د. حسان مغلس

نحتفل كل عام في الـ 10 من اكتوبر بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية وذلك بناء على مبادرة من الاتحاد العالمي للصحة النفسية.. من أجل نشر الوعي حول المرضى النفسيين وإجراء المناقشات وتوظيف الاستثمارات في الخدمات وأساليب الوقاية من الأمراض النفسية.

ويأتي الاحتفال هذا العام في ظل انتشار جائحة كورونا (كوفيد 19) والذي كان له أثرا فادحا على الصحة النفسية للمجتمعات.. حيث تضررت بعض الفئات من ذلك بشكل خاص سواء من الكوادر الصحة التي تواجه المرض في خطوط الدفاع الأمامية. أو حتى ربات البيوت والطلاب الذين عانوا من آثاره وتبعاته.

ومن هنا.. جاء شعار هذا العام أن نجعل الشعار واقعاً ملموساً من حيث التوعية بالمرض النفسي وأساليب الوقاية والعلاج.

كما أن أبعاد شبح الوصمة الاجتماعية والخوف الاجتماعي من الذهاب إلى الطبيب وطلب المساعدة منه يجب أن يحتل أولوية.. وأهمية كونه من العقبات الرئيسية لعدم طلب الاستشارة من المختص النفسي.

قد يهمك..الوصمة المجتمعية وسلوك الأهل يعيقان علاج المرضى النفسيين

يأتي الاحتفال بهذه المناسبة هذا العام كهبة شجاعة في ظل الظروف السيئة المحيطة بنا من حرب وحصار وحروب طغت على كل جوانب الحياة.. بحيث أن الانتباه إلى هذا الجانب صار كقارب نجاة في بحر متلاطم الأمواج.

وبهذه المناسبة ندعو كل الشركاء لتحمل المسؤولية والعمل على إيجاد ثقافة وتوعية.. خاصة بالعلاج النفسي والمحافظة على مجتمعنا خالياً من هذه الأمراض المدمرة ليس على المريض وحسب بل وعلى المجتمع بأسره.

وتحقيق هذا الهدف لا يمكن أن يتحقق إلا بتكاتف كل المشتغلين والعاملين في الصحة العامة وأن يخرج برؤية وتصورات وقرارات تخدم مرضانا ومجتمعنا.. وتعمل على النهوض بهذا القطاع الصحي كخطوة نحو البناء وحماية المجتمع من كل الأمراض ومنغصات الحياة.. وأتمنى للجميع التقدم والنجاح.