5 دقائق للقراءة 855 كلمة
تحصل غادة علي “38 عاما” على تغذية خاصة بالحوامل من أحد المراكز الصحية في العاصمة صنعاء، بناء على توصيات الطبيبة التي تتابع حالتها خلال أشهر الحمل.
لقد تعرضت أثناء حمل سابق لمتاعب كثيرة بسبب نقص التغذية وتشعر الآن بالفرق, مشيرة إلى أن التغذية التي تحصل عليها الآن مفيدة جدا “التغذية التي أحصل عليها مفيدة لي وللجنين وقد لاحظت الفرق أثناء حمل سابق عندما تعرضت خلاله لمتاعب كثيرة بسبب ظروف المعيشة الصعبة”.
عوافي/ محمد غبسي
الأمر لا يتعلق بغادة فقط بل يشمل جميع أفراد أسرتها إذ تقول في حديثها لمنصة عوافي “كذلك طفلتي ذات السبعة أعوام تحصل يومياً على وجبة غذائية في المدرسة أحياناً تكون تلك هي وجبة إفطارها الوحيدة لأنها تذهب في بعض الأيام دون أن تتناول أي شيء”.
وأكدت غادة أن ما تحصل عليه من مساعدات غذائية ساهمت في استقرار وضعها الغذائي والصحي إلى حد كبير، رغم أنها سبق وسمعت بعض الإشاعات التي تناولت تلك المساعدات الغذائية التي تقدمها المنظمات، لكنها نفت حدوث أي أعراض لها أو لطفلتها.
قد يهمك..ارتفاع عدد سكان اليمن يدحض شائعات اللقاحات
الشائعات التي تطال المساعدات الغذائية لا تتجاوز عبارات التشكيك، وهو ما تؤكده رئيسة منظمة “سام لحماية الطفولة” بثينة القرشي, التي أكدت عدم تلقي المنظمة أي شكوى، مشيرة إلى أنه مجرد حديث عام بين الناس المهتمين وبعض المنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي تصريح خاص لعدن الغد ” شددت القرشي على ضرورة إنقاذ الأطفال من مخاطر سوء التغذية التي تجعلهم عرضة للكثير من الأمراض ومنها مرض التقزم.
تشكيك بكل ما يأتي من الخارج
ومع كل شيء يأتي من الخارج يبتكر المشككون إشاعات جديدة لإخافة المواطنين، ومنها إشاعة تقول “المساعدات الغذائية تصيب الأطفال بالتقزم”، لكنها كغيرها تفتقر إلى أي أدلة علمية أو تقارير أو روايات أو حتى اتهامات رسمية، حد قولها.
وفي حديث لعدن الغد جدد رئيس الجمعية اليمنية لحماية المستهلك فضل منصور حصول الجمعية على نتائج فحوصات نفذتها هيئة المواصفات والمقاييس أظهرت مطابقة الأغذية الخاصة بالأطفال التي تقدمها المنظمات للمواصفات المعتمدة في اليمن.
وبحسب تصريحات سابقة لمدير عام مشروع التغذية المدرسية بوزارة التربية بصنعاء حمود الأخرم ،أدلى به لمنصة عوافي، فقد بلغ إجمالي الطلاب المستفيدين من المشروع للعام 2022 (904 آلاف و209 طلاب وطالبات) يتوزعون على (2406) مدارس أساسية وثانوية في 13 محافظة، يتلقون يومياً وجبات صحية.
كما يتوقع برنامج الغذاء العالمي أن يصل عدد الأطفال اليمنيين الذين يحصلون على وجبات خفيفة مغذية بشكل يومي عبر مشروع التغذية المدرسية في عام 2023 إلى أكثر من 3 ملايين طفل.
وضع الأطفال يزداد سوءً
في الوقت الذي يشكك البعض بجودة ومكونات المساعدات الغذائية التي تقدمها المنظمات لأطفال اليمن كوجبات غذائية وبسكويت لطلاب المدارس في ظل ظروف استثنائية تعيشها البلاد، ينضم مئات الآلاف من أطفال اليمن إلى قائمة انعدام الأمن الغذائي، وفقا لتقرير صادر مؤخرا عن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وأشار التقرير إلى أن وضع الأمن الغذائي في اليمن، ازداد سوءاً مع حلول يونيو الجاري، وسط تقدير أن يستمر الوضع حتى ديسمبر المقبل، مفيدا بأن أكثر من 638 ألف شخص إضافي انضموا هذا العام إلى قائمة الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وهناك عدة عوامل سببت سوء التغذية أهمها “انعدام الأمن الغذائي، وسوء نوعية الأغذية، وتفشي الحصبة، وانخفاض التغطية في حملات التحصين، ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي، وارتفاع مستويات الإصابة بالأمراض”، بحسب المكتب الأممي الذي أكد أنها عوامل تتسبب في مستويات عالية للغاية من التقزّم، ما يؤدي إلى خسارة عامة؛ بسبب انخفاض النمو المعرفي والبدني، وانخفاض القدرة الإنتاجية، وضعف الصحة، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض.
أسباب أخرى للتقزم
منظمة الصحة العالمية كانت قد أكدت في شهر نوفمبر من العام الماضي بأن 46% من أطفال اليمن يعانون من مرض التقزم المزمن بسبب تفشي المجاعة وسوء التغذية، لافتة إلى أن هذا المرض بات يهدد النمو العقلي والبدني للأطفال.
اقرأ أيضاً..أمراض الجهاز التنفسي والفروق بينها وبين كوفيد-19
ولا توجد أسباب علمية تربط بين جودة التغذية ومرض التقزم، فبحسب مؤسسة “مايو كلينك الصحية”، ترجع معظم الحالات المتعلقة بالقزامة إلى الاضطرابات الوراثية، وتنتج معظم حالات القزامة من حدوث طفرة جينية، سواء في نطفة الأب أو بُوَيضة الأم، وذلك بخلاف التكوين الجيني الكامل لكلا الأبوين.
كما تشمل الأسباب الأخرى للقزامة اضطرابات وراثية، أو أوجه قصور في هرمونات أخرى أو سوء التغذية، والأخير يعتبر سبباً رئيسياً خلال سنوات الحرب التي ارتفعت فيها أرقام الأطفال المصابين بسوء التغذية في معظم المحافظات اليمنية، وهو ما أكده تقرير مكتب الشؤون الإنسانية الذي أشار إلى أن سوء التغذية ساهم في رفع نسبة التقزم بشكل كبير.
أنتجت هذه المادة بدعم من منظمة انترنيوز INTERNEWS ضمن مشروع ROOTED IN TRUST (غرفة أخبار الصحة) في اليمن و نشرت بالتتابع مع موقع “عدن الغد”