وجبات التغذية المدرسية.. الأثر الايجابي على صحة الطلاب وتحصيلهم العلمي

تصف سميرة حسن “معلمة ابتدائي- مدرسة الطبري بصنعاء” مشهد توزيع وجبات التغذية المدرسية، ورؤية طلابها وهم يتناولون تلك الوجبات كل صباح قبل بدء يومهم الدراسي بالمشهد المُبهج، والذي يمنحها قدر عالي من السعادة حسب قولها لـ”عدن الغد”.

عوافي/ محمد يحيى

وتضيف :”حصول الطلاب على تلك الوجبات أمر مهم، كونهم بحاجة شديدة لها، بسبب عدم قدرة أسرهم على توفير وجبة الإفطار قبل مجيئهم للمدارس، في ظل الحرب والوضع الاقتصادي المتردي في اليمن”.

“لم يقتصر تناول الوجبة المدرسية على صحة الطلاب بل تحسن تركيزهم وتحصيلهم العلمي” بحسب قولها.

قد يهمك .. كم يشتري اليمنيون خضروات وفواكه مقابل شراء القات؟

الدكتور مطهر الصبري ( دكتور أطفال -يعمل في مركز الوشاح الطبي) يؤكد على أهمية وجود تغذية مناسبة للأطفال في مختلف مراحلهم العمرية، كون التغذية لها التأثير المباشر على نمو كافة أعضاء الجسم ومناعته بشكل سليم، مشيراً إلى أن الطفل بطبيعته كثير الحركة، لذا يحتاج لتغذية مناسبة تعوض تلك الطاقة.

وأضاف الصبري في حديث خاص لعدن الغد بالقول: “لم يُعد خافياً على أحد الزيادة في نسب سوء التغذية بين الاطفال بسبب الحرب، والعديد من الحالات التي تعرض علينا، نجد تأثير سوء التغذية واضح على اجسامهم من ناحية الضعف وقصر القامة، وللأسف بعض الحالات تكون متأخرة وتصل للوفاة، وهوما يتوجب على الجميع الاهتمام بهذه الشريحة وتقديم العلاج والتغذية المناسبة لهم “.

وجبات للطلاب

يوفر برنامج التغذية المدرسية للأطفال المدعوم من قبل برنامج الغذاء العالمي- اليمن والبنك الدولي وجبة صحية مغذية مكونه من ” قوالب التمر أو البسكويت، كما تتنوع تلك الوجبات أحيانا وتقدم كسندوتشات متنوعة ” يتم توزيع تلك الوجبات عبر مشروع التغذية المدرسية التابع لوزارة التربية والتعليم.

بحسب تصريحات صحافية صادرة عن حمود الأخرم مدير عام مشروع التغذية المدرسية بوزارة التربية بصنعاء فقد بلغ اجمالي الطلاب المستفيدين من المشروع للعام 2022 (904 آلاف و209 طالب وطالبة) يتوزعون على (2406) مدرسة من مدارس التعليم الأساسي والاعدادي والثانوي في 13 محافظة، يتلقون يومياً وجبات صحية، “يتوقف توزيعها مع بداية العطلة الصيفية”.

رغم فوائدها الصحية فإن هناك بعض الشائعات التي تستهدف برنامج توزيع الوجبة المدرسية بحسب المعلمة سميرة (مدرسة الطبري -صنعاء) التي تقول في تصريحها الخاص لـ عدن الغد: “على مدى العام الدراسي الفائت، لم أرى أي شكوى ناتجة عن تلك الوجبات، على العكس من ذلك أراها وجبات صحية وذات قيمة عالية ويتم التهافت عليها من قبل الطلاب”.

مسئول التقييم والمتابعة بمشروع التغذية المدرسية التابع لوزارة التربية والتعليم يحيى صلح بهذا الصدد أيضا يقول: ” تخضع الوجبات لرقابة سابقة ولاحقة، للتأكد من سلامتها وقدرتها على تحقيق الفائدة التغذوية للطلاب”.

بدورها تقول والده الطفلتين أحلام وآمال (تدرسان في الصف الأول الابتدائي بمدرسة البردوني ش- مأرب) في تصريح خاص لعدن الغد: ” الوجبات التي تحصل عليها ابنتيها، لها فائدة كبيرة صحياً و تخفف من الأعباء المادية على الأسرة، وهما يحبان تلك الوجبات ولم أسمع أي شكوى من قبلهما على الاطلاق”.

شائعات مكررة

هذه الشائعات سبقتها شائعة العام الماضي حول أثر البسكويت الذي يتم توزيعه على الطلاب ودفعهم للحركة الكثيرة، ما دفع مشروع التغذية لأخذ عينات منه إلى الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة التي أفادت في تقرير صادر عنها بتاريخ 17 أغسطس 2022 بأن المنتج مطابق للمواصفات المعتمدة الخاصة بالمنتج.

أهمية التغذية للأطفال

ريتشارد راغان، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في اليمن يعتبر أن التغذية المدرسية أمر لا يمكن التقليل منه على الإطلاق، خلال حديثه في تقرير صادر عن البنك الدولي في الثاني من يناير الفائت.

يضيف راغان بالقول: ” ملايين الأطفال في اليمن” لا يملكون الطعام، وبرنامج التغذية المدرسية يمثل عامل تغيير جذري، حيث يمنح الأطفال ما يحتاجونه من سعرات حرارية ومغذيات تساعدهم في التركيز على الدروس والأداء الجيد في المدرسة والتطلع لمستقبل أفضل”.

إقرأ أيضاً.. سوء التغذية أهم أسباب تقزّم الأطفال في اليمن

بدوره يجيب طبيب الأطفال مطهر الصبري عن سؤالنا حول أهمية تلك الوجبات التي يتم توزيعها للأطفال على صحتهم بالقول” تُعتبر التغذية السليمة للطفل من العوامل الرئيسية التي تساعد على التركيز والاستيعاب وتلقي المعلومات والمهارات بشكل سليم وسريع، والوجبات التي توزع على الأطفال في المدارس رغم أنها لا تكفي كوجبة وحيدة للطفل في يومه الدراسي، لكنها جيدة كونها تساهم مساهمة مباشرة في منح الطلاب سعرات حرارية وفيتامينات تمكنهم من مواصلة اليوم الدراسي وتزيد من قدراتهم للتحصيل العلمي”.

تحذيرات دولية

وفق تقرير صادرعن البنك الدولي في الثاني من يناير2023 هناك أكثر من 2.4 مليون فتى وفتاة في اليمن في سن الدراسة لكنهم غير ملتحقين بالمدارس، كما يحتاج نحو 8.5 ملايين طفل في سن الدراسة الابتدائية إلى مساعدات إنسانية وتؤدي النفقات المطلوبة لتوفير الغذاء وغيرها من المصروفات المرتبطة بالمدارس إلى منع العديد من الأسر من إرسال أطفالها إلى المدرسة.

مكتب اليونسيف في اليمن هو الآخر عبر تغريدة على حسابه بتويتر 24 مايو الماضي كان قد أعلن أن “ما يقرب من ستة ملايين طفل في اليمن على بعد خطوة واحدة فقط من المجاعة، وإنهم في حاجة ماسة إلى دعم عاجل” برنامج الأغذية العالمي ايضا أعلن حاجته العاجلة إلى 80 مليون دولار، حتى يتمكن من الاستمرار في تقديم المساعدات الغذائية لإنقاذ حياة الأطفال في اليمن.

انتجت هذه المادة بدعم من منظمة انترنيوز Internews ضمن مشروع Rooted In Trust في اليمن