6 دقائق للقراءة 1085 كلمة
عوافي/ نجيب علي العصار:
توفي الأربعيني صالح التركي واثنان من أبنائه (بدر 15 عاما ومحمد 8 أعوام) إثر انهيار منزلهم في مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء ليلة الأحد الماضي بسبب الأمطار، بينما تعرض بقية أفراد العائلة لجروح مختلفة.
عائلة التركي واحدة من عشرات الأسر اليمنية التي تعرضت لخسائر في الأرواح والممتلكات بسبب الأمطار الغزيرة وتدفق السيول في مختلف المحافظات اليمنية خلال الأيام القليلة الماضية.
وبحسب إحصائية أولية لمصلحة الدفاع المدني بصنعاء، وصلت أعداد الضحايا نتيجة تدفق السيول والأمطار الغزيرة إلى 29 حالة وفاة بينهم 9 أطفال، وعشرات المصابين في أمانة العاصمة ومحافظات صنعاء وذمار والمحويت وعمران وريمة ومارب.
وقال اللواء عبد الكريم حميد معياد، مستشار المصلحة في تصريح لمنصة (عوافي) أن استمرار هطول الأمطار الغزيرة تسبب في تهدم كلي وجزئي لمنازل الكثير من المواطنين نتج عنها خسائر بشرية ومادية، مشيرا إلى أن الأمطار تسببت في نفوق مواشٍ وجرف بعض من مزارع المواطنين في بعض المحافظات.
قد يهمك .. كيف تساعد الطفل على تجاوز القلق من المدرسة
وطالب اللواء معياد، الحكومة بدعم مصلحة الدفاع المدني لتوفير المعدات الثقيلة لتتمكن من القيام بواجباتها القيمة في حماية وإنقاذ الأرواح والممتلكات، منوها بأن المصلحة ستقوم بتنفيذ مهامها الطارئة في خدمة المواطنين رغم إمكانياتها المتواضعة، حد وصفه.
ووفقا لعدد من سكان أمانة العاصمة تحدثوا لمنصة (عوافي) ألحقت السيول أضرارا متفاوتة بالعشرات من منازل مدينة صنعاء القديمة والمحال التجارية المحاذية للسايلة “ممر السيول” ما أثار هلع المواطنين من وصول سيول الأمطار إلى منازلهم.
تجاهل التنبيهات
ودفعت الأمطار الغزيرة المتواصلة الناجمة عن المنخفض الجوي الذي يضرب اليمن منذ أيام عدداً من العائلات التي تقطن منازل قديمة في الأحياء الشعبية إلى مغادرة منازلها تخوفا من حدوث انهيارات فيها نتيجة تدفق المياه بغزارة.
وتطلق مصلحة الدفاع المدني في صنعاء صفارات الإنذار المبكر في السائلة الرئيسية بأمانة العاصمة، تنبه المواطنين وسائقي المركبات لتجنب السير في السايلة نتيجة السيول القادمة من المناطق المحيطة بالعاصمة حفاظا على سلامتهم.
ورغم الإرشادات التي يقدمها الدفاع المدني حول تجنب استخدام مجاري السيول وعدم الاقتراب من تجمعات المياه التي عادة تكون حوافها قابلة للانهيار، إلا أن مشهد جرف سيول الأمطار للأشخاص ،خاصة الأطفال، والممتلكات مثل السيارات يتكرر في صنعاء وباقي المحافظات بشكل مستمر، كان آخرها حادثة جرف السيل للطفل مجاهد طلال اليمني ليعثروا على جثته في اليوم التالي بمنطقة الرحبة 20كم شمال صنعاء.
الحماية من الصواعق
دعت مصلحة الدفاع المدني بصنعاء الثلاثاء، جميع المواطنين للالتزام بطرق الوقاية من الصواعق في المنازل والأماكن المفتوحة وتحت الأشجار وأعمدة الكهرباء والمناطق المرتفعة، منبهة إلى أهمية فصل التيار الكهربائي عن الأجهزة المنزلية وتجنب الاستحمام الابتعاد عن النوافذ والأبواب المعدنية أثناء هطول الأمطار.
وبشأن الحماية من الصواعق في الأماكن المفتوحة، تنصح المصلحة بالابتعاد عن المركبات والدراجات والآلات الزراعية وتجنب السباحة والابتعاد عن المياه المفتوحة وعدم استعمال الهاتف إلا في الحالات الطارئة، بالإضافة إلى تجنب الوقوف تحت الأشجار العالية وأعمدة الكهرباء وأسطح المباني.
وفي سياق متصل نبه المركز الوطني للأرصاد المواطنين في المحافظات اليمنية، الممتدة من محافظة صعدة شمالًا حتى محافظة عدن جنوبًا إلى تجنب التواجد في مجاري وممرات السيول وضرورة توخي الحيطة والحذر من الانزلاقات الطينية والانهيارات الصخرية ومن تدني الرؤية الأفقية بسبب الأمطار والسحب المنخفضة الكثيفة.
كما حذر مرتادي البحر وربابنة السفن في أرخبيل سقطرى وخليج عدن والسواحل الشرقية والجنوبية من ارتفاع الموج واضطراب البحر.
مخاطر صحية ضحاياها الأطفال
التعامل غير السليم مع الأمطار وما تخلفه من تجمعات للمياه قد يعرض الأهالي وخاصة الأطفال لمخاطر صحية متعددة.
وفي هذا السياق ينصح أخصائي التغذية الإكلينيكية في هيئة مستشفى الثورة بمحافظة الحديدة غرب اليمن الدكتور بندر السامعي ، بمنع الأطفال من تذوق قطرات الأمطار الأولية التي تسقط بداية موسم الأمطار، لاحتوائها على مواد كيميائية ضارة وما يسمى بالأمطار الحمضية.
وحذّر السامعي ،في تصريح لمنصة (عوافي)، الأمهات من مخاطر البرودة الشديدة وتقلبات المناخ على صحة الأطفال وخاصة الرضع ، داعيا إلى المحافظة درجة الحرارة متوسطة، تفاديا للإصابة بالأمراض والعلل المناخية التي قد تلحق الأذى بصحتهم وتضعف مناعتهم.
وشدد على أهمية تقديم الأغذية والأطعمة المسلوقة بالشكل الصحي وبدرجة حرارة معتدلة من أجل تزويد أجسام الأطفال بالطاقة الحيوية والنشاط البدني والنفسي والاجتماعي.
وقال “لا بد من توفير التغذية السليمة بشكل يومي مع الالتزام بالنظافة الشخصية ونظافة الأكل والشرب خلال فترة التغيرات المناخية وتقلبات الطقس”.
الاختلاط بمياه المجاري
أفاد أخصائي الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور محمد علي الشهاب بأن الأماكن التي تتجمع فيها المياه بعد نزول الأمطار تعد إحدى مصادر انتشار العدوى للكثير من الأمراض، مشيرا إلى أن هذه المياه قد تختلط بمياه الصرف الصحي ما يجعلها أكثر خطرا.
وأكد الدكتور شهاب في تصريح لمنصة (عوافي) ارتفاع عدد الإصابات بأمراض التهابات الجهاز التنفسي في موسم الأمطار مثل التهاب الرئتين والحلق واللوزتين والزكام وكذلك الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق المياه الملوثة مثل الكوليرا والبلهارسيا والأميبيا أو الأمراض التي تسببها البعوض مثل الملاريا وأمراض حساسية الجلد نتيجة لدغات البعوض، منبها إلى أن تعرض الأطفال لبرودة الجو بعد المطر قد يجعلهم عرضة لالتهابات الجهاز التنفسي وخاصة الرضع والمواليد.
وتشهد اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم، منذ اندلاع الحرب في مارس 2015، إذ يحتاج أكثر من 24 مليون شخص، أي حوالي 80% من السكّان لمساعدة إنسانية، بمن فيهم أكثر من 12 مليون طفل.
اخترنا لك .. كيفية التخلص من التراكمات النفسية