5 دقائق للقراءة 913 كلمة
عوافي – حوار/ عُلا محمود
ينعكس إهمال نظافة الفم والأسنان سلبا على صحة الشخص بشكل عام وعلى سلامة الدماغ بشكلٍ خاص، باعتبار الفم هو الممر الأول الذي يستقبل الطعام ومضغه وتهيئته لعملية الهضم.
وتؤكد أخصائية الأسنان الدكتورة دعاء الفراص في حديث لمنصة (عوافي) أن إهمال نظافة الفم والأسنان يخلق بيئة حاضنة لمستعمرات البكتيريا والجراثيم التي تعد السبب الأول للإصابة بالأمراض الفموية بمختلف أنواعها.
وقالت الفراص –التي تعمل معيدة في جامعة العلوم والتكنلوجيا بصنعاء– “ هناك عادات وممارسات غير جيدة يقوم بها الكثير من أفراد المجتمع –مثل مضغ القات– تزيد من حدة الأمراض الفموية“ مشيرة إلى أن إهمال نظافة الفم أحد العوامل القوية للإصابة بالسرطانات والزهايمر وغيرها من الأمراض.
قد يهمك .. ذوي الإعاقة .. الخاسر الأكبر في اليمن
– ما أهمية نظافة الأسنان ودورها في بناء صحة الإنسان؟
الأصل في كل شيء من حولنا هي النظافة, وبالنسبة للفم والأسنان تعتبر النظافة أهم عوامل الحفاظ عليه وضمان أقصى استفادة منه, وباعتبار الفم هو أول مكان يمر من خلاله الغذاء للجسم وبالتالي نظافته تقلل نسبة الجراثيم التي من الممكن أن تدخل إلى الجهاز الهضمي عبر الفم كما أن الحفاظ على نظافة الفم والأسنان يحافظ على صحتها وبالتالي ستقوم بوظيفتها الكاملة كالمضغ والهضم المبدئي للأكل وهذا يساعد في الحصول على أكبر فائدة من الغذاء و ينعكس على الصحة عموماً.
– ما هي العلاقة بين عدم الاهتمام بنظافة الفم وسلامة باقي أعضاء الجسم؟
تراكم بقايا الأكل بين الأسنان وتحت اللثة يوفر بيئة لتكاثر مستعمرات من البكتيريا التي لها تأثيرات كبيرة على الجسم عموما فعندما تبدأ حركتها في الدورة الدموية وتصل إلى أماكن مختلفة منها “الصمامات القلبية والمفاصل“ وقد لاحظت بعض الدراسات وجود بعض أنواع البكتيريا المسببة لأمراض اللثة في حالات التهاب الأغشية السحائية وأيضا وجدوا رابطا بين مرض الزهايمر وأمراض اللثة.
– نريد هنا بعض التفاصيل حول إهمال تنظيف الأسنان لفترات طويلة ؟
إهمال الصحة الفموية يمتد تأثيره على الجسم من عدة جوانب صحية، نفسية واجتماعية فمثلا قد تعطي انطباعا سيئا عن الشخص عند الآخرين وتجعلهم ينفرون منه، إلى جانب آثاره الصحية من تدمير للأسنان والتعرض للآلام وظهور التقرحات والالتهابات الفموية وهذه الآثار تمتد إلى الجسم بسبب عدم القدرة على الأكل والحصول على جميع العناصر الغذائية اللازمة للجسم.
– ما هو المتوسط الدوري لتنظيف الأسنان؟
تنظيف الفم والأسنان يجب أن يكون عادة يومية فعلى الأقل يجب استخدام الفرشاة والمعجون مرتين يوميا، وللعلم أن طبقة البلاك (وهي طبقة بيضاء تتكون على اللثة والأسنان وتحتوي على مستعمرات من البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان وتراكم الجير) هذه الطبقة تتكون تقريبا خلال 24 ساعة لذلك فالتنظيف اليومي يضمن إزالة تلك الطبقة والحد من حدوث التسوس إلى جانب وسائل النظافة الأخرى كخيط الأسنان والغسول وغيره.
– نظافة فم وأسنان الطفل كيف تؤثر على دماغه؟
الصحة الفموية للأطفال لا تقل أهمية عن الكبار بل على العكس قد تكون الأهمية أكبر لعدة أسباب منها أن الطفل في فترة النمو بحاجة إلى جميع العناصر الغذائية اللازمة لبناء جسمه وعقله وذلك من خلال تناول الغذاء الذي يحتاج إلى أسنان صحية وغير متألمة أو مدمَّرة، وأيضا الطفل أحيانا قد لا يكون قادراً على التعبير عن ألم الأسنان أو عن معاناته عموما لذا فالاهتمام بصحة الفم يجنبه حدوث المشكلات السنية .
– برأيك هل لدى المجتمع اليمني وعي بأهمية نظافة الفم والأسنان وتأثيرها على الدماغ؟
بالنسبة للمجتمع اليمني هناك قصور كبير في استيعاب أهمية النظافة الفموية وصحة الأسنان عموما وذلك لعدة أسباب منها الجهل، الإهمال والعادات السيئة كمضغ القات وغيره، ولذلك تقع مسؤولية كبيرة على عاتق وسائل الإعلام في توعية المجتمع وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الناس.
– ما هي عادات ومعتقدات المجتمع الخاطئة التي تضر بصحتهم وصحة أسنانهم؟
العادات الخاطئة في مجتمعنا كثيرة، على رأسها مضغ القات التي تعد اكبر معضلة لأنه يسبب الكثير من المشاكل السنية والفموية عموما من التهابات اللثة وتدميرها إلى حدوث بعض أمراض الفم والتي قد تصل إلى السرطانات، أيضا استخدام مواد مختلفة بغرض تنظيف أو تبييض الأسنان مثل ( الفحم، الليمون، الملح، الصودا، وغيرها الكثير).
ومن الاعتقادات غير السليمة الاعتقاد بأن زيارة طبيب الأسنان يجب أن ترتبط بالألم الشديد، متجاهلين أن زيارة الطبيب بشكل دوري تمكّنهم من اكتشاف المشكلة في مراحلها الأولى، والاعتقاد بأن علاج أسنان الأطفال شيء غير مهم وغير منطقي، وأيضا الاعتقاد بأن زيارة المرأة الحامل لطبيب الأسنان ممنوع بل على العكس فالمرأة الحامل تعد من أكثر الأشخاص حاجة لزيارة طبيب الأسنان بسبب المشاكل التي تسببها التغيرات الهرمونية والصحية للحامل على الأسنان والفم.
– كيف يؤثر التدخين على الأسنان ومنها على باقي أعضاء الجسم؟
يعد التدخين من العادات المدمرة للأنسجة الفموية والأسنان فإلى جانب دوره في تصبغ الأسنان وفقدانها لجماليتها يساعد التدخين بشكل كبير في تنشيط البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان ويعمل على تقليل إفراز اللعاب في الفم والذي يزيد من نسبة حدوث هذه التسوسات والتقرحات وأمراض اللثة والفم عموما.
– كيف يساهم طبيب الأسنان في توعية المرضى وماذا يجب على المريض تفاديه من أجل الحفاظ على صحة أسنانه؟
دور طبيب الأسنان يجب أن يكون بالتعاون مع وسائل الإعلام ويجب أن تصحح المفاهيم الخاطئة لدى المجتمع ويعزز المعلومة الصحيحة، إلى جانب دوره في عيادته من خلال تثقيف المريض وإعطائه كافة التعليمات وطرق الاهتمام بصحة الفم والأسنان، لكن المريض بدوره معني بتطبيق تعليمات الطبيب والإقلاع عن جميع العادات السيئة والخاطئة.
اخترنا لك .. تفعيل الرقابة الصحية على مقاصف المدارس بصنعاء