18.2 C
اليمن
Home Featured البرد يضاعف طلب اليمنيين للمضادات الحيوية بشكل عشوائي

البرد يضاعف طلب اليمنيين للمضادات الحيوية بشكل عشوائي

0
البرد يضاعف طلب اليمنيين للمضادات الحيوية بشكل عشوائي
‏  4 دقائق للقراءة        702    كلمة

عوافي: خاص

 

“هات لي خلطة حق البرد” أكثر طلب يتلقاه الصيدلي أحمد مشرح من قبل مواطنين بأعمار مختلفة لا يحملون أي وصفة أو روشتة صادرة عن طبيب أو مستشفى.
ويقول الدكتور مشرح -في تصريح لـ عوافي – إن المقصود بـ “خلطة حق البرد” هو ثلاثة أقراص من ثلاثة أدوية مختلفة هي “السولبادين ، ون تو ثري ، الكافين” وأصبحت متعارفة بين الكثير من المواطنين بأنها الدواء المضاد لنزلات البرد والحمى.

وبينما يزيد الطلب على هذه الأصناف خلال فصل الشتاء بنسبة 85%، نتيجة لانخفاض درجة الحرارة وانتشار أمراض البرد أو أمراض الشتاء الموسمية، حد مشرح، يبلغ متوسط عدد الطلبات لهذا النوع من المضادات التي يتلقاها الصيدلي عبدالمجيد الوصابي خلال فترة دوامه ، 12 ساعة، في اليوم 15 طلباً.

ويوضح –لـ عوافي- بأن أكثر من 90% ممن يطلبون هذه المضادات التي أصبحت متعارفة شعبيا باسم “خلطة البرد” لا يحملون وصفة طبية رسمية “بعضهم يحملون ورقاً عادية بأسماء العلاجات كتبها لهم صديق أو قريب”.

سبع صيدليات من ضمن عشر تم اختيارها كعينة عشوائية لمعرفة أكثر الأدوية طلبا من قبل المرضى بدون وصفة طبية، قال العاملون فيها أن المضادات الحيوية “السولبادين ، ون تو ثري ، الكافين ” هي الأكثر طلبا، بينما قال اثنان أن خافض الحرارة للأطفال هي الأعلى، وكانت المنشطات الجنسية هي الأكثر طلبا عند واحد فقط.

ليست هذه الأنواع من المضادات الحيوية هي الوحيدة التي يطلبها الناس بشكل عشوائي ودون العودة إلى طبيب مختص، إذ يرتفع بشكل كبير الطلب على مختلف المضادات الحيوية بشكل عشوائي من قبل المواطنين خاصة في فصل الشتاء، وفقا للأخصائي الباطني الدكتور عماد الحمادي, حيث قال -في تصريح لـ عوافي- “هذا لا يحدث في اليمن فقط بل في الكثير من دول العالم الثالث، رغم تكرار التحذيرات الصادرة من أطباء أو مؤسسات طبية وجامعات”، وهذا ما أكدته دراسة أجرتها جامعات بريطانية ونشرت في مجلة بلوس ون وصفت استهلاك المضادات الحيوية بأنه يرتفع “بكميات هائلة” وحذرت من استمرار تنامي هذه الظاهرة.

قد يهمك..وصفات طبية لا يفك شفرتها غير الطبيب وبعض الصيادلة

ووفقا للدكتور الحمادي فإن الإفراط في استخدام بعض المضادات الحيوية يساهم في تحفيز مقاومة الميكروبات لهذه المضادات من خلال إحداث تغيرات على مستوى الكائنات المجهرية المسؤولة عن العدوى مثل البكتيريا، الفيروسات، الفطريات، أو الطفيليات وبالتالي تفقد هذه المضادات فاعليتها.

وعادةً ما تتكاثر الجراثيم النّافعة بعد التوقّف عن تناول المُضادات الحيويّة وتُعيد ترميم الأمعاء المُتضرّرة، ولكنّها قد لا تتمكّن من ذلك في حال التّعاطي العشوائي لهذه المُضادات، حد قوله.

وأفاد بأنّ تناول المُضادات الحيويّة بطريقةٍ مفرطةٍ وعشوائيّةٍ يجعل الجسم عرضةً للإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابيّة كالتهاب القولون التقرّحي على سبيل المثال، مضيفا قد تؤدّي أيضا إلى الإصابة بالسّمنة، وبالتالي التعرض لمخاطر الأمراض المرتبطة بزيادة الوزن.

مخاطر الاستخدام السيئ للمضادات الحيوية تنسحب أيضا على الأطفال بشكل كبير، خاصة هذه الأيام بسبب انخفاض درجة الحرارة وانتشار العدوى بين الصغار.

وفي هذا السياق حذرت أخصائية الأطفال الدكتورة فوزية المحمدي من استخدام المضادات الحيوية للرضع دون استشارة الطبيب لما قد تحتويه من مخاطر على صحته حينها أو في الفترة القادمة.

وقالت -في حديثها لعوافي- “هناك قواعد طبية مهمة يجب على الأمهات بالذات الالتزام بها عند استخدام المضادات الحيوية لعلاج أطفالهن” موضحة أن القواعد تحصل عليها من الطبيب المعالج الذي يشخص المرض ويعرف حجم الجرعة ومواعيدها.

وأجمع الأخصائيون (الحمادي، المحمدي، الوصابي ومشرح) بأن أهم أسباب لجوء الكثير من اليمنيين لاستخدام المضادات الحيوية بشكل كبير، هي ضعف الوعي بالأضرار الناتجة عن استخدامها، خاصة على الأمد البعيد، بالإضافة إلى أن معظم الصيدليات في اليمن تبيع المضادات الحيوية للناس بدون روشتة من طبيب.

وطالبوا السلطات الصحية بضرورة اتخاذ إجراءات حازمة تحد من بيع المضادات الحيوية للمرضى إلا عبر وصفة طبية صادرة من طبيب أو مستشفى أو مركز صحي.
ودعوا إلى استغلال مناسبة الأسبوع العالمي للمضادات الحيوية لنشر الوعي بين الأهالي بالطرق والقواعد السليمة لاستخدام هذا النوع من الأدوية حتى لا يتحول من علاج إلى مصدر للخطر على صحتهم.

اخترنا لك..التعامل الخاطئ مع المضادات الحيوية يضعف المناعة