18.2 C
اليمن
Home Featured مواهب الرياضة اليمنية وأسباب النهايات المبكرة!

مواهب الرياضة اليمنية وأسباب النهايات المبكرة!

0
مواهب الرياضة اليمنية وأسباب النهايات المبكرة!
‏  6 دقائق للقراءة        1073    كلمة

عوافي: عبدالملك الجرموزي

ما الذي حدث؟.. إنه مصير مؤلم لم يكن أحد يتمناه لأفضل منتخب كرة قدم في تاريخ اليمن، بنبرة مليئة بالحزن تحدث الأربعيني فارس اللهبي عن مصير لاعبي المنتخب اليمني لكرة القدم، فئة الناشئين، المعروف شعبيا ورسميا باسم منتخب الأمل.

ويصف مصير ذلك المنتخب بأنه “كارثي” إلى درجة أن يعمل أحدهم حمالا في سوق الجملة لا يستطيع توفير لقمة عيش كريمة لأسرته.

يتذكر اللهبي بفخر وحسرة تفاصيل المباراة التي أوصلت المنتخب اليمني لكرة القدم للناشئين إلى نهائيات كأس العالم في فنلندا 2002-2003. لأول مرة في التاريخ، ويتساءل -في حديثه لمنصة “عوافي”- عن أسباب التراجع المخيف للاعب اليمني بعد تجاوزه فئة الناشئين إلى فئتي الشباب والكبار، مبديا قلقه من أن يلاقي منتخب الناشئين الذي توج في ديسمبر الماضي بطلا لاتحاد غرب آسيا مصير منتخب الأمل.

للإجابة عن تساؤلات اللهبي وهي بالمناسبة استفسارات يطرحها جميع متابعي الرياضة في اليمن، كان يجب أن نبحث عن أسباب علمية، فوجدنا العديد من العوامل أهمها الجانب الصحي والتغذوي للاعبين.

احتياجات غائبة

يُجمع خبراء الرياضة في اليمن، على أن اللاعب والرياضي اليمني يعاني من ضعف البناء الجسماني السليم بسبب انعدام التغذية المناسبة والرعاية الصحية الشاملة، والتي تجعل مظهره وهو في سن الخامسة والعشرين كما لو أنه قد بلغ الأربعين من العمر.

وشدد الخبراء -في أحاديث متفرقة لـ منصة “عوافي”- على ضرورة الاهتمام باللاعب اليمني بدنياً وصحياً، وذلك وفق برامج خاصة ومدروسة.

وفي هذا السياق يؤكد الأمين العام للاتحاد اليمني لـ “لرياضة للجميع” السابق، عبدالكريم مفضل أن اللاعب اليمني، خاصة في سن مبكر، يحتاج إلى برنامج غذائي خاص يتركز بشكل كبير على النشويات والخضروات والفواكه أثناء مراحل الإعداد والتدريب.

قد يهمك..إطلاق حملة للإقلاع عن مضغ القات تجنبا لمخاطره

الابتعاد عن الدهون والبروتينات قبل المباراة وتناولها بعد انتهاء المباراة، أمر هام، بحسب مفضل، لأن اللاعبين حينها قد بذلوا مجهودا كبيرا يسمى في منهجية التدريب بـ”الحمولة القصوى”.

ونوه -في حديثه لـ”منصة عوافي”- بأهمية حصول اللاعب في مرحلة الإعداد والتدريب على 4 أو 5 وجبات خلال اليوم، باعتبار لاعب كرة القدم في مرحلة البراعم ويحتاج لبناء جسمه بشكل صحي وهو في هذا السن، لافتا إلى ضرورة أن تكون معظم الوجبات مكونة من مواد طبيعية أو مجففة مع ضمان الإكثار من تناول العصائر الطبيعية.

ووفقا لمفضل، المتخصص في علوم وتكنولوجيا الرياضة، يقل إحساس لاعب كرة القدم اليافع بالعطش الأمر الذي قد يتسبب له بالجفاف وأوصى بأهمية تشجيعهم على تناول كميات كبيرة من الماء والعصائر خاصة عصير الليمون والبرتقال والتفاح..

وطالب الأندية الرياضية والمنتخبات بالتعاقد مع أطباء تغذية وتكليفهم بإعداد برامج غذائية صحية وإلزام اللاعبين بها.

ميزات لم يتم استغلالها

يحتاج اللاعب اليمني منذ الصغر إلى ما يسمى بيداغوجيا (علم التربية والتدريب) الذي يركز على بناء الجسم والتحضير العام المبني على المداومة والرشاقة والمرونة والسرعة، بحسب مفضل الذي أضاف بأن اليمني يمتاز منذ طفولته بوجود الشعيرات الحمراء داخل العضلة وهي الشعيرات الخاصة بالقوة، بينما تكون هذه الشعيرات بيضاء عند الكثير من أطفال شعوب العالم.

لكن تلك الميزة لا يمكن الاستفادة منها في حال لم يتم توفير رعاية صحية مناسبة للاعب، إذ يشير اللاعب السابق في منتخب الشباب الدكتور عبدالإله عبدالحميد الدبعي إلى أن عدم وجود برامج علمية ينفذها خبراء ومتخصصون في المجال التغذوي والصحي، وفق خطط مدروسة وطويلة المدى من أهم أسباب عدم قدرة اللاعب على تطوير نفسه رياضيا والحفاظ على مهاراته.

 ويقول الدكتور الدبعي وهو أخصائي في الإصلاح التربوي لـ”منصة عوافي ” بات بالإمكان توفير رعاية صحية شاملة للاعبي المنتخب.. لا صعوبة في الأمر ولن يكون مكلفاً لكن الأمر يحتاج بعدها الى خطة تلزم اللاعبين بالتغذية الصحية الجيدة ومواعيد النوم والاستيقاظ والانضباط في الحصص التدريبية.

 يبدأ الاهتمام بالرياضيين ابتداء من عمر السادسة، من خلال برنامج تدريبي وتأهيلي للتقوية البدنية مصحوباً ببرنامج تغذية صحية وأخرى لضمان بناء أجيال رياضية بأجساد قوية وأقدام ثابتة.

في السياق ذاته يجزم مدرب نادي أهلي تعز لكرة القدم، الكابتن محمد عقلان، بعدم إمكانية بناء منتخب قادر على الاستمرار في العطاء في فئة الناشئين ومن ثم تطويره مالم يتم توفير أسباب النجاح والاستمرار.

وبحسب حديث عقلان لـ”منصة عوافي” من أهم عوامل استمرار اللاعب في الحفاظ على قدراته ومهاراته وتطويرها اختيار جهاز فني مؤهل يتضمن مدربي لياقة بدنية ومعدين نفسيين، ومختصين في التغذية الصحية.

ومن المهم جداً إعداد المنتخب بدنياً وصحياً عبر توفير الغذاء المناسب لهم، واخضاعهم للفحوصات الطبية باستمرار بالتوازي مع إقامة بطولات على أن يتم ذلك تحت إشراف مدربين وخبراء تغذية صحية ولياقة وتقوية بدنية، حد وصفه.

توازن التغذية

أفاد اخصائي علوم الأغذية الدكتور محمد أحمد السباعي بضرورة تحقيق التوازن الغذائي للاعب كرة القدم بحيث تضم مجموعة متنوعة من الخضروات والفواكه والبطاطس والخبز والحبوب الكاملة والمعكرونة والأرز، منبها -في تصريح لمنصة عوافي- إلى أن حصولهم على الكربوهيدرات يجب ان تقتصر على يوم اللعب وليس في روتين تناول الطعام اليومي.

وأضاف السباعي -الذي يشغل منصب عميد كلية المجتمع في مدينة يريم وسط اليمن- بأن حفاظ لاعبي كرة القدم على صحتهم ولياقتهم يتطلب حصولهم أيضا على الفيتامينات والمعادن والألياف الأساسية، مؤكدا أنها تساعد على تقليل الالتهاب ودعم التعافي بعد المباراة.

ونصح السباعي اللاعبين بضرورة الابتعاد عن مجالس القات وتجنب التدخين السلبي “استنشاق هواء ملوث بدخان السجائر” لأنها تؤثر على الجهاز التنفسي وبالتالي تحد من طاقة اللاعب في المباراة، عوضا عن أضرارها الصحية على المدى القريب والبعيد.

وتعتمد نسبة السعرات الحرارية اليومية التي يحتاجها لاعب كرة القدم بحسب ما يبذله من جهد ، ووفقاً لجمعية الحمية الأمريكية، يستهلك اللاعب حوالي 5000 سعر حراري يومياً، ولكنها ليست نسبة ثابتة إذ يحتاج البعض استهلاك 9000 سعر حراري في اليوم، الأمر خاضع للقدرات البدنية وما يبذله اللاعب من مجهودات في الملعب.

وإلى أن يتم توفير البرامج التغذوية والصحية والتدريبية للاعبي كرة القدم اليمنيين يقول نجم المنتخبات اليمنية، علاء الصاصي، “لنستمتع بمشاهدتهم ما داموا صغارا” .

وقال -في منشور له على صفحته في الفيس بوك- بأن لاعب كرة القدم اليمني يبدأ حياته في عالم الكرة كبيرا، وسرعان ما يتراجع حتى يصل إلى الفريق الكبير، فيصبح مجرد لاعب في منتخب من الصعب أن يفوز.

اخترنا لك..استعداد المستشفيات لمتحور كورونا.. الصورة غير مطمئنة