لماذا العلاج النفسي؟

طلال محمد أحمد الجرموزي

هناك تخوف لدى الكثير نحو العلاج النفسي خاصة في البلدان النامية ومنها البلدان العربية وسبب هذا التخوف هو الفهم الخاطئ لمعنى العلاج النفسي وأبعاده ومبادئه وأسسه.

وقد يكون السبب الرئيسي الذي ولّد هذا الانطباع لدى معظم الناس هو الصورة السيئة التي نقلها الإعلام لمفهوم العلاج النفسي والنظرة الدونية لمن يصاب بمرض نفسي أو يطرق باب المعالج النفسي.

الحكاية  تعيد نفسها فهكذا كانت النظرة للعلاج النفسي أو من يرتاد عيادات العلاج النفسي في أوروبا والغرب .. نظرة دونية واحتقار وازدراء من المجتمع لهذا المجال حتى ابان الحرب العالمية الأولى حيث أصبح العلاج النفسي هو بصمة الأمل لمن عانوا ويلات الحرب بأقسامها النفسية أو الجسمية.

قد يهمك .. الفقدان المفاجئ للأجنة.. يؤرق الأمهات في اليمن

فمن عانوا من إعاقات جسدية كانوا بحاجة إلى برامج إعادة تأهيل وتدريب حتى يندمجوا مع حياتهم الجديدة ويعودوا لممارسة حياتهم الطبيعية بشكل سلس وفعال والذين عانوا من اضطرابات نفسية أو ما يسمى باضطراب ما بعد الصدمة بأنواعها كانوا بحاجة إلى التخفيف من وطأة هذه الاضطرابات فظهرت العديد من مدارس علم النفس علانية كمدرسة التحليل النفسي والمدرسة السلوكية والمدرسة الإنسانية ..الخ، وأصبحت واقعا معترفا به.

اخترنا لك .. التبرع بالدم .. فوائد صحية للطرفين وعمل انساني

وكما هو الحال في معظم البلدان النامية والعربية على وجه الخصوص وما تعانيه من ويلات الدمار والحروب فقد أصبحت مثل هذه الدول بحاجة ماسة لاستخدام برامج العلاج النفسي والدعم النفسي والاجتماعي المتكامل للتخفيف من الآثار السلبية التي خلفتها هذه الحرب فشريحة كبيرة من الأشخاص بحاجة إلى الاحتواء وإعادة التكيّف النفسي لضمان تعديل وتقويم سلوكهم والعلاج النفسي مدعوما بالإرشاد الديني غير المسيس هو الوسيلة الفعّالة لتخفيف مثل هكذا معاناة.

* أخصائي نفسي