عوافي: خاص
حذرت دراسات حديثة من زيادة معدل حالات الإصابة بمرض الخرف (الزهايمر) في الشرق الأوسط وتوقعت أن يعاني قرابة 14 مليون شخص من كبار السن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الخرف بحلول عام 2050.
وأشار موقع “DW” الألماني إلى أن الوضع في اليمن بالغ الخطورة نظراً لمحدودية الأماكن التي يمكن اصطحاب كبار السن إليها للحصول على إرشادات طبية، واعتقاد الناس بأن مرض الخرف يرتبط بشكل طبيعي مع التقدم في العمر “الشيخوخة”، وعدم معرفتهم بكيفية التعامل مع التغيرات النفسية التي تطرأ على كبار السن.
ونقل الموقع عن اليمنية أمل سيف رئيسة مؤسسة “يمن ضد مرض الزهايمر” قولها “بعض الأسر تضع كبار السن في غرف دون أن يعرفوا كيف يمكن تعزيز قدرة المريض على مواجهة مرضه، وبعضها ترى أن إصابة أحد أفرادها بمرض الخرف قد يضر بسمعة الأسرة إذ يعتقدون أن الخرف مرض وراثي”.
وفي السياق، ذكر تقرير صادر عن مجلة “لانسيت” البريطانية المتخصصة في الطب -في شهر يناير كانون الثاني 2022- أن الباحثين استعانوا بالبيانات السكانية والصحية لمعرفة تقديرات حيال معدل الإصابة بمرض الخرف خلال العقود الثلاثة المقبلة.
ووفقاً للتقرير، توقع الباحثون زيادة كبيرة في معدل الإصابة بمرض الزهايمر في جميع أنحاء العالم، محذرين من أن معدلات الإصابة الأكبر ستحدث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
اشترك الآن في قناة عوافي على اليوتيوب
وأشارت نتائج الدراسة إلى أنه وفي الوقت الذي سوف تشهد فيه بلدان أوروبا الغربية ارتفاعا في حالات الإصابة بمرض الخرف بنسبة 74٪ بحلول عام 2050، فإن هذه النسبة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستصل إلى قرابة 367٪ ما يعني إصابة 13,8 مليون شخص من السكان بهذا المرض. أي ما يزيد عن 2 في المائة من السكان المتوقع أن يتجاوز عددهم 650 مليون نسمة سنة 2050.
وكانت تقديرات التحالف العالمي للشيخوخة في عام 2018 أشارت إلى أن حوالي مليوني شخص في الشرق الأوسط يعانون من الخرف مع الأخذ في الاعتبار صعوبة الحصول على إحصاءات حيال الأمر.
ووفقا للدراسة يعود ارتفاع عدد المصابين بالزهايمر في الشرق الأوسط لعدة أسباب منها الزيادة السكانية وارتفاع متوسط الأعمار، ارتفاع معدل الإصابة بأمراض القلب والسكري والبدانة بين مرحلة منتصف العمر وقلة النشاط البدني، العزلة الاجتماعية والتلوث الهوائي، فضلا عن زياد معدلات التدخين.
ويعتبر “انخفاض مستوى التعليم ومعدل الأمية بين السكان”، من ضمن الأسباب التي سترفع إصابات الزهايمر في الشرق الأوسط، إذ يعتقد الأطباء أنها مؤشرات على القدرة المعرفية والإدراكية فالشخص الذي لا يقرأ يعني أنه لا يقوم بتعزيز قدراته العقلية مقارنة بالأشخاص الذين يقرأون.
وكانت أمل سيف التي أسست منظمة “يمن ضد الزهايمر” بعد رعاية والدتها المصابة بالخرف لمدة 10 سنوات، قد أشارت -في مقال لها نشرته المجلة الطبية في فبراير 2021- إلى عدم وجود إحصائيات عن عدد حالات مرض الخرف في اليمن، وأكدت أن الجهل بطبيعة المرض وانعدام التوعية أدى إلى إخفاء الكثير من المرضى بسبب الوصمة المجتمعية والتمييز ضد المرض.
ودعت منظمة الصحة العالمية إلى دعم إنشاء خطة العمل الوطنية للخرف في اليمن خاصة في ظل الأوضاع التي يعيشها كبار السن بسبب الحرب الدائرة منذ 2015 وما خلفته من آثار سلبية خاصة في مجال الصحة والتطبيب، إضافة إلى أن الجوانب النفسية والصحة العقلية تحظى بأقل نسبة في مجالات الإغاثة المختلفة.
اخترنا لك..الاضطرابات النفسية.. ثمرة حرب يتجرعها ملايين اليمنيين