليق بتقديم الخدمات العلاجية للمصابين، في ظل ارتفاع عدد الحالات التي تصل ،أحيانا، إلى 50 إصابة في اليوم.
وبحسب حديث الدكتور غراب لمنصة عوافي، تعاني الوحدة أيضا من عدم توفر الأدوية ما يضطر المصابون لشرائها من الصيدليات ومخازن الأدوية في السوق، بينما لم تجد المناشدات التي رفعتها وزارة الصحة للمنظمات أي تجاوب حتى موعد نشر هذا الحوار.
– ماهو السبب الرئيسي الذي يجعل عضة الكلب المصاب بالداء خطيرة؟
المسبب الرئيسي هو فيروس ينتقل من الحيوانات البرية مثل (الضبع– الثعلب –ابن أوى–ونوع من أنواع الخفافيش) إلى الحيوانات الأليفة مثل الكلاب والقطط عبر العض، ومنها ينتقل إلى الإنسان في حال تعرض لعضة حيوان مصاب بالفيروس.
قد يهمك .. الفقدان المفاجئ للأجنة.. يؤرق الأمهات في اليمن
هذا الفيروس ينتقل في جسم الإنسان عبر الرزم العصبية حتى يصل إلى الجهاز العصبي في الدماغ وعندها تحدث التشنجات والالتهابات الشديدة وبعدها الوفاة في حال لم يحصل على الدواء في الوقت المناسب.
– ما هي أعراض الإصابة بالفيروس عند الحيوانات؟
تبدأ الأعراض عند الحيوان المصاب بوجود اللعاب بكثرة في فمه، وتصبح تصرفات الحيوان غير طبيعية «مجنوناً» ويسهل إثارته، ويكون سهل الإثارة كما تلاحظ بأنه يعض أي شيء يصادفه .
ومن أعراض إصابة الحيوان بالفيروس خوفه من الماء وعدم قدرته على الأكل والشرب إلى أن يموت، فالحيوان المصاب يموت خلال فترة تتراوح بين الـ 7 والـ 10 أيام بعد ظهور الأعراض.
– بالنسبة للأعراض التي تظهر على الإنسان المصاب بالداء؟
تختلف الأعراض عند الإنسان من شخص لآخر وذلك بحسب مناعته وكمية الفيروسات التي دخلت للجسم ، بالإضافة إلى موضع العضة ، فكلما كانت قريبة من الأجزاء العلوية من الجسم كانت خطيرة ومميتة.
كما تختلف المدة الزمنية منذ الإصابة حتى ظهور الأعراض من شخص إلى آخر بحسب مناعة الشخص وعمق الجرح وكمية الفيروسات المرضية داخل الجسم، فبينما قد تظهر عند البعض خلال 30 إلى 40 يوما ، هناك من تبدأ بالظهور بعد ثلاثة أشهر أو سنة.
– في حال تعرض الشخص لعضة كلب مصاب ما هي الإجراءات الأولية التي عليه القيام بها؟
عندما يتعرض شخصٌ ما لعضة كلب أو حيوان آخر يجب غسل مكان العضة بالماء والصابون بطريقة جيدة، إذ تضمن هذه الطريقة 70 % من المعالجة، كما عليه أن يترك الجرح مكشوفاً كي يتم خروج المسببات المرضية إلا إذا كان الجرح كبيراً يمكن أن يخيط مسافات متباعدة حتى يتم خروج المسببات المرضية عبر النزيف.
– بعد التعرض للعضة هل يجب ربط المنطقة التي تعلو مكان العضة؟
البعض قد يربط الجزء الذي يعلو مكان العضة، وهذا الإجراء غير سليم، نعم قد يستخدم هذا الإجراء عند التعرض للدغة الأفعى والعقرب أما في حالة داء الكلب يفضل أن ينزف الدم ويترك الجرح مفتوحاً.
– ماهي العادات الخاطئة التي يقوم بها الناس بعد العضة في مثل هذه الحالة؟
هناك عادات خاطئة يقومون بها مثل وضع البارود والتراب على مكان الإصابة أو ضربها بالأحذية بعد العض، هذه طرق خاطئة ولو يقوم بضربها 100ضربة لا ينفع إلا لقاح داء الكلب، لأن الجرح يكون مفتوحاً ويتعرض للتلوث ومن ثم تحدث الالتهابات، لذا من الأفضل أن تقدم له الإسعافات الأولية وبعدها يتوجه لأقرب مركز أو وحدة خاصة بداء الكلب.
– على ماذا تحتوي عملية العلاج من داء الكلب؟
يجب أن يحصل على المصل الوقائي حول العضة وكذلك اللقاحات في يوم صفر «أول يوم للإصابة» ثم يوم 3، يوم 7، يوم 14و يوم 28 عبر حقن عضلية، بينما تعطى جرعة تنشيطية بعد 3 أشهر في حال كانت العضة في الرأس أو الوجه.
– ماذا عن حقنة التسمم العادية هل تفيد في هذه الحالة من باب الوقاية من انتشار الفيروس؟
نعم يصح حقنه بها ولكن لا تتدخل في داء الكلب إنما هي من أجل الوقاية من التلوث فقط، أما حقنة داء الكلب فيجب أن يحصل عليها بعد العضة لمنع الفيروس والمسببات المرضية من الوصول إلى الدماغ.
– بعد الانتهاء من الجرعة هل هناك مخاطر قد يواجهها المصاب؟ وهل يجب مراجعة الطبيب؟
لا توجد مخاطر بعد الانتهاء منها على المصاب إذا تم اتباع الطريقة الصحيحة ويجب أن يبقى المصاب على تواصل معنا حتى آخر جرعة.
– كم متوسط عدد الحالات التي تستقبلها الوحدة في اليوم؟
تستقبل الوحدة من 30 إلى 50 حالة يوميا، وهذا عدد كبير، والسبب انتشار الكلاب في الشوارع والأحياء خاصة في أمانة العاصمة ، في ظل ضعف حملات المكافحة، إذ كان يقدر عدد الكلاب بحوالي70 ألف كلب، تخلصوا من ما يقارب 20 ألف من خلال الحملات، والعدد يزيد باستمرار، ولو أن هناك جهودا في المكافحة لانخفض عدد الإصابات اليومية إلى حالة أو حالتين في اليوم.
مؤخرا نلاحظ انتشار الكلاب في كل الشوارع والأحياء والأزقة، وأصبحت تهدد جميع الفئات العمرية ،خاصة الأطفال بين الـ 5 والـ 15 عاما نظرا لما يقومون به من مشاغبة الكلاب.
لذا نجدها فرصة اليوم لمناشدة الجهات المسؤولة بمكافحة الكلاب لتنفيذ حملات المكافحة، فبدلا من دفع 150 مليون ريال تكلفة توفير اللقاحات يمكن أن يتخلصوا من الكلاب بكلفة لا تتجاوز 20 مليون ريال.
– ما مدى توفر الإمكانيات التي تمتلكها الوحدة مقارنة بعدد حالات الإصابة اليومية؟
في الحقيقة نحتاج للكثير من الإمكانيات، فنحن نعاني من عدم توفر العيادات ونقوم بعملنا حاليا في خيمة، وهذا المكان غير مناسب ولا يليق لتقديم الخدمات العلاجية للمصابين، كما أن العلاجات غير متوفرة بشكل كامل، ويضطر المصاب لشرائها من الصيدليات الخارجية، وبالمناسبة ، بعض هذه الأدوية لا تدخل البلد بطريقة رسميه وإنما عبر التهريب « المصل الوقائي هو الوحيد الذي لديه وكيل رسمي»، لكن هذه الأدوية تنقذ حياة المصابين، فلو لم تكن متوفرة لمات المصاب.
– ما الذي قامت به وزارة الصحة حيال هذا الوضع؟
الوزارة تقوم بمناشدة المنظمات الداعمة سواء الداخلية أو الخارجية من أجل توفير اللقاحات والأمصال ولكن إلى الآن لم تستجب أي منظمة للمناشدات.
اخترنا لك .. لماذا العلاج النفسي؟