18.2 C
اليمن
Home Featured تأهُّب منخفض لمواجهة الفيروس في اليمن

تأهُّب منخفض لمواجهة الفيروس في اليمن

0
تأهُّب منخفض لمواجهة الفيروس في اليمن
‏  6 دقائق للقراءة        1184    كلمة

جميل الجعدبي

في مقصورة مقتطعة من ممر عام، برواق المستشفى الجمهوري التعليمي بصنعاء، يستقبل مختصو الأوبئة مرضاهم للمعاينة وتلقي اللقاحات وقوفاً، فالحيّز المكاني لهذه العيادة الافتراضية لا يتسع لمساحة مقعد للطبيب وسرير طبيّ واحد، لاستلقاء المريض عليه.

ليوم واحد فقط، هو السبت 7 كانون الثاني/ يناير2023م، استقبلت هذه الزاوية الضيقة 53 حالة مرضيّة جديدة، و33 حالة قيد العلاج، في مؤشرٍ على تزايد أمراض أوبئة الجذام، واللشمانيا، والمايستوما، والجرب، حسب الطبيب على هزاع، المسؤول المختص عن هذه العيادة.

يروي هزاع للمشاهد أنهم اضطروا، أواخر العام الماضي، لنصب خيمة في فناء المستشفى لاستقبال الحالات المرضية، قبل أن يُصادَرَ موقع الخيمة، لأغراض أخرى قيل لهم إنها أكثر أهمية.

تكتظ عيادات وأقسام وممرات وباحات المشافي الطبية الحكومية والخاصة في مدينة صنعاء بالمرضى من مختلف الحالات والأوبئة. يتزامن هذا مع ظهور حالات متعددة من تفشي الأمراض المعدية من موسم إلى آخر، بشكل متزايد، كواحدة من نتائج وآثار استمرار الحرب والنزاعات المسلحة للعام الثامن على التوالي، وتدهور البنية التحتية للمنشآت الصحية، وتراجع مستوى خدماتها، وتأهبها لمخاطر تفشي الأوبئة، بما فيها كوفيد-19.

تأهب منخفض
بنحو 18 وحدة عزل غير مكتملة التجهيزات، و19 منشأة صحية، تستعد السلطات الصحية في صنعاء لمواجهة أي عودة محتملة لوباء كوفيد-19 في المدينة التي تجاوز عدد سكانها الـ7 ملايين نسمة، وهو أكبر تجمع سكاني في اليمن، وفقاً لأمين العاصمة صنعاء، حمود عباد.

قد يهمك..دور الصيدلاني في الترصد الوبائي واللقاحات كعوامل لمكافحة الأمراض المعدية

وبتمويل من البنك الألماني بلغ مليونين و150 ألف دولار، استكملت السلطات المحلية أواخر العام الماضي 2022م، تجهيز وافتتاح المرحلة الأولى من مشروع مركز العزل للحالات المشتبه إصابتها بكوفيد-19 في مستشفى الكويت الجامعي.

المشروع الذي نفذه مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع “اليونبس”، في إطار مشروع “تعزيز المرونة من خلال تحسين الخدمات الصحية في اليمن”، بسعة سريرية بلغت 33 سريراً، من المتوقع أن يستفيد من خدماته قرابة 2350 مريضاً في العام، حسب مسؤولي السطات المحلية والصحية في صنعاء.

ومع ذلك فإن معظم وحدات العزل الخاصة بجائحة كوفيد-19 بما فيها هذا المركز تعد تجهيزاتها بسيطة ولا تفي بالغرض، كما أنها تواجه صعوبات في تأمين الأوكسجين الكافي، كما أنَّ أسرَّة الرقود محدودة وغير كافية قياساً بعدد التجمعات السكانية، وحجم الأوبئة المنتشرة، وخطورة الجائحة ومستوى التأهب العالمي لها.

لا يختلف مستوى الجاهزية والاستعداد لمواجهة كوفيد-19 في المشافي الطبية الخاصة، عنه في المستشفيات الحكومية، فبحسب المدير الطبي بالمستشفى الأهلي، جمال الضلعي، يفيد للمشاهد تجهيزهم وحدة عزل خاصة للحالات المشتبهة بفيروس كوفيد-19، مكونة من 4 غرف فقط.

تأهُّب منخفض لمواجهة الفيروس في اليمن

وبالمثل تشير البيانات المفتوحة للمستشفى الألماني الحديث، إلى تجهيز إدارته لعدد 4 غرف مكتملة التجهيزات والمعدات الطبية اللازمة، كوحدة عزل خاصة لاستقبال الإصابات المشتبهة بكوفيد-19.

7 أسرَّة لكل 10 آلاف مريض
في ذروة انتشار جائحة كوفيد-19 في اليمن عام 2020م، كانت 50% من المنشآت الصحية في جميع أنحاء اليمن تعمل بكامل طاقتها، بينما كانت المنشآت الصحية التي تعمل تعاني بشدة من نقص في المتخصصين والأجهزة والأدوية، بما في ذلك أدوات الوقاية للأطباء والممرضين.

وفي هذا السياق رصد تقرير مشروع التصدي لجائحة كوفيد-19 في اليمن، الصادر عن البنك الدولي 2020م، عدم وجود أطباء في 18% من المديريات في جميع أنحاء اليمن، وانخفاض تغطية التطعيم بنسبة وصلت إلى 30%، بالإضافة إلى انخفاض شديد في توفر الأسرَّة في المستشفيات، بمعدل 7 أسرَّة لكل 10 آلاف من السكان.

وحسب بيانات البنك الدولي فقد “شكَّل وباء كوفيد-19 مخاطر صحية عامة فريدة في اليمن، بالنظر إلى تدهور النظام الصحي الضعيف أصلاً، وارتفاع مستوى الضعف لدى السكان”.

أقل البلدان في تلقِّي لقاح كوفيد-19
صنَّفت اليمن واحدة من أقل البلدان في نسبة تلقي اللقاح ضد كوفيد-19، وبنسبة 1.4% فقط من عدد السكان، حسب تقرير التنمية الإنسانية العربية 2022م، الصادر عن المكتب الإقليمي للدول العربية، التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي،.

وأشار التقرير المعنون بـ: “تعظيم الفرص لتعافٍ يشمل الجميع ويعزز القدرة على مواجهة الأزمات في حقبة ما بعد كوفيد-19″، إلى انخفاض معدلات الفحص لحالات كوفيد-19 المبلغ عنها رسمياً في اليمن إلى معدل 380 حالة لكل مليون شخص، وهو الأدنى في المنطقة، مع 69 حالة وفاة .

وترفع هذه المؤشرات من درجة المخاوف والنتائج الكارثية المحتملة في حال عودة كوفيد-19 إلى اليمن، وخصوصاً في ظل تدني مستوى الجاهزية والتأهب لمواجهة الجائحة.

اقرأ أيضاً..المضادات الحيوية في اليمن.. الأمان حين يتحول لمخاطر وتداعيات

ووفقاً لتقرير التنمية الإنسانية العربية 2022م، فقد تم الإبلاغ في حزيران/ يونيو 2022م رسمياً عن إصابة حوالي 13 مليون شخص بفيروس كوفيد-19 في المنطقة العربية، وحوالي 170 ألف حالة وفاة، فيما بلغ المتوسط العالمي لحالات كوفيد-19 المبلغ عنها رسمياً 69 ألف حالة لكل مليون شخص، و811 حالة وفاة”.

الأكثر عرضة لانعدام الأمن الدوائي
بحلول العام 2023م في صنعاء، والذي جاء متزامناً مع دخول فصل الشتاء، وانتشار أمراض الانفلونزا ونزلات البرد والزكام وغيرها من الأوبئة، بما يصاحب هذه الأمراض من أعراض مشابهة لأعراض فيروس كوفيد-19، تتزايد مخاوف سكان صنعاء من احتمالية عودة جائحة كوفيد-19، في ظل تدني مستوى استعداد السلطات الصحية لمواجهة الجائحة.

تأهُّب منخفض لمواجهة الفيروس في اليمن

إلى ذلك رجَّحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن يتدهور الوضع الإنساني في اليمن أكثر في عام 2023م، مشيرة إلى اعتماد 70 بالمائة من السكان على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.

وارتفع عدد اليمنيين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي عام 2023م إلى 19 مليون شخص، وبنسبة 63% من إجمالي عدد السكان، بزيادة قدرها 3 ملايين شخص مقارنة بـ16 مليوناً في العام الماضي، ونسبة 53% من عدد السكان.

وجاءت اليمن وسوريا والصومال في المراتب المتأخرة لبيانات المؤشر العالمي للأمن الصحي 2019 – الدول العربية، والذي صنف اليمن وسوريا الأكثر تعرضاً لانعدام الأمن الدوائي، بسبب الجائحة، وبسبب استمرار الصراعات الداخلية والأزمات الاقتصادية.

أنتجت هذه المادة بدعم من منظمة انترنيوز INTERNEWS ضمن مشروع ROOTED IN TRUST (غرفة أخبار الصحة) في اليمن و نشرت بالتتابع مع موقع “المشاهد”