5 دقائق للقراءة 863 كلمة
عوافي: أشجان عبدالجبار
توفي الستيني منصور العزير بعد أسبوعين من الصراع مع أعراض كورونا، تم خلالها نقله إلى أحد مستشفيات العاصمة صنعاء ليفارق الحياة هناك.
يقول ابنه خالد -الذي روى القصة لمنصة “عوافي”- بأن والده كان يعاني من أعراض كورونا المعروفة، وعند وصولهم الى المستشفى تعاملوا معه كحالة مرضية عادية وتم وضعه تحت العناية المشددة لمدة أسبوع، كلفتهم تلك الفترة ما يقارب ثلاثة ملايين ونصف، (5800 دولار).
وبحسب العزير، لم يلاحظ أي من الإجراءات والتجهيزات لاستقبال حالات كورونا، إذ كان يشارك والده في غرفة العناية المركزة مريضان أحدهم مصاب بجلطة دماغية والآخر بمشاكل في الكلى.
لم يلاحظ العزير أي استعدادات من قبل المستشفى لها علاقة بمواجهة الجائحة، فبدلا من تهيئة المستشفيات لاستقبال المصابين بكورونا ومتحوراته أصبحت المستشفيات تتعامل مع الحالات المرضية بشكل طبيعي باستثناء التكاليف المبالغ فيها.
هذه اللامبالاة من قبل القائمين على المستشفيات جعلت الثلاثيني خليل الصبري يشعر بالقلق كلما شاهد أخبار متحورات كورونا على وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل شكوى الكثير من الناس من أمراض تحمل نفس أعراض متحورات كورونا.
انتشار المرض ليس مصدر قلق الصبري الوحيد، ثمة أمر آخر يصيبه بالفزع، وهو جهل إدارات المستشفيات والمراكز الصحية لحقيقة انتشار جائحة كورونا ومتحوراته كأنها أصبحت من الماضي.
يجزم الصبري -في حديثه لمنصة “عوافي”- بأن جميع المستشفيات تتعامل بتجاهل مع كورونا ومتحوراته، مستندا في تعميمه إلى خبرته حيث يعمل مندوبا علميا لصالح إحدى الشركات الدوائية، ويقضي ساعات عمله اليومي متنقلا بين المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات.
ومن واقع خبرته، يرى صبري أن الإجراءات الوقائية اختفت مثل التعقيم عند أبواب المستشفيات والكمامات الطبية والتباعد، وفقا للصبري، عوضا عن استعداد هذه المنشآت للتعامل مع متحورات كورونا.
قد يهمك..ضبط 31 شهادة مزورة في مجال الطب خلال عام
كذلك، يشتكي الأهالي في معظم المحافظات من انتشار مرض تكاد تتطابق أعراضه من أعراض جائحة كورونا ومتحوراته مثل الرشح والتهاب الحلق والحمى الشديدة وضيق التنفس وألم المفاصل، في ظل عدم إصدار بيان من قبل الجهات الرسمية في صنعاء وعدن يوضح حقيقة ما يجري.
ومع ذلك، أوضح مسؤول الإعلام والتثقيف الصحي في وزارة الصحة بصنعاء قحطان حاجب، أن الوزارة تتعامل مع متحورات كورونا بنفس سياسة التعامل مع الجائحة حيث اعتمدت مبدأ ” لا تهويل ولا تهوين في مواجهة كورونا”، مستدركا “هناك بعض الاستعدادات لكنها تظل محدودة بسبب ضعف الإمكانيات الطبية اللازمة نتيجة للصراع وإغلاق مطار صنعاء”.
حاجب تحدث عن الاستعدادات التي نفذتها وزارة الصحة في صنعاء خلال النصف الثاني من عام 2020، مثل تحديد مراكز العزل وتشكيل لجنة عليا لمواجهة الجائحة والتنسيق بين الوزارات والمنظمات بالإضافة إلى حملات التوعية عبر وسائل الإعلام.
لكن كل ذلك اختفى تماما ولم يعد شيء منها قائم، فبحسب طبيب يعمل في مستشفى الكويت -فضل عدم ذكر اسمه- لم يعد مركز العزل الذي تم انشاءه في المستشفى يستقبل أي حالة، ليس لعدم وجود حالات ولكن لعدم توفر أية إمكانيات، بالإضافة إلى تعامل المستشفى مع من يحملون أعراض كورونا، بشكل طبيعي، حد قوله.
وعقب الجائحة الأولى قالت السلطة بصنعاء إنها اعتمدت استراتيجية “لا تهويل ولا تهوين” وذلك من أجل رفع معنويات المواطنين، وزيادة مناعتهم النفسية دون تخويفهم من الوباء، واعتبرت وزارة الصحة في صنعاء أن هذه السياسة نجحت في مواجهة الأوبئة في بلد يعاني فيه النظام الصحي من تدهور حاد جراء الصراع المستمر من 2015، إذ تقدر منظمات دولية أنه لم يعُد يعمل سوى نصف المرافق الصحية، التي تعاني هي الأخرى نقصا حادا في الأدوية والمعدات والكادر.
تختلف الصورة في مدينة عدن حيث يؤكد نائب مدير عام التثقيف والإعلام الصحي في وزارة الصحة في عدن إدريس محمد العيوي أن المستشفيات والجهات الرسمية المسؤولة تعمل من أجل تلافي القصور الذي حدث عند بداية الجائحة عام 2020، مبينا بأن سرعة انتشار الفيروس في البداية جعلهم غير قادرين على التعامل معه كما يجب.
وأفاد العيوي -في تصريح لمنصة “عوافي”- بأنه تم افتتاح أكثر من 24 مصنع أوكسجين بالإضافة إلى عدد من مصانع الأوكسجين في كل من محافظتي حضرموت وشبوة شرق اليمن، والبدء بتنفيذ مصانع لإنتاج الأوكسجين على مستوى كل محافظة.
وكانت مدينة عدن قد عانت خلال جائحة كورونا الأولى من نقص حاد في أسطوانات الأوكسجين، ما أدى إلى وفاة الكثير من المصابين بكورونا لعدم حصولهم على هذه الخدمة، حد قوله.
ويرى بأن الحل في مواجهة كورونا ومتحوراته يكمن في أخذ اللقاحات المجانية المتوفرة واتباع طرق السلامة، ولذا جهزت وزارة الصحة مخازن مركزية في عدن مبردة بثلاجات مركزية شديدة البرودة مخصصة للقاحات تحت إشراف خبراء محليين وخبراء من منظمة الصحة العالمية واليونيسف.
وفيما يتعلق بباقي المحافظات أفاد العيوي بأنهم ينقلون اللقاحات إليها عبر سيارات مخصصة من حيث الأمان ودرجة الحرارة، بمصاحبة جهاز تتبع وقياس الحرارة وعند وصولها المراكز الصحية بالمحافظات توضع في ثلاجات مخصصة.
ودعا المواطنين للحصول على اللقاح عبر مراكز صحية تم تخصيصها لتقديم هذه الخدمة في مختلف المحافظات، ويعمل فيها كوادر صحية تم تدريبهم على ذلك وبإشراف إدارة (مشروع كوفيد التحصين الصحي الموسع).
اخترنا لك..التلفونات الذكية والألواح الإلكترونية لا تحب عيون الأطفال