4 دقائق للقراءة 767 كلمة
عوافي: أمامه الذبحاني
قدمت الثلاثينية وفاء القاضي دروس خصوصية لبعض الاطفال في سنواتهم التعليمية الاولى، غير ان الاجر الذي كانت تحصل عليه لم يكن يغطي الاجتياجات الاساسية كتوفير الخبز والماء والغاز المنزلي و(…..) لعائلتها.
بعد التفكير لوقت كافي قررت التوقف عن اعطاء الدروس الخصوصية والبحث عن طريق آخر لتوفير متطلبات الحياة لاسرتها خاصة بعد توقف راتب زوجها الذي كان يعمل مديرا ماليا في احدى مؤسسات الدولة والذي كان المصدر الوحيد لإعالة الاسرة.
توقفت القاضي عن الحديث واطلقت تنهيدة عميقة ثم قالت في حديثها لمنصة عوافي ” لم يكن يشغل بالنا اي شي أكثر من هم توفير إيجار المنزل” وهذا ما دفعها للتفكير في انشاء مشروعها الخاص.
وبما انها لم تكمل تعليمها الجامعي فقد فكرت بالشيء الذي تجيد عمله، وهنا توضح ” فكرت في عمل سندوتشات وبيعها لطالبات الحي، وكانت البداية بعشرة سيندويتشات فقط” وخلال ايام قليلة زاد الطلب على سندويتشات القاضي وبدأت تستقبل طلبات بعمل اكلات متنوعة.
لقد كانت تقوم بنشاطها من المنزل، لكن زيادة عدد الطلابات التي تصلها يوميا دفعها لفتح محل امام المنزل، وبدات بتنظيم نشاطها ووزعت الاكلات على ايام الاسبوع بحيث كل يوم تصنع اكلات محددة.
ومع مرور الوقت اشتهرت الوجبات التي تصنعها القاضي وبدأت باستقبال طلبيات خاصة بالمناسبات كالاعراس وحفلات الخطوبة وعقد القران واعياد الميلاد.
لم يعد موضوع توفير ايجار المنزل هو ما يشغل تفكير القاضي، ثمة اشياء أخر تسيطر على تفكيرها اليوم، كأن توسع نشاطها أو تفتح فروع للمحل في اماكن اخرى، حد قولها.
قد يهمك..تشوهات دائمة بسبب الختان بالطريقة التقليدية في اليمن
وتقول في ختام حديثها “لا توجد إمراة عاجزة أو فاشلة او(….) فقط على المرأة ان تتخلص من التشويش الذي يسيطر عليها والتفكير في الشيء او المهنة التي تجيد عملها ثم تبدأ مهما كانت البداية بسيطة”.
يبدو أن انقطاع المرتبات هي بداية كل قصة نجاح، فثملما بدأت القاضي في التفكير بايجاد مصدر دخل بعد انقطاع مرتب زوجها، كان انقطاع مرتب الاربعينية أمل عبدالفتاح هو الدافع للبحث عن فرص خلقت من خلالها قصة نجاح في زمن الحرب.
مرت ثلاث سنوات منذ توقفت حكومة صنعاء عن دفع مرتبات الموظفين في مؤسسات الدولة، بدات الكثير من العائلات تواجه صعوبات كبيرة في توفير لقمة العيش ومنها عائلة عبدالفتاح .
تقول أمل في حديثها لمنصة عوافي “لاحظت اهتمام بناتي في تصاميم الديكور وقررت ان استغل هذا الشغف وانميه ليصبح حرفة نعيل منها انفسنا ونقدم خدمات للجمهور” لقد كان الامر بحاجة إلى قوة قرار لتغامر بكل مدخاراتها التي تقدر بـ 400 الف ريال 800$ ، لشرى المستلزمات الاساسية لصناعة كورش العرسان.
لم يمنعها قلقها من البدء في مشروعها الذي دشنت التسويق له في محيطها القريب “الاقارب والجيران” إذ كانت تقدم لهم خدمات تصميم الكوش باسعار زهيدة ، حد وصفها، إذ كان الهدف في البداية تعريف الناس بالمشروع، وهذا ماحدث ، فخلال عام من اطلاق المشروع اشتهر نشاطها وارتفع عدد الطلب على منتجها بشكل كبير.
تقول عبدالفتاح “نجاح المشروع كسر حاجز الخوف … الان لو حدث اي انتكاسة للمشروع لن اصاب لليأس وسأبدأ من جديد خاصة بعد أن وفر لعائلتي هذا العمل حياة كريمة”
وفي هذا السياق أوضحت الاخصائية الاقتصادية الاء النزيلي بأن المرآة بطبيعتها قوية شخصية وعندها قدرة على الاصرار والنجاح خاصة في الوضاع غير الطبيعية كالازمات والحروب، مشيرة إلى أن معرفة المراة لنقطة قوتها هي البداية لتغيير حياتها الى الافضل.
ونصحت المراة اليمنية بالبحث عن الافكار الجديدة ومن ثم الانتقال الى الخطوة الثانية وهي البدء بتنفيذ المشروع مهما كانت البداية بسيطة، مشيرة إلى أهمية الاستمرارية في العمل هو سر النجاح حتى وانت كانت المكاسب قليلة في البداية، فالمهم هو الابداع والتميز في المنتج.
وبحسب حديث النزيلي لمنصة عوافي قد تواجه المشاريع الصغيرة بعض الصعوبات في بدايتها مثل المشاكل المالية وتحديات في استيعاب السوق للمنتج او خدمات المشروع خاصة اذا لم يتم دراسة السوق بشكل جيد، لذا نصحت بعمل دراسة شاملة لحتياج السوق والمنافسين بالاضافة إلى الجوانب المالية والتسويقية والمواد الخام .
وقالت “الدراسة الدقيقة تساهم في نجاح المشروع باسهل الطرق الممكنة ويجنبه الكثير من المخاطر والثغرات”.
ووفقا للنزيلي يظل التجديد والتطوير المستمر لأي مشروع لمواكبة احتياج العملاء، بالاضافة إلى الحفاظ على للتوازن المالي ونقطة التعادل في الربح والخسارة من اهم النقاط التي يجب على المرأة مراعاتها في ادارة مشروعها من أجل الحفاظ على النجاح الذي وصلت اليه.
اخترنا لك..موت الأجنة في الشهور الأخيرة من الحمل