أصيبت الطفلة أماني العمراني “ست سنوات” بطفح جلدي وارتفعت حرارتها لتصل في بعض الأوقات إلى 40 درجة مصاحبة للسعال المتقطع.

عوافي/نجود مرشد

يقول عبدالله العمراني والد أماني بأن الطفح بدأ في ظهر طفلته وخلف أذنيها ثم انتشر إلى معظم مناطق جسمها في وقت قياسي, ما دفعه لنقلها إلى مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود في محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء.

وأفاد العمراني -في حديث لمنصة عوافي- بأن طفلته خضعت لفحوصات أثبتت إصابتها بالحصبة الألمانية، مؤكداً أنها حصلت على الأدوية المناسبة وبدأت تتماثل للشفاء.

وقال “لم تحصل طفلتي على اللقاحات الروتينية.. لقد صدقنا الشائعات التي تزعم بأن اللقاحات تؤذي الأطفال وتسبب لهم العقم وضعف المناعة”.

قد يهمك..بودكاست الشائعات وكيف يمكن أن تتسبب في تسريع وتيرة إنتشار أمراض الطفولة

لا تنحصر مخاطر الأمراض التي يمكن الوقاية منها مثل الحصبة والحصبة الألمانية على الأطفال فقط، فحتى البالغين وخاصة الأمهات يمكن أن يتعرضوا لمخاطر هذه الأمراض، ومنهم العشرينية منال الشرعبي التي فقدت جنينها بسبب إصابتها بالحصبة عند بداية الحمل.

وبحسب تصريح الشرعبي -لمنصة عوافي- تم نقلها من منطقة شرعب الريفية إلى مدينة تعز “وسط اليمن”، لتخضع لعدد من الفحوصات التي أثبتت أن الحصبة كانت السبب الرئيسي لفقدان الجنين، وقالت “نعيش في منطقة ريفية لا توجد فيها مراكز صحية أو مشفى قريب لذلك لم أحصل على اللقاح ضد الحصبة”.

عودة تفشي الحصبة

شهدت معظم المحافظات اليمنية عودة انتشار عدد من الأمراض التي يمكن تفاديها من خلال اللقاحات ومنها الحصبة والحصبة الألمانية وشلل الأطفال والسعال الديكي والجدري، وبحسب إعلان وزارة الصحة -في مؤتمر صحفي عقدته نهاية شهر مارس الماضي في صنعاء – تم تسجيل أكثر من 22 ألف حالة بمرض الحصبة خلال العام الماضي 2022، توفي منها 162 طفلا.

وفي هذا السياق يضيف أخصائي الأطفال الدكتور عبدالفتاح إسماعيل -والذي يعمل لصالح أطباء بلا حدود في محافظة عمران، بأنه لاحظ انتشاراً كبيرا لمرض الحصبة والحصبة الألمانية.

وقال -في حديثة لمنصة عوافي- “خلال عملي في مناطق شمال اليمن وتحديداً في محافظتي عمران وحجة لاحظت انتشار كبير للمرض” وأرجع السبب إلى عدم حصول الأطفال على اللقاحات الروتينية، مشيراً إلى أن الكثير من الأهالي هناك لا يقومون بتطعيم أطفالهم إما بسبب الجهل أو اللامبالاة أو بسبب الإشاعات التي تروج بأن اللقاحات تسبب الأمراض مثل ضعف المناعة والعقم.

 ويعتبر الدكتور إسماعيل أن جهل الأهالي في كيفية التعامل مع المريض يساهم في انتشار المرض، موضحاً أنه لا يتم عزل الأطفال المصابين بالمرض، وأن اختلاط الأطفال المصابين مع بقية الأطفال يساهم في تفشي المرض بشكل سريع.

وكانت منظمة الصحة العالمية، قد أعلنت في وقت سابق من شهر مارس الماضي عن تفشي الحصبة وشلل الأطفال في اليمن الذي يشهد حرباً منذ ثماني سنوات.

وقالت المنظمة الأممية “يشهد ‎اليمن الآن تفشياً للحصبة وشلل الأطفال” مشيرة إلى أن أكثر من 80 بالمائة من الأطفال الذين يعانون من ‎الحصبة لم يحصلوا على اللقاح.

الفرق بين المرضين

يعرّف الطبيب عامر المطري الحصبة والحصبة الألمانية بأنها مرض معدٍ غالباً يصيب الأطفال نتيجة تعرضهم لفيروسات مختلفة، مبيناً بأن فيروس  Rubeola هو المسبب للحصبة ، بينما تأتي الحصبة الألمانية نتيجة للتعرض لفيروس German measles Rubella وكلا الفيروسين من نوعية الـ RNA virus.

وفي حديثه لمنصة عوافي أوضح الدكتور المطري -الذي يعمل في مستشفى عبس بمحافظة حجه شمال اليمن- أن هناك اختلافات بين المرضين حيث تكون فترة الحضانة في الحصبة الألمانية طويلة وفترة ظهور الأعراض والمرض قصيرة وقد سميت أيضاً بحصبة الثلاثة أيام حيث يتعافى منها المريض غالباً خلال ثلاثة أيام، بينما الحصبة العادية تستمر إلى مدة سبعة أيام.

ويصيب الفيروس الجهاز العلوي التنفسي وتكون الأعراض متشابهة كالحمى والتهاب في الحلق وظهور طفح جلدي إلا أن الأعراض في الحصبة الألمانية أقل حدة وفقاً للدكتور المطري، الذي يوضح أن العدوى تنتقل عن طريق الرذاذ والهواء وعن طريق الأشياء الملوثة بالفيروس.

اقرأ أيضاً..أدوية وعلاجات الأمراض المزمنة في اليمن 8 سنوات من المنع وتهديد حياه اليمنيين

وقال “لا يوجد علاج رئيسي للمرض إلا عن طريق أخذ اللقاح حيث أنه في الغالب لا يصاب الملقحون ضد الحصبة والحصبة الألمانية بالمرض” موضحاً ان المرأة الحامل معرضة للمرض الذي ينتقل عن طريق المشيمة إلى الجنين وقد تتسبب في فقدان الجنين أو إصابته بتشوهات خلقيه أو ما يسمى بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية.

اللقاحات مجانية

تقدم معظم المستشفيات والمراكز الصحية في اليمن خدمة التطعيم مجاناً إذ تؤكد عبير أحمد، مساعد طبيب في المستشفى السعودي الألماني بصنعاء، والتي تعمل في مجال التطعيم، ان جميع أنواع اللقاحات الروتينية تقدم بشكل مجاني ومن ضمنها لقاح الحصبة.

وأضافت عبير لمنصة عوافي “يتم تسجيل اللقاحات التي أخذها الطفل في بطاقة مخصصة للقاحات تكون بحوزة ولي أمر الطفل”، مشيرة إلى أن حجم الإقبال على اللقاحات كبير.