18.3 C
اليمن
Home Featured الدكتور المقطري: لا بد من وضع ضوابط لمهنة الصيدلة وتجاوز عوامل الضعف

الدكتور المقطري: لا بد من وضع ضوابط لمهنة الصيدلة وتجاوز عوامل الضعف

0
الدكتور المقطري: لا بد من وضع ضوابط لمهنة الصيدلة وتجاوز عوامل الضعف
د. طارق المقطري
‏  6 دقائق للقراءة        1027    كلمة

عوافي: أشجان عبدالجبار

وصف عدد خريجي كليات ومعاهد الصيدلة بالمخيف، وطالب بضبط هذه العملية واعتماد اختبارات مزاولة مهنة على درجة عالية من الاحترافية لكي يتم التمييز بين الصيادلة ودفعهم نحو تطوير مهاراتهم.

أستاذ علم الأدوية بجامعة صنعاء الدكتور طارق المقطري وأحد الشخصيات العشر  الأكثر تأثيراً في القطاع الصيدلاني التي أعلنتها نقابة ملاك صيدليات المجتمع في الأول من يناير 2022.، يكشف -في حديث خاص لمنصة “عوافي”- كيف يتم استغلال الصيادلة في اليمن، وما الذي ينقصهم لإحداث نقلة حقيقية في هذه المهنة.

واستعرض المقطري جزءا من تجربته في عالم الأدوية متطرقا إلى نقاط القوة وعوامل الضعف في هذا المجال ، وكيفية تجاوزها بطرق علمية تضمن تطور المهنة وتحقيق أعلى قدر من الفائدة للمجتمع والصيدلي.

1_ كيف كان اختيارك للتخصص في هذا المجال؟

كان اختياري للتخصص بناء على رغبة شديدة في سبر أغوار الأدوية وفهمها وذلك بعد أن قابلت الدكتور المصري مهند شهاب الذي كان يدرّس هذه المادة في كليتي الطب والصيدلة بجامعة صنعاء.

لقد كان أسلوب الدكتور مهند مميزا وسلسا في طرح المعلومات حول الأدوية وكان يربط المعلومات بشكل مبسط مع علم الفيزيولوجيا والفيزيولوجيا الطبية، أيضا لا شك في أن هذه المادة هي من أهم مواد الصيدلة بل وتعتبر العمود الفقري لها، ومن يفهمها يتمكن من مزاولة مهنة الصيدلة بشكل أفضل ويفيد نفسه وأسرته ومجتمعه.

وبالتالي قررت قضاء ما تبقى من حياتي في فهم وتدريس هذه المادة الشيقة والمهمة رغم أني كنت في الأساس معيدا في قسم العقاقير النباتية بكلية الصيدلة جامعة صنعاء ولم أكن عضوا في قسم الأدوية.

2_ باعتقادك الى أي مدى يؤثر الشغف بتخصص ما في الإبداع والاتقان؟

من المؤكد أن الشغف بتخصصك وأن تحب ما تفعله هو الذي يمكنك من الغوص عميقا فيه ومحاولة سبر أغواره وقضاء ساعات طويلة في فهمه بل تجعلك تعمل في مجالك ولو في أيام العطل والإجازات، وبذلك تتميز وتجدد معلوماتك وتواكب الحديث منه وتتقن مهنتك وهذا ما يوصل الى النجاح والتميز.

3_ ما الذي يجعل الدكتور الصيدلي أكثر تميزا عن رفاقه في التخصص؟

الصيدلاني الناجح لا بد أن يكون متميزا على عدة أصعدة، منها أن يكون متميزا علميا وفاهما لتخصصه بشكل عام سواء في علوم الأدوية أو في غيرها من المواد المحورية في التخصص مثل العقاقير النباتية والسموم والكيمياء الصيدلانية والتحليلية والصيدلانيات والمعالجة الدوائية وغيرها.

قد يهمك..اليونيسف تقدم لليمن شحنة جديدة من لقاحات شلل الأطفال

كما يجب أن يكون مثالا للأخلاق الحسنة كالصدق والأمانة والتواضع والاجتهاد وحب نشر الخير وإفادة المجتمع بشكل عام، ولا بد لكل صيدلاني متميز من أن يجد خطاً أو طريقا خاصا به يساعده في الإسهام بنهضة مهنة الصيدلة ورقيها والدفاع عنها.

4_ إلى أين وصلت في تنفيذ خطة حياتك على المستوى العلمي والعملي؟

طموحاتي وأحلامي كثيرة، وربما يكون ذلك أحد الأسرار في عملي الدؤوب لتطوير ذاتي ومهاراتي والبحث عن فرص أفضل لتحقيق تلك الأحلام، وصلت للكثير على المستوى المحلي في اليمن كدكتور لمادة علم الأدوية في جامعة صنعاء وفي الكثير من الجامعات الخاصة.

لقد حققت نجاحا جيدا في مجال التدريب الدوائي وإقامة الدورات الطبية في صنعاء وتعز وإب، ومستمر في مجال تأليف كتبي الخاصة بعلم الأدوية، ومن خلال قناتي على اليوتيوب وصلت لقاعدة أوسع في الوطن العربي وخصوصا في دول كمصر والعراق وسوريا، والآن أحلم بأن أقوم بالتدريس في الولايات المتحدة الأمريكية لتطوير مهاراتي وصقلها بشكل أفضل وبالتالي الوصول للعالمية.

5_ ما لذي يجعل الدكتور الصيدلي مؤثرا على مستوى المجال وتخصصه وفي المجتمع بشكل عام؟

هناك طرق متعددة تجعل الصيدلاني مؤثرا في القطاع الصيدلاني أو في تنمية المجتمع، ولأن لكل منّا أسلوبه وشخصيته ونقاط قوته ومجال عمله الذي يختلف عن الآخر ، فإن لكل واحد طريق قد يختلف عن غيره في التأثير والتطوير.

المهم هنا هو أن تتفهم مكانك وموقعك وتبحث فيه عن أوجه القصور وتبذل جهدك بعدها في تطوير ذاتك وشخصيتك ومهاراتك لتصبح مقنعا لنفسك أولا ثم للآخرين ومن ثم تقوم بدورك في حل الإشكاليات وتجاوز أوجه القصور التي تراها في مهنة الصيدلة ولتسهم في تنمية ونفع مجتمعك ووطنك بالشكل الذي يناسب دورك وشخصيتك وموقعك.

6_ كيف ترى وضع الصيدلة وصناعة الدواء في اليمن؟

تعاني الصيدلة في اليمن من مشاكل ومعوقات عديدة ، فمثلا الكثير من الصيادلة الآن يشعرون ببعض الندم لدخولهم هذا التخصص من الأساس، وهناك عوامل كثيرة ساهمت في ذلك مثل كثرة عدد كليات الصيدلة وتخصصاتها (دبلوم – صيدلة – صيدلة سريرية) .

أيضا ممارسة المهنة من قبل بعض الدخلاء عليها، وعدم قدرة الجهات المختصة في ضبط المتلاعبين بالمهنة أو على تحديد دور الصيدلاني الحقيقي وإعطائه حقه من الاحترام والتقدير، وهنا لا بد أن نلقي اللوم على كثير من الصيادلة الذين لم يطوروا أنفسهم.

البعض التحق بالمهنة لمجرد تحقيق الربح المادي وفتح الصيدلية دون أن تكون هناك رغبة حقيقية في تعلم الصيدلة مما كون نظرة سلبية للمجتمع نحو دور الصيدلاني في بلادنا.

أما الجانب المشرق في الأمر فهو يكمن في دخول اليمن عالم التصنيع الدوائي بشكل متسارع واحترافي وفي جعل الطبيب يؤمن ويصف الأدوية اليمنية كأدوية فعالة لعلاج المرضى، ورغم أننا لم نصل بعد للاكتفاء الدوائي ولكننا نسير سريعا في هذا الطريق.

7_ ما الذي ينقص اليمن للانطلاق الحقيقي في هذا المجال؟

يحتاج اليمن أولا لضبط هذا العدد المخيف من طلبة الصيدلة والتي تتخرج يومياً من الكليات المنتشرة، كما يجب أن تكون هناك اختبارات مزاولة مهنة على درجة عالية من الاحترافية كي يتم التمييز بين الصيادلة ودفعهم نحو تطوير مهاراتهم النظرية والعملية، كما يجب أن يتم إعطاء الصيادلة دورهم الفعال والريادي في صيدليات المجتمع وفي المستشفيات وذلك من خلال إقامة دورات توعوية عن دور وأهمية الصيدلاني.

أيضا لا بد من ضبط موضوع الرواتب وتحديد حد أدنى يكون مناسبا لصيدلاني متفوق قضى سنوات طويلة في مهنة راقية كالصيدلة لكي لا يتم استغلال كثرة الصيادلة ومساومتهم للقبول براتب متدن لا يكاد يكفيه وبالتالي يقضي الصيدلاني حياته محاولا فقط توفير لقمة العيش بعيدا عن تطوير نفسه ومهاراته، وأخيرا لا بد أن تمتلك الجامعات -التي تقدم تخصص الصيدلة للطلاب- البنية التحتية اللازمة والأساتذة المتخصصين والمتميزين لتخريج صيادلة أكفاء على كل المستويات.

اخترنا لك..استعداد المستشفيات لمتحور كورونا.. الصورة غير مطمئنة