4 دقائق للقراءة 713 كلمة
عوافي/ ناصر الزيدي – ماهر البرشاء
قال أطباء ومسؤولون صحيون في اليمن إن الشائعات حول سلامة اللقاحات الفموية عرضت الأطفال اليمنيين للخطر، تزعم الشائعات، التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي وفي بعض المجتمعات ، أن اللقاحات غير فعالة ويمكن أن تسبب آثارًا جانبية خطيرة، وقد أدى ذلك ببعض الآباء إلى رفض تطعيم أطفالهم ، برغم أن اللقاحات من أكثر الطرق فعالية للوقاية من المرض.
اسبابها دينية او سياسية
وفي اليمن حذر مسؤولي الصحة من مخاطر الإشاعات الكيدية حول اللقاحات ، التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الأخرى ، وتثني الآباء عن تطعيم أطفالهم.
وقال الدكتور علي منصر المدير السابق لأحد المراكز الصحية بمحافظة أبين إن الإشاعات كاذبة وأن اللقاحات آمنة وفعالة، وحث الأهالي على تجاهلها وتطعيم أبنائهم حسب الجدول الزمني الموصى به.
قد يهمك .. كم يشتري اليمنيون خضروات وفواكه مقابل شراء القات؟
وأكد منصر “إن رفض أخذ اللقاحات كارثة صحية للأطفال، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة أو التخلف العقلي أو إصابات جسدية دائمة”.
وأضاف إن الشائعات تنتشر على الأرجح من قبل أشخاص يعارضون التطعيم لأسباب سياسية أو دينية، وحث الناس على الحصول على معلوماتهم من مصادر موثوقة مثل الأطباء والجهات الصحية الرسمية.
وقال منصر “الشائعات غير صحيحة، واللقاحات آمنة وفعالة وهي ضرورية لحماية الأطفال من الأمراض الفتاكة”.
عواقب الشائعات
كان للشائعات أثر مدمر على الأطفال في اليمن، ففي الأشهر الأخيرة ، حدثت زيادة كبيرة في عدد الأطفال المصابين بشلل الأطفال وفيروس الروتا، و في بعض الحالات يموت الأطفال نتيجة لهذه العدوى.
وطال أثر الشائعات النظام الصحي في اليمن، حيث يكافح العاملون الصحيون لإقناع الآباء بتطعيم أطفالهم ، مما يجعل من الصعب السيطرة على انتشار المرض.
يشارك الأربعيني “محمد أحمد” – وهو أب لخمسة أطفال من محافظة عدن – قصته على أمل منع الآباء الآخرين من ارتكاب نفس الخطأ الذي ارتكبه وأثر على صحة أطفاله.
اذ لم يتم تطعيم ابنه ، البالغ من العمر خمس سنوات ، ضد فيروس الروتا ، وهو مرض شائع في مرحلة الطفولة و يسبب الإسهال والقيء الشديد، ونتيجة لذلك أصيب أحمد بالفيروس وأصبح مريضا.
وقال “أحمد”: “كانت حقيقة صعبة لم أتخيلها من قبل، رؤية طفلي أمام عيني يفقد صحته شيئًا فشيئًا كان مفجعًا.”
وأضاف إنه رفض في البداية تطعيم ابنه بسبب الشائعات التي تقول بأن اللقاح غير آمن، لكن بعد مرض طفله أدرك أن الشائعات كاذبة.
إقرأ أيضاً.. التقزّم في اليمن
ووجه نصيحته للآباء قائلا: “كادت الشائعات تودي بحياة طفلي، أحث جميع الآباء على عدم ارتكاب نفس الخطأ الذي ارتكبته. اللقاحات آمنة وفعالة ، ويمكنها أن تحمي طفلك من مرض خطير.”
سلامة اللقاح
تعتبر اللقاحات الفموية آمنة وفعالة، ويتم مراقبتها وتنظيمها بعناية من قبل المنظمات الدولية ، ويتم اعتمادها فقط للاستخدام بعد اختبارات صارمة، وذلك بحسب مدير برنامج التحصين الموسع بمحافظة عدن فيصل الصاعدي.
ووفقا ل”الصاعدي” ففي محافظة عدن ، تم تطعيم واحد وعشرين ألف ومائة وأثنين وثمانين طفل عامي 2022/2023 بنسبة تطعيم تصل الى 87٪، ولم ترد تقارير عن وقوع اصابات او اضرار بسبب اللقاحات.
وأضاف أن الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا للقاحات خفيفة وتختفي من تلقاء نفسها، ويمكن أن تشمل هذه الآثار الجانبية الاحمرار والتورم والألم في موقع الحقن.
وأكد “الصاعدي” انه لا توجد آثار جانبية خطيرة مرتبطة باللقاحات الفموية، وإن الشائعات القائلة بأن اللقاحات الفموية تسبب ضررًا هي كاذبة وليس لها أساس في الواقع.
جدير بالذكر ان فيروس الروتا وشلل الأطفال هما نوعان من العدوى الفيروسية التي تصيب الأطفال، ويسبب فيروس الإسهال عند الرضع والأطفال الصغار، بينما يسبب شلل الأطفال الشلل أو الوفاة.
ويتم إعطاء لقاحات فيروس الروتا على ثلاث جرعات تبدأ من عمر شهرين، أما لقاح شلل الأطفال فيُعطى على أربع جرعات تبدأ من عمر شهرين.
انتجت هذه المادة بدعم من منظمة انترنيوز Internews ضمن مشروع Rooted In Trust في اليمن