19.6 C
اليمن
Home Featured كيف يواجه مرضى الإيدز جائحة كورونا في اليمن؟

كيف يواجه مرضى الإيدز جائحة كورونا في اليمن؟

0
كيف يواجه مرضى الإيدز جائحة كورونا في اليمن؟
‏  4 دقائق للقراءة        800    كلمة

عوافي: دعاء المطري

توفي الثلاثيني محسن صالح بعد أيام من نقله إلى مركز العزل بالمستشفى الجمهوري في العاصمة صنعاء إثر إصابته بفيروس كورونا.

وبحسب المسؤول عن الدعم النفسي بقسم الحُميات في المستشفى الجمهوري بصنعاء الدكتور محمد الكناني، الذي روى القصة لمنصة “عوافي”؛ وصل صالح إلى قسم الطوارئ في المستشفى وهو يعاني من أعراض كورونا خاصة صعوبة التنفس، وبعد إجراء بعض الفحوصات تبين إصابته بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز).

ووفقا لـ الدكتور الكناني ضعفت مقاومة المريض وتدهورت صحته بسرعة بعد مهاجمة فيروس كورونا لجهازه التنفسي بينما كان يعاني أصلا، من التهابات حادة في الصدر.

وهو ما زاد من معاناة المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب (الايدز) في اليمن، كما أكد الأطباء، تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، باعتبارهم من الفئات الضعيفة التي يستهدفها ذلك الفيروس التاجي ومتحوراته وفاقم من معاناتهم الصحية وتعرضهم للوفاة.

قد يهمك..طلاب المدارس يواجهون متحورات كورونا بلا احترازات

وبينما توفي الشاب صالح وهو لم يكن يعلم بإصابته بفيروس نقص المناعة (الإيدز) حتى كشفته الفحوصات بعد إصابته بكورونا، تدهورت صحة الخمسيني أحمد علي “اسم مستعار”، المتعايش مع فيروس Hiv الإيدز بعد إصابته بكورونا.

وبحسب الدكتور الكناني يعد المواطن علي واحدا من المتعايشين مع فيروس الإيدز غير المنتظمين في الحصول على الدواء، وهذا ساهم بشكل كبير في سرعة تدهور صحته أمام فيروس كورونا الذي نال من جهازه التنفسي.

صالح وعلي اثنان من 11 ألف مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في اليمن، يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة -وفقاً لإعلان المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في 12 أبريل 2021- ويواجهون وباء كورونا في ظل ضعف الإمكانيات والوصمة المجتمعية التي تدفع الكثير للتكتم عن إصابتهم.

حتى نهاية عام 2020 لم يتجاوز عدد المتعايشين مع الفيروس من تم تسجيلهم في مراكز ومواقع العلاج 3 آلاف متعايش في خمس محافظات هي (صنعاء، تعز، عدن، الحديدة، وحضرموت)، وهي المحافظات الاكثر ازدحاما بالسكان، وأفاد تقرير منظمة الهجرة أن 20% منهم فقط يحظون بالمتابعة الطبية اللائقة.

بينما تؤكد منظمات أممية أن عدد الإصابات في اليمن قاربت الـ11ألفا، تشير إحصائيات البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في صنعاء إلى أن عدد المسجلين من المتعايشين مع المرض 2000 متعايش، لا يلتزم عدد منهم، لم يتم تحديده، بالخطة العلاجية ومنها الحصول على الدواء بانتظام.

مصدر في البرنامج، فضل عدم ذكر اسمه، أوضح أن معظم المتعايشين غير ملتزمين باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لكبح نمو وتكاثر فيروس الإيدز في المراحل المختلفة من دورة حياته، مؤكدا أن غالبيتهم يقيمون في محافظات بعيدة ولا يستطيعون الوصول الى مقر البرنامج نظراً لعدم قدرتهم على دفع مصاريف السفر والإقامة.

ونبه في حديثه لـ “عوافي” إلى أنهم قد يواجهون مخاطر حقيقية في ظل انتشار جائحة كورونا وعدم حصولهم على الأدوية والإرشادات اللازمة، خاصة وهم الأكثر تعرضا لمخاطر كورونا نظرا لوضعهم الصحي مع الإيدز، حد وصفه.

وفي هذا السياق يوضح الدكتور الكناني أن مرضى نقص المناعة من أكثر الفئات تأثرا بجائحة كورونا وفي حال أصيب المتعايش مع الإيدز بفيروس كورونا سرعان ما تظهر عليه المضاعفات، خاصة المتعايشين مع الإيدز ممن أصبحوا يعانون من بعض الأمراض مثل التهاب الرئة وأمراض الجهاز التنفسي، وهؤلاء، غالبا، يكونون قد وصلوا إلى مرحلة متأخرة من الإصابة بفيروس نقص المناعة “الإيدز”.

وينصح الدكتور المتعايشين مع الإيدز بضرورة الاستمرار في استخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لكبح فيروس الإيدز، مشددا على أهمية عزل المريض في حال أصيب بكورونا في مركز عزل مع استخدام الأدوية التي تقدم للمصابين بكوفيد.

وينقسم المصابون بفيروس نقص المناعة الإيدز ممن أصيبوا بكورونا إلى نوعين، الأول لم يكونوا يعلموا بإصابتهم بالإيدز إلا بعد إصابتهم بفيروس كورونا وتم اكتشافهم أثناء الفحوصات للعلاج من كورونا، وهؤلاء أغلبهم وصلوا إلى مرحلة متأخرة في إصابتهم بالإيدز، وفقا لأخصائي الصحة والدعم النفسي.

أما المجموعة الثانية فغالبيتهم من المنقطعين عن استخدام علاج فيروس نقص المناعة، ونتيجة هذا الإهمال تتدهور صحتهم ويصبحون أكثر عرضة للإصابة بكوفيد وباقي الأمراض الأخرى، حد قوله.

عدم حصول بعض المتعايشين مع الإيدز على الأدوية جاء نتيجة الإهمال من قبلهم، فبحسب الكناني يوفر البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز الأدوية لجميع المرضى عبر وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الهجرة الدولية، مستدركا “لم تعد كمية الأدوية متوفرة كالسابق، حيث كان يتم تأمين احتياجات المصابين لمدة ستة أشهر قادمة”.

وقال “أشعر بالقلق بسبب نقص مخزون البرنامج من الأدوية نتيجة الصراع الدائر في اليمن منذ أكثر من سبعة أعوام” مؤكدا أن الكمية المتوفرة تؤمن احتياجات المتعايشين لمدة لا تتجاوز الشهر والنصف فقط، وهذا ما قد يهدد حياة هذه الشريحة.

اخترنا لك..أمراض الجلد في الشتاء وطرق الوقاية منها