عوافي: عبدالملك الجرموزي

تعاني الثلاثينية أنيسة محمد ،اسم مستعار، من خمول وضعف الرغبة في ممارسة الجنس منذ مطلع العام الجاري 2021، وهذا ما انعكس سلبا على علاقتها بزوجها ، وأصبح سببا للشجار بينهما بشكل شبه يومي.

 كانت حياتها تسير بشكل طبيعي حتى أدمنت مضغ القات بعد أن كانت من المقاطعين له، حيث تقول -لـ منصة عوافي- ” لم أدرك إلى أي مدى سيؤثر القات على صحتي بشكل عام وحياتي الجنسية بشكل خاص”.

لم تنعكس آثار القات على صحة أنيسة من اليوم الأول لمضغ القات، إذ مرت ما يقارب سنتين حتى ظهرت تلك الأعراض، وفقاً لها فقد كانت تعتقد أنها أعراض آنية سرعان ما ستزول خلال أيام أو أشهر، غير أن الأمر تطور معها حد التأثير على الخصوبة وقدرتها على الحمل.

تطور حالة أنيسة ،أم لطفلين 9 و6 سنوات، دفعها للجوء إلى الطبيبة التي أكدت لها بعد إجراء عدد من الفحوصات بأن مضغ القات هو السبب في عدم قدرتها على الحمل مجدداً وقالت “لقد نصحتني بالتوقف عن مضغ القات فوراً” كما شددت على أهمية ان يتوقف زوجها أيضاً.

قد يهمك..أكثر الاضطرابات النفسية التي تصيب النساء في اليمن

وبحسب ما نقلته أنيسة عن طبيبتها فإن إدمان النساء على مضغ القات ،مع مرور الوقت، يصيبهن بالخمول بشكل عام وفقدان الرغبة الجنسية، بالإضافة إلى الآثار غير المباشرة مثل فقدان الشهية والإصابة بالهزال.

وخلال العشر السنوات الفائتة ارتفع عدد اليمنيات ممن توجهن لمضغ القات والإدمان عليه بصورة لافتة، ووفقا لتقرير نشرته وكالة رويترز عام2012 فإن 60 من النساء في اليمن يمضغن القات، وأصبح أحد مظاهر ولوازم الجلسات النسائية في ساعات ما بعد العصر، وأحيانا تمتد إلى منتصف الليل.

ورغم عدم وجود دراسة علمية تؤكد وجود علاقة مباشرة بين مضغ القات وضعف الرغبة الجنسية عند النساء وفقا لأخصائية النساء والولادة الدكتورة بشرى وليد، إلا أنها أوضحت أن هذه العادة تتسبب بإصابة المرأة بعدد من المشاكل الصحية.

وقالت -في تصريح لـ منصة عوافي- “يتسبب القات بمشكلات صحية كثيرة للنساء أبرزها فقر الدم وضعف الجنين بالنسبة للحوامل”.

من جانبه، قال الدكتور الصيدلي، صلاح فضل،  إن الإدمان على مضغ القات عند النساء يؤدي إلى فقدان الشهية وبالتالي عدم حصول الجسم على التغذية المناسبة، وهذا ينعكس على الرغبة الجنسية ، إذ تعاني المدمنات على القات من الخمول والارتخاء الجنسي، وضعف الشهوة، حد وصفه.

وأفاد بأن الإدمان على مضغ القات يساهم في انخفاض قدرة المرأة على الإخصاب، نتيجة ضعف فرصة تحقيق عملية تلقيح البويضات.

وفي سياق متصل، أكد الدكتور فضل -لـ منصة عوافي- أن إدمان المرأة الحامل على مضغ القات بشكل منتظم يؤثر على نمو وتكامل ونضج الجنين، مما يؤدي إلى خطر موته أو إلى ولادته بوزن منخفض أو مصاب بتشوهات خلقية.

وأوضح فضل، أن مادة “القاتين” تقلل كمية الدم الذي يمر عبر الخلاص إلى الجنين بسبب حصول تقلص في الأوعية الدموية الخلاصية مما يؤدي إلى نقص في تغذية الجنين وبالتالي يؤثر على نموه الطبيعي.

وتمر مادة القاتين بسهولة من الأم إلى طفلها الرضيع التي يحتوي حليبها على هذه المادة الضارة، كما أن مادتي” الدوبامين واللاتين” تعملان على تقليل إفراز الحليب الطبيعي عند الأم المرضعة المدمنة على القات، وتتسببان في إحداث نقص إفراز هرمون “البرولاكتين”، وهذا يؤدي إلى إضعاف إنتاج الغدد الصليبية، بحسب فضل.

وقال” نقص وسوء التغذية يأتي نتيجة فقدان الشهية عند الأم المدمنة على القات وبالتالي انخفاض إدرار الحليب عندها مع ما يحمله هذا الأمر من مخاطر صحية على حياة طفلها”.

اخترنا لك..أهم ثلاثة أسباب للاضطرابات النفسية