6 دقائق للقراءة 1028 كلمة
عوافي /خاص
في أحدث تقاريرها عن الوضع الصحي حول العالم، أكدت منظمة الصحة العالمية، تسجيل أكثر من سبعة آلاف حالة اشتباه بالكوليرا في اليمن خلال العام الجاري.
وأشارت إلى أنه تم الإبلاغ عن الإصابات بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في اليمن خلال الفترة من يناير حتى نوفمبر من هذا العام.. وأن إجمالي عدد الوفيات بسبب المرض بلغ تسع حالات.
وبحسب المنظمة، يعود سبب تفشي الكوليرا في اليمن إلى الإجهاد الشديد الذي تعاني منه البنية التحتية للرعاية الصحية وتدهور الظروف الاقتصادية جراء الحرب.. إضافة إلى انخفاض تغطية التحصين الشاملة وقيود الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية.
تفشٍ سريع
بدورها، قالت إدارة عمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية (DG ECHO) التابعة للمفوضية الأوروبية، أن وباء الكوليرا يشهد تفشياً متسارعاً في اليمن مع تسجيل نحو ألف حالة جديدة خلال الأسابيع الأخيرة، تمثل ثلث الحالات المبلغ عنها منذ مطلع العام الجاري 2023.
وأكدت في بيان لها في الـ 10 ديسمبر الحالي، أن وباء الكوليرا شهد انتشاراً وتفشياً متسارعاً خلال الأسابيع الخمسة الماضية في ست محافظات في جنوب وشرق اليمن ومحافظتين في الشمال.
قد يهمك.. السل.. مشكلة صحية واجتماعية
ووفقا لـ (DG ECHO)، فإن عدد إصابات الكوليرا خلال هذه الفترة القصيرة يمثل ما نسبته 29% من إجمالي حالات الاشتباه المسجلة منذ مطلع العام الجاري 2023. والبالغة 3,111 حالة، كما تشكل حالات الوفاة 66% من إجمالي الوفيات المبلغ عنها هذا العام، والبالغة 12 حالة وفاة.
تحول الكوليرا إلى وباء
إلى ذلك حذرت منظمة أوكسفام من أن مرض الكوليرا في اليمن قد يتحول إلى وباء، مطالبة بإتخاذ إجراءات سريعة.
وعبرت عن قلقها من الارتفاع المقلق في عدد حالات الكوليرا المسجلة في اليمن خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تم الإبلاغ خلال الفترة من 2 أكتوبر إلى 3 ديسمبر، عن 1336 حالة مشتبه بها و11 حالة وفاة مرتبطة بها في جنوب البلاد، مرجحة أن الأرقام الفعلية قد تكون أعلى من ذلك بكثير لعدم وجود تقارير دقيقة.
ارتفاع عدد الحالات، أثار مخاوف من احتمال العودة إلى مستويات الكوليرا التي لم تشهدها اليمن منذ وباء 2016-2021، عندما تم تسجيل 2.5 مليون حالة إصابة و4000 حالة وفاة مرتبطة بها، وفي عام 2019.. وفقاً لأوكسفام التي أكدت أنه تم تسجيل 93 % من جميع حالات الكوليرا في العالم في اليمن.
ولفتت أوكسفام في بيان لها الخميس الماضي اطلعت عليه “المجلة الطبية”، إلى أنه وبحلول عام 2021، انخفض عدد الحالات بشكل كبير، بفضل برنامج التطعيم الناجح الذي حصن مئات الآلاف من اليمنيين، لكن نقص التمويل، وخاصة فيما يتعلق بتوفير اللقاح، يهدد بإبطال ذلك العمل الجيد.
وناشدت أوكسفام المجتمع الدولي بسرعة توفير التمويل الكافي للمساعدات المنقذة للحياة، وخاصة لبرامج الصحة والقدرة على الصمود وسبل العيش، وزيادة الجهود للتفاوض على سلام دائم وشامل في اليمن.
أكبر وباء للكوليرا في تاريخ اليمن
كشفت نتائج دراسة دولية أن سلالة البكتيريا المقاومة للأدوية الناتجة عن استخدام أدوية “الماكرولايد ” هي من تسببت بأكبر وباء للكوليرا في تاريخ اليمن.
الدراسة التي شارك فيها علماء من اليمن وأوروبا بقيادة البروفيسور نيكولاس طومسون من مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي (LSHTM)، ونشرتها مجلة “Nature Microbiology” أواخر سبتمبر الماضي؛ أكدت أن موجة الكوليرا التي شهدتها اليمن وبلغت ذروتها في يوليو 2017 وسبتمبر 2018. جاءت بعد الاستخدام الواسع النطاق للأزيثروميسين ومضادات حيوية أخرى من نوع ماكرولايد.
وأظهرت نتائج الدراسة _التي قامت بتحليل الجينوم لـ 260 عينة من العامل المسبب للكوليرا، وهو Vibrio cholerae، وتم جمع العينات في عامي 2018-2019_ أن السلالات “المحصنة” من ضمة الكوليرا ظهرت في اليمن نهاية عام 2018 نتيجة الاتصال الطويل الأمد لأسلافها بالمضادات الحيوية من فئة الماكرولايد. وأدى ذلك إلى ظهور أنواع أقل عدوى من البكتيريا التي تحمل جينات مقاومة للمضادات الحيوية، وتنقل هذه “القوة العظمى” إلى السلالة المعدية VcH.9.g، مما يجعلها محصنة ضد معظم الأدوية.
وبدأت سلالة VcH.9.g في الانتشار بسرعة كبيرة في جميع أنحاء اليمن عام 2019 لتحل محل جميع سلالات ضمة الكوليرا الأخرى، مما أدى إلى تفشي مرض الكوليرا الموسمي الشديد بشكل غير عادي وطويل الأمد في صيف عام 2019.
اقرأ أيضاً.. الكليات الطبية واحتياجات المجتمع.. خلل في المعادلة