التطعيم أول جدار مناعي لحماية الأطفال

‏  6 دقائق للقراءة        1085    كلمة

سماح ردمان ، 30 عاما ، أم لطفلين ، لديها ثقة عميقة في سلامة لقاحات الأطفال. لقد اتبعت باستمرار جداول تطعيم أطفالها ضد الأمراض المعدية منذ ولادتهم.

عوافي/ رأفت الوافي

وقالت ردمان: “منذ أن أنجبت طفلي الأول قبل خمس سنوات ، والثاني قبل ستة أشهر ، خضع كلاهما للتطعيمات المعتادة ، ولم تظهر أي أعراض للمرض على أي منهما”. “أنا لست الأم الوحيدة التي تطعم أطفالها ؛ فهناك العديد من الأشخاص مثلي الذين لم يروا أي آثار جانبية سلبية.”

و تعد اللقاحات أمصال طبية تُعطى عادةً أثناء مرحلة الطفولة لحماية الأطفال من الأمراض الخطيرة والمميتة مثل الحصبة و الدفتيريا و شلل الأطفال و غيرها، و تعمل اللقاحات من خلال تحفيز دفاعات الجسم الطبيعية وتهيئتها لمحاربة الأمراض بشكل أسرع وأكثر فعالية.

قد يهمك .. بودكاست: ملقحون ضد كوفيد_19 يؤكدون عدم تضررهم من اللقاحات

يعتبر التطعيم أول جدار مناعي لحماية الأطفال من الأمراض المعدية والأوبئة التي يتعرضون لها في سن مبكرة و يعمل على مكافحة الالتهابات والبكتيريا التي قد تهاجم جهاز المناعة.

أمان اللقاح التزام اخلاقي

تؤكد منظمة الصحة العالمية واليونيسف أن اللقاحات آمنة للغاية وأن جميعها تخضع لاختبارات صارمة لضمان سلامتها، تشمل هذه الاختبارات التجارب السريرية. قبل الموافقة على الاستخدام العام ، ولا تُسجِل البلدان أو توزع سوى اللقاحات التي تلبي معايير مشددة للجودة والأمان.

وقال تيسير السامعي ، نائب مدير إدارة التعليم والإعلام الصحي في مكتب الصحة بمحافظة تعز ، إن “سلامة اللقاح مسألة أخلاقية تلتزم بها وزارة الصحة التزاما كاملا”. ” لأنها تتعلق بحياة الطفل.”

وأوضح السامعي أن هناك إشرافًا مباشرًا من قبل خبراء رفيعي المستوى منذ لحظة وصول اللقاح إلى المطار وحتى إعطائه للأطفال. يتم ذلك من خلال سلسلة تبريد عالية التجهيز تحت إشراف منظمة الصحة العالمية.

وقال السامعي :” لا يوجد إي خلل حتى بمقدار واحد في المائة لحرصنا الشديد على أن يكون اللقاح آمن من خلال ضمان مأمونية سلسلة التبريد وكذلك ضمان كفاءة مقدمي خدمة التلقيح مضيفا أن كل الكوادر التي تقدم خدمات التلقيح هي كوادر مؤهلة و يتم الإشراف عليها بشكل مباشر من قبل وزارة الصحة “.

التطعيم أولوية

و تتمثل أهمية اللقاح في إعطاء الأطفال حديثي الولادة فرصة للنمو بصحة جيدة بالإضافة إلى القضاء على الأمراض المعدية التي كانت شائعة في الماضي، و التي يتسبب بعضها في مضاعفات شديدة تؤدي الى الموت كما أنها لا تحمي الأفراد فحسب، بل المجتمعات بأكملها وتسهم في خفض معدلات الوفيات بين الأطفال و الناتجة عن الإصابة بالأمراض المعدية، بحسب مدير إدارة التحصين في مكتب الصحة والسكان بمحافظة تعز الدكتور “فهد النمر”.

ويضيف “النمر” قائلا:” في ثمانينيات القرن الماضي كانت تصل عدد الاصابات إلى أربعة مليون طفل وعدد الوفيات إلى اثنين مليون آخرين سنويًا لكن هذا المعدل انخفض إلى مائة ألف سنويا بسبب انتشار اللقاح وتطعيم الاطفال”.

مواعيد اللقاح

تختلف جداول اللقاحات بين بلد وآخر اعتماداً على نوع الأمراض الأكثر انتشاراً في كل بلد، وفي اليمن يوجد نحو 12 لقاحًا مختلفًا، وهي لقاحات السل والكبد وشلل الأطفال والحصبة والتيتانوس والإنفلونزا والحصبة الألمانية والسعال الديكي والدفتيريا والكزاز والنكاف بحسب الدكتور “النمر”.

ويبدأ الطفل في اليمن في أخذ اللقاح منذ ميلاده، حيث إنّه يُلقح بأول جرعة خلال 24 ساعة عقب الولادة، وتسمى “الجرعة الصفرية”، ضدّ التهاب الكبد الفيروسي ، فيما الجرعة الثانية يأخذها بعمر الشهر، وهي أيضًا صفرية، وتُطعّم ضدّ مرض شلل الأطفال، وضدّ الدرن (السل).

بينما يأخذ الطفل الجرعة الثالثة في عمر الشهرين، وتسمى “الجرعة الأولى” وتكون ضدّ شلل الأطفال، وجرعة التطعيم الخماسي الخاصة بأمراض (الدفتيريا، والسعال الديكي، والتيتانوس، والتهاب الكبد الفيروسي ، والإنفلونزا)، تُطعّم بطريقتين؛ تطعيم فموي، والحقن تحت الجلد.

بعدها يأتي التطعيم بعمر 4 أشهر، وهي “الجرعة الثانية”، وتشمل جرعة شلل الأطفال، والتطعيم الخماسي، وفي الشهر السادس يتم تلقيح “الجرعة الثالثة”، وتحمل نفس مضادات الجرعة السابقة، أمّا في الشهر التاسع من عمر الطفل فيلقح “الجرعة الرابعة” وهي ضدّ شلل الأطفال.

وفي عمر الـ12 شهرًا، يأخذ الطفل “جرعة السنة” وتطعم ضدّ وباء الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، والشلل، فيما تأتي أخيرًا “الجرعة المنشطة” للطفل في عمر السنة والنصف ، ويتم فيها التطعيم ضدّ شلل الأطفال، والدفتيريا، والسعال الديكي، والتيتانوس، والحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية.

الاطفال الملقحين في تعز

في محافظة تعز الواقعة جنوب غرب اليمن استهدفت ادارة التحصين في مكتب الصحة أكثر من 64 الف طفل من أصل 65 الف طفل خلال عام 2022 في 17 مديرية.

وبحسب إدارة الترصد الوبائي في المكتب ، فقد تم تسجيل 48 حالة إصابة بمرض شلل الأطفال المتحور “الرخو الحاد” في المحافظة خلال العام الماضي 2022، فيما بلغت حالات الإصابة بالحصبة 751 حالة اشتباه، و74 حالة تم تأكيدها، و تُوفِّيت حالتان ، و غالبًا كانت معظم هذه الحالات غير ملقحة.

إقرأ أيضاً.. بودكاست: ملقحون ضد كوفيد_19 يؤكدون عدم تضررهم من اللقاحات

يقول تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ، نُشر في أبريل 2023 ، إن الثقة في لقاحات الأطفال قد تراجعت في العديد من البلدان ، بنسبة تصل إلى 44 بالمائة.

و كشف تقرير “حالة أطفال العالم 2023: التحصين لكل طفل” ، أن الإدراك العام لأهمية لقاحات الأطفال قد انخفض خلال جائحة COVID-19 في 52 دولة من أصل 55 دولة شملتها الدراسة.

وأشار التقرير إلى أن عدد الأطفال الذين لم يتلقوا التطعيمات الروتينية خلال السنوات الثلاث الماضية بلغ 67 مليون طفل ، بين عامي 2019 و 2022 ، منهم 3.8 مليون طفل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لم يتلقوا التطعيمات الروتينية.

وأشار التقرير إلى أن من بين الدول التي تأثرت أكثر من غيرها في هذه المنطقة: اليمن وسوريا والعراق.

انتجت هذه المادة بدعم من منظمة انترنيوز Internews ضمن مشروع Rooted In Trust في اليمن