22.2 C
اليمن
Home Featured تشوهات دائمة بسبب الختان بالطريقة التقليدية في اليمن

تشوهات دائمة بسبب الختان بالطريقة التقليدية في اليمن

0
تشوهات دائمة بسبب الختان بالطريقة التقليدية في اليمن
‏  5 دقائق للقراءة        967    كلمة

عوافي/ محمد غبسي

لم تمر أيام على فرحة الثلاثيني علي سعد قايد بارتزاقه مولوداً جديداً حتى ضغطت عليه الأسرة للقيام بختان ابنه البكر الذي انتظره أكثر من سبع سنوات.

أسرة علي التي تقطن في أحد قرى مديرية يريم محافظة إب وسط اليمن، لم تر أن عملية الختان صعبة ، خاصة والشخص الذي  يقوم بها  “الخمسيني غالب حسين” ينفذ هذه العمليات بشكل مجاني منذ أكثر من 30 عام.

وأخيراً استسلم علي للضغوط الأسرية وأخذ ابنه الى منزل غالب، وبعد دقائق معدودة انتهى الأخير من القيام بعمله كالمعتاد.

عاد سعد الى المنزل ليتفاجأ بأن ابنه يعاني من نزيف مستمر مع تورم في عضوه الذكري وبعد مرور 24 ساعة على العملية قرر اسعافه الى مركز صحي في منطقة تبعد حوالي 17 كم عن قريته، وهناك اخبره الطبيب بان عدم استخدام أدوات طبية خاصة تؤدي لتدهور الحالة الصحية.

لقد بدأ ذلك واضحا من خلال الجروح التي تركتها، إضافة إلى تعرض الجرح للتلوث والنزيف لعدم امتلاك الحاج غالب أدوات التطهير وإيقاف النزيف.. بحسب التشخيص الطبي للطبيب.

لم يستغرق الأمر نصف ساعة في المركز قام فيها الطبيب بعملية تنظيف ووضع المراهم وإعطاءه الأدوية اللازمة لوقف النزيف حتى بدأ نجله بالتوقف عن البكاء الذي استمر ليوم كامل.. حد قوله.

لا يقتصر الأمر على المعاناة التي قد يعيشها الطفل بسبب الختان من قبل غير المتخصصين ومن اكتسبوها بالتوارث، كما حدث لنجل علي، فصادق عبدالله “اسم مستعار” أكد تعرض ابنه لنزيف بالرغم من أن عملية الختان تمت في أحد المستشفيات في مدينة ذمار.

وأشار عبدالله إلى أن المختص الذي أجرى العملية لنجله في اليوم السابع بعد الولادة استمر لأكثر من ساعة وأنه لم يتمكن من قطع الجلد الزائد “القلفة” مرة واحدة، ما تسبب بحدوث نزيف لنجله.

وأضاف لمنصة عوافي بأن عملية شفاء نجله استمرت لأكثر من شهر استخدم خلالها الكثير من الأدوية والمطهرات والمراهم بعكس ما حدث لابنه الأكبر الذي شفي خلال أربعة أيام.

قد يهمك..حساسية الجلد.. الأسباب وطرق الوقاية

أخصائي الجراحة العامة الدكتور عبدالرحمن الصبري أكد بأن اجراء عملية الختان بأدوات غير نظيفة يؤدي لالتهابات، وكذلك الختان غير الكامل، وعدم تعقيم الأدوات وعملية المجارحة “التي تعقب عملية الختان” غير النظيفة كلها عوامل تسبب للطفل التهابات في عضوه الذكري.

وأشار الصبري الذي يعمل في مستشفى المؤيد بالعاصمة صنعاء في حديثه لمنصة عوافي إلى أن هناك عمليات ختان شديدة كازالة لحمية زائدة وقطع رأس الذكر أو جزء منه يؤدي لتشوه الذكر، وهناك طرق لعلاجها بحسب كل حالة.

ولفت إلى خطورة استخدام جهاز المخثر الكهربائي لإيقاف النزيف بعد عملية الختان الذكور لأنها قد تؤدي إلى موت الشرايين والأوردة وفي هذه الحالة يصبح بتر العضو الذكري ضرورة لا بد منها وخلال 24 ساعة، محذراً من استخدام الأدرنيالين في عملية الختان لأنها تؤدي لبتر القضيب.

 وفي حالات محدودة، يتم تأجيل عملية الختان عند إصابة الطفل باليرقان “الاصفرار”، ووزن الطفل أقل من .1.5. كيلوغرام، بينما يمنع إجراء عملية الختان في حال كان التبول من الإحليل، حد قوله.

وللختان فوائد صحية مختلفة تشمل “سهولة النظافة الشخصية، وغسيل القضيب، وانخفاض خطر عدوى الجهاز البولي، وتقليل خطر الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًا، والوقاية من مشكلات القضيب، وخفض خطر سرطان القضيب، إضافة إلى أنه يحد من سرطان عنق الرحم لدى زوجات الرجال الذين خضعوا لعملية الختان.. وفقاً لمؤسسة “مايوكليينك” الصحية.

ويُعرف الختان طبياً بأنه عملية استئصال جراحية للجلد الرقيق الأمامي الذي يغطي رأس العضو الذكري الذي يسمى “القلفة”، ويعد هذا الإجراء شائعاً إلى حد ما بالنسبة للمواليد الذكور في بعض أنحاء العالم.

 يستقبل طبيب الجراحة الدكتور محمد الشغدري  حالات عديدة من  لأطفال الذين تم ختانهم في المنازل ، حيث تعتقد بعض الأسر أن عملية الختان بسيطة وتأتي بأحد الممتهنين لهذا العمل لينفذها مستعينين بقصص نجاح حدثت مع بعض الأطفال، لكنهم لا يدركون أن المناعة تختلف من طفل لآخر وأن فشل عملية الختان قد تؤثر على صحة الطفل ومستقبله.

ورصد الشغدري الذي يعمل في مستشفى الثورة في إب حالات  التشوه للعضو الذكري التي تصيب أغلب الاطفال الذين تعرضوا الى ختان في المنازل ، تتمثل بـ “النزيف، وجرح العضو الذكري أو بتر جزء منه”.

ومن الصعوبة طبيا أن يتم علاج التشوهات الجسدية التي يصاب بها العضو الذكري بالطرق التقليدية المستخدمة في اليمن على أيدي “المطهر” الذي بالغالب لا يستخدم أي ادوات طبية معقمة .

من جانبه أوضح مساعد طبيب الدكتور عبدالرحمن نايف أن عملية الختان تتم بواسطة مشرط طبي معقم ومقصان خاصان بعمليات الختان، وتتم العملية بدقة وحذر شديد لأنها رغم بساطتها إلا أنها قد تتحول إلى عملية جراحية مفتوحة ومعقدة في حال نفذها أحد الهواة أو الدخلاء على المهنة.

وأشار نايف الذي ينفذ عمليات الختان في أحد المراكز الطبية في العاصمة صنعاء إلى أن صحة الطفل هي أهم ما يجب على الجراح أن يتأكد منها،  قائلا :”فلو كان يعاني من مرض ما فيجب على الاسرة عدم الاستعجال في عملية الختان”.

 ولفت الدكتور نايف إلى فوائد إجراء عملية الختان في وقت مبكر وأهمها أنها تتم قبل أن يكتمل نمو الجهاز العصبي لدى الطفل ما يقلل من الألم الذي يشعر به خلال العملية.

وبعد إجراء العملية تنصح منظمات صحية أممية  الوالدين بضرورة الحفاظ على منطقة الختان نظيفة وجافة قدر الإمكان، وتنظفها بالماء الدافئ، وكذلك عدم الضغط على القضيب أثناء حمل الطفل، والحرص على تغيير الحفاظ بشكل متكرر والتأكد من تثبيتها بشكل مريح وفضفاض، وعدم استخدام مناديل الأطفال على القضيب حتى يلتئم.

اخترنا لك..موت الأجنة في الشهور الأخيرة من الحمل