22.1 C
اليمن
Home Featured يمنيون يكتشفون بالصدفة إصابتهم بالإيدز

يمنيون يكتشفون بالصدفة إصابتهم بالإيدز

0
يمنيون يكتشفون بالصدفة إصابتهم بالإيدز
‏  6 دقائق للقراءة        1087    كلمة

عوافي: عبدالملك الجرموزي

مسنوداً بشقيقيه دخل محمد هادي (اسم مستعار) إلى قسم الطوارئ بأحد مستشفيات العاصمة صنعاء، إثر إصابته بحمى شديدة جعلته طريح الفراش لأكثر من سبعة أيام.

في قسم الطوارئ قرر الأطباء إجراء بعض الفحوصات من بينها فحص الدم للتأكد من السبب الرئيسي لمرضه ما استدعى بقاء هادي في المستشفى لعدة ساعات.

لقد كانت النتيجة مفزعة ، هكذا تحدث الثلاثيني علي “شقيق هادي”  لـ”عوافي” ، اكتست ملامحه مسحة حزن ، ما يزال يتذكر صوت الطبيب وهو يوجه لشقيقه الحديث بشكل مباشر وبصوت صارم “أنت مصاب بالإيدز” ما تسبب في إصابتهم بحالة هلع شديدة، حد وصفه.

ما يزال شقيق هادي يحمل في صدره الكثير من العتب للطبيب بسبب الطريقة التي أخبرهما بها، غير أن ذلك السلوك لم يكن الوحيد الذي ترك أثرا سيئا في نفوسهم، فبحسب علي لم يكونا قد استفاقا من صدمة خبر الإصابة حتى طلبت إدارة المستشفى منهما المغادرة فورا.

لقد اضطروا لاستعانة بطبيب يعمل في عيادة فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز” بالمستشفى الجمهورية وسط صنعاء، الذي قام بوصف الأدوية اللازمة لمساعدة هادي على مقاومة الفيروس والتعايش معه.

ومنذ ذلك التاريخ حاولت عائلة هادي الصغيرة إحاطته برعاية شاملة، مع الحرص على كتم خبر إصابته عن بقية العائلة والجيران والأصدقاء، تجنبا للوصمة المجتمعية ، وحرصاً على وضعه النفسي، وفقا لشقيقه الذي استدرك “لكن هادي كان قد تأثر نفسياً ومعنوياً وصحياً منذ أبلغه الطبيب  بخبر إصابته بطريقة فجّة ليودع الحياة بعد شهرين من اكتشاف إصابته”.

الصدفة الصادمة

لا يهتم اليمنيون بإجراء فحوصات دورية، البعض بداعي شحة الإمكانيات المالية، وكثيرون بسبب قلة الوعي والافتقار للثقافة الصحية، لذلك يتفاجأ أغلبهم بإصابتهم بأمراض عديدة بينها أمراض خطرة وأخرى كان بالإمكان تداركها لو تم اكتشافها مبكراً, وفقا لأخصائي المختبرات الدكتور فؤاد حسان.

ومعظم المتعايشين مع الإيدز شأنهم شأن كثيرين غيرهم، يكتشفون إصابتهم بهذا الداء في أوقات متأخرة وعن طريق الصدفة،  كما حدث مع  الثلاثيني سمير سالم (اسم مستعار) عندما ذهب للتبرع بالدم لأحد أقاربه في أحد مراكز نقل الدم بصنعاء، لتكشف الفحوصات بأنه مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسبة “الإيدز”.

لقد كان الأمر صادما لـ سالم الذي جاء إلى مركز الدم قاصداً إنقاذ حياة إنسان فوجد نفسه بحاجة ماسة إلى من ينقذ حياته “لم يخطر ببالي أبداً أني قد أكون مصابا بالإيدز،  لكنني الآن صرت مهدداً بالموت وأشعر بأن أيامي في الحياة أصبحت معدودة”.

وبحسب حديثه لـ منصة “عوافي” يعتقد بأنه قد أصيب في بلد المهجر الذي قضى فيه 15 عاما ، تزوج خلالها من امرأة لم يعرف عنها الكثير، لكنه تزوج بها بهدف تسهيل حصوله على جنسية ذلك البلد، حد قوله.

قد يهمك..حقائق هامة عن مأمونية لقاحات كورونا

تحولت حياة سمير إلى كابوس، وصار منبوذاً من الجميع، أهل، جيران وأصدقاء، حتى وهم يتعاملون معه عن بعد، يتم بطريقة سيئة للغاية، موضحا أن ذلك يعود إلى جهلهم بهذا المرض وكيفية انتقاله، وطرق التعامل معه والوقاية منه.

عائلات في خطر

حذر مسؤول في مركز أبحاث الدم بصنعاء ،فضل عدم ذكر اسمه، من أن هناك حالات، لم تتقبل حقيقة إصابتها بفيروس نقص المناعة البشرية، وقررت الهروب بعيداً  كاللجوء إلى القرى والأرياف وممارسة الحياة والاختلاط بعائلاتهم دون مراعاة لما قد يتسببون من أذى لعائلاتهم وأقاربهم.

وأفاد في حديثه لـمنصة “عوافي” بأن وراء كل حالة إصابة معلنة هناك 11 حالة مخفية، مشدداً على ضرورة تكثيف حملات التوعية للمغتربين في المنافذ ووسائل النقل.

تخفي الكثير من حالات الإصابة وراءها قصصاً مؤلمة عن أشخاص نقلوا الفيروس لزوجاتهم وأطفالهم إما لعدم معرفتهم بالإصابة إلا بعد فوات الأوان ، أو بسبب جهلهم بالطرق الصحية السليمة للتعامل مع الإصابة, وفقا لمسؤول المركز.

كفاح لأجل البقاء

يكافح نحو 11 ألف يمني متعايش مع مرض الإيدز- وفقاً لإعلان المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في 12 أبريل الماضي-  للبقاء على قيد الحياة، في ظل معاناة كبيرة يشهدها قطاع الصحة في اليمن وخاصة خلال سنوات الحرب السبع الأخيرة.

وبحلول نهاية العام 2020، تم تسجيل نحو 3 آلاف متعايش مع فيروس نقص المناعة في مواقع العلاج المضاد للفيروسات بخمس محافظات هي عدن، صنعاء، تعز، الحديدة، حضرموت، يحظى 20% منهم بالمتابعة الطبيبة اللائقة في أحد المواقع المختصة بمدينة عدن، بحسب تقرير المنظمة الدولية للهجرة.

ووراء كل حالة معلنة، تختفي قرابة 11 حالة متعايشة مع فيروس نقص المناعة، وفق ما أكده مسؤول رفيع في وزارة الصحة في صنعاء خلال حديث مقتضب لـ منصة “عوافي” ،طلب عدم ذكر اسمه، لأنه غير مخوّل بالإدلاء بأي تصريحات رسمية.

المسؤول الصحي أكد أن أغلب حالات الإصابة بمرض نقص المناعة تم اكتشافها عن طريق الصدفة البحتة، إما عند خضوع المريض لعملية جراحية أو فحوصات للتبرع بالدم، ولعل وصمة العار المجتمعية أبرز سبب في عدم الوصول إلى عدد المتعايشين بدقة، حد أن كثيرين ممن يتم اكتشاف إصابتهم يختفون وهذا أمر مقلق لأنهم يعرضون كثيرين غيرهم لخطر نقل هذا المرض إليهم ودون علمهم.

وبينما تؤكد إحصائيات المركز الوطني لمكافحة الإيدز في صنعاء بأن عدد المتعايشين مع الفيروس في عام 2018  بلغ 473 متعايشا وهو الأعلى منذ اكتشاف أول حالة في العام 1987، تفيد مديرة برنامج مكافحة فيروس نقص المناعة في عدن الدكتورة نسرين دعكيك بأن العدد التراكمي للمصابين في اليمن حتى نهاية 2020، وصل إلى( 6,533) متعايشا من المواطنين والوافدين من مختلف الجنسيات.

وبينت دعكيك في أحاديث صحفية متفرقة إن عدد النساء المتعايشات مع المرض في اليمن، (1326) متعايشة، وحول طرق الإصابة أكتفت بالقول “هناك أسباب متعددة لانتشار الإصابات بين النساء”.

أساليب وقائية

وللوقاية من الإصابة بعدوى الإيدز، تؤكد منظمة الصحة العالمية، أنه يمكن للأفراد أن يخفضوا احتمال الإصابة بعدوى الإيدز عن طريق الحد من التعرض لعوامل الخطر.

وبحسب الصحة العالمية، فإن الأساليب الرئيسية للوقاية من عدوى الفيروس التي تستخدم مجتمعة في أغلب الأحيان، كاستعمال العوازل الذكرية والأنثوية، وإجراء الاختبار وتقديم المشورة بشأن بفيروس العوز المناعي البشري والأمراض المنقولة جنسياً.

بالاضافة إلى بعض الإجراءات التي توصلي بها المتعايشين مع الفيروس مثل الالتزام باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لأغراض الوقاية، والاحترازات التي تمنع انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل.

اخترنا لك..كيف تكتشفِ أن طفلكِ يعاني من عسر الهضم؟