4 دقائق للقراءة 782 كلمة
عوافي/ دعاء المطري
بحسرة كبيرة يتأمل الخمسيني محمد منصور، اسم مستعار، أطفاله الخمسة الذين يعانون من الإعاقة الدائمة لحقت بهم نتيجة إصابتهم بشلل الأطفال، متمنيا عودة عجلة الزمن إلى الوراء ليجنبهم هذا المصير.
تقول رئيس قسم الأطفال بمستشفى 48 الدكتورة نورا نور الدين التي أوردت القصة أن والد الأطفال الخمسة حرمهم من الحصول على اللقاح فكانت النتيجة إصابة جميعهم بشلل الأطفال.
منصور الذي يسكن في منطقة الحداء بمحافظة ذمار وسط اليمن يستغل كل مناسبة ليقدم النصيحة للأهالي بضرورة الحرص على أن يحصل أطفالهم على اللقاح حتى لا يلاقوا نفس مصير أطفاله.
وفي حديثها لمنصة (عوافي) توضح الدكتورة نورا المخيف في مرض شلل الأطفال أنه ،حتى الآن، لم يجد الأطباء علاجا للمرض ، ولا توجد طريقة لتجنب الإصابة به سوى الوقاية منه بتلقي جرع التحصين، مشيرة إلى أن الإصابة بهذا المرض يحكم على الطفل بالإعاقة الدائمة.
قد يهمك .. حتى لا يصاب طفلك بالإغماء في المدرسة
وأفادت بأن فيروس شلل الأطفال من الفيروسات سريعة الانتشار والعدوى، وقد يصيب الطفل في سنواته الأولى كما حدث للطفل قصي أحمد الذي لم يكمل عامه الثاني ليجد نفسه عاجزا لا يستطيع التحرك وسيكبر وعجزه معه.
لقد أصيب قصي بفيروس شلل الأطفال لعدم حصوله على اللقاح الخاص بهذا المرض والذي يقدم في مختلف المراكز الصحية .. تطورت حالة قصي ليصاب بشلل رخو حاد “دائم“، .. لقد جنى الجهل والتساهل على قصي ليقضي حياته كاملة معاقا، حد قولها.
لم تتوقف الإصابات عند الطفل قصي فخلال العام الماضي 2021 سجلت وزارة الصحة في صنعاء 690 إصابة جديدة بشلل الأطفال ، وفقا للنشرة الأسبوعية الوبائية لترصد الشلل الحاد في اليمن التابعة للوزارة.
وبحسب الإحصائية شكل الذكور 57%، من اجمالي الإصابات بينما بلغت نسبة الإصابات من الإناث 43% ، وكانت الفئة العمرية للأطفال في سن أقل من ثلاث سنوات هي الفئة الأكثر من حيث عدد الإصابة بنسبة 55% من الإصابات خلال نفس العام.
وفي هذا السياق أفاد دكتور الأطفال بمركز الأمومة والطفولة الدكتور سعيد نعمان بأن استجابة الأهالي في المدن اليمنية لحملات التحصين وحصول الأطفال على اللقاحات أكثر منها في الأرياف والمناطق النائية.
وقال نعمان في تصريح لمنصة (عوافي) “يعتقد بعض الأهالي في القرى والريف اليمني بأن هذه اللقاحات تأتي من الغرب لتنهي حياة أطفالهم“ مشددا على أهمية تلقي الأطفال اللقاح لأن شلل الأطفال مرض فيروسي معد ولا يمكن تجنبه إلا باللقاح، إذ تعتمد مناعة الأطفال على عدد اللقاحات التي يحصلون عليها، ما يعني أنه كلما كانت اللقاحات أكثر كلما كانت المناعة أقوى، حد وصفه.
وتسجل كل من محافظة الحديدة، عمران، حجة وصعدة الأعلى من بين جميع محافظات اليمن من حيث عدد الأسر التي ترفض حصول أطفالها على اللقاحات، وفقا للمسؤولة عن اللقاحات في المجمع الصحي للأمومة والطفولة الدكتورة سبأ الأثوري.
وفي تصريح لمنصة (عوافي) أشارت الاثوري إلى رفض الكثير من العائلات اليمنية حصول أطفالها على اللقاحات بشكل عام بما فيها لقاح فيروس شلل الأطفال تحت مبررات غير علمية ومعلومات خاطئة يتناقلها البعض تدعي بأن اللقاحات مميتة وتتسبب في الإصابة بأمراض أخرى منها العقم، موضحة أن نسبة الوعي بخطر عدم حصول الأطفال على اللقاح تشهد تحسنا خاصة في محافظة صنعاء.
ونبهت إلى سرعة انتشار الفيروس الذي قد يصيب الطفل منذ ولادته حتى بلوغه الخامسة، وأحيانا يمتد إلى 12 سنة، وهذا أحد الأسباب التي تجعله شديد الخطورة؛ وقالت “البيئة غير النظيفة أحد أبرز طرق الانتقال .. هذا الفيروس يصيب الجهاز الهضمي أولا وعندما يكون جسم الطفل محصنا يعجز الفيروس عن إيذائه“.
وحول حضانة الفيروس وأعراضه أوضحت الاثوري أن لكل فيروس فترة حضانة يكمن فيها داخل الجسم ثم تبدأ الأعراض بالظهور، وتقدر فترة حضانة فيروس شلل الأطفال بـ 3 أيام وهذه الأيام نفسها هي أيام انتقال العدوى بين الأطفال في نفس هذه البيئة.
ومن ثم تبدأ الأعراض بالظهور ابتداء بأعراض غير مسببة للشلل منها حمى ، التهاب الحلق، صداع الرأس، تقيؤ، إجهاد، آلام الظهر أو تصلب، آلام الرقبة أو تصلبها، ألم أو تصلب في الذراعين أو الساقين، وفقا للاثوري التي أضافت، من الأعراض أيضا ضعف العضلات أو إيلامها وتنتهي بأعراض متلازمة الشلل كفقدان ردود الفعل، آلام أو ضعف شديد في العضلات، ومن ثم تراخي وترهل الأطراف.
وبحسب الاثوري بدأت حملات التطعيم ضد شلل الأطفال في اليمن عام 1977 ، مؤكدة أن لقاح شلل الأطفال متوفر طوال السنة، وفي حال تم اكتشاف وتسجيل حالة تقوم الوزارة بتنفيذ حملات طارئة تصل إلى المنازل.
اخترنا لك .. السيول .. مخاطر جديدة تعمّق الأزمة الإنسانية في اليمن