30.2 C
اليمن
Home Featured التلفونات الذكية والألواح الإلكترونية لا تحب عيون الأطفال

التلفونات الذكية والألواح الإلكترونية لا تحب عيون الأطفال

0
التلفونات الذكية والألواح الإلكترونية لا تحب عيون الأطفال
‏  5 دقائق للقراءة        892    كلمة

عوافي: دعاء المطري

 فقط، عندما يخلد إلى النوم، يزيح همدان السعيدي (10 سنوات) النظارة عن عينيه، ويضعها جوار وسادته ليتسنى له التقاطها صباحاً قبل أن يغادر السرير، إذ لم يعد باستطاعته الاستغناء عنها منذ عانى من ضعف النظر وألم أشبه بالوخز في عينيه خضع على إثرها للعلاج في المستشفى المغربي للعيون بصنعاء.

تقول نتائج الفحص الطبي أن السعيدي يعاني من التهابات تسبب له ألماً في العين، وهذا يأتي نتيجة البقاء ساعات طويلة أمام شاشات الألواح الالكترونية “آي باد، تلفونات، نوت باد”، إذ كان يقضي السعيدي ما يقارب سبع ساعات يوميا، بشكل متقطع، حاملا جهاز النوت باد متنقلا بين الألعاب.

يشعر والد السعيدي -الذي تحدث لمنصة عوافي- “بتأنيب الضمير” حسب قوله، فعلى مدار خمس سنوات لم يكن يهتم لمخاطر بقاء الطفل كل ذلك الوقت أمام شاشته الصغيرة، وقال لقد اشتكى قصي لوالدته من ألم في عينيه مع اكتسابها لوناً أحمر، منذ ثمانية أشهر.

وبينما عانت كثيرا عائلة السعيدي من أجل الحد من إدمان طفلها الألعاب الإلكترونية وتقليل عدد الساعات التي يسمح له بممارسة هذه الالعاب، نجحت عائلة راكان محمد (عام ونصف) في إبعاد الطفل تماما عن جهاز الآيباد، مستغلة صغر سنه، رغم أن ذلك لم يتم إلا بعد إصابته بضعف النظر وخضوعه للعلاج في ذات المستشفى.

انتشرت مؤخراً ظاهرة استخدام الأطفال -خاصة من سن سنة إلى خمس سنوات- للهواتف الذكية والألواح الإلكترونية بشكل مفرط مما أدى إلى إصابتهم بأمراض عضوية ونفسية، وفقا لاستشاري طب وجراحة العيون بمستشفى المغربي الدكتور طارق الدعيس، الذي يشرف على حالة راكان.

قد يهمك..الكلور في محطات تنقية المياه.. أضرار وخيمة

الدكتور الدعيس لاحظ زيادة كبيرة في عدد مرضى العيون من الأطفال ما بين العام والـ 3 أعوام خلال العام الماضي 2021 مقارنة بالخمس السنوات السابقة، التي شهدت ارتفاعاً في عدد المرضى من الأطفال بين سن الـ 5 إلى الـ10سنوات.

 وقال لـمنصة “عوافي”، إن الإفراط في استخدام الأطفال التليفونات الذكية والألواح الإلكترونية يؤدي إلى إجهاد وجفاف العين، والشعور بالألم وضعف التركيز، بالإضافة إلى تراجع قدرتهم على رؤية الأشياء البعيدة.

قدم الدعيس عدة حلول يمكن للأهالي العمل بها من أجل سلامة أبنائهم مثل رصد وقت محدد لاستخدام الألعاب الإلكترونية، حثهم على ممارسة الرياضة مع ضرورة إجراء الفحص الدوري للعيون.

وبحسب موقع “ويب طب”، فإن استخدام الهواتف والألواح الإلكترونية لساعات طويلة دون توقف، يعرض العين لعدة مشاكل صحية، وإصابتها بما تسمى ظفرة العين، والمياه البيضاء، حدوث سرطان في الأنسجة البصرية.

كما تصاب العين بالإجهاد والاحمرار وغبش الرؤية بالإضافة إلى ما يعرف بـ متلازمة جفاف العين، وهذا نتيجة تراجع معدل رمش العين عند استخدام الهواتف.

ليست الأضرار الصحية العضوية هي الوحيدة التي قد تلحق بالأطفال نتيجة إدمانهم على استخدام الألواح الإلكترونية والتليفونات الذكية، فبحسب رئيسة الوحدة النفسية في مستشفى الرسالة الأخصائية منيرة النمر، ثمة أضرار صحية نفسية قد تلحق بالطفل.

وأوضحت -في تصريح لمنصة عوافي- أن هذا السلوك يساهم في إصابة الطفل بأمراض مثل التوحد، سلوك عدواني، ضعف في التركيز، انخفاض معدل الذكاء وانعدام الثراء اللغوي واكتساب سلوك عدواني، نتيجة تأثره حد تقمص بعض الشخصيات العدوانية الموجودة في الألعاب الإلكترونية.

الأمر لا ينتهي هنا.. إذ تتذكر الدكتورة النمر كيف تفاقمت الحالة الصحية للطفل قصي (6 سنوات) نتيجة إدمانه على استخدام لعبة إلكترونية يومياً وبمعدل خمس ساعات تقريبا في اليوم، إلى حد التبول في ملابسه.

لقد تأثر الجهاز البولي عند الطفل، أصبح قصي يفضل العزلة معظم الوقت مندمجا مع ألعابه الإلكترونية وبدت عليه بعض ردات الفعل غير الطبيعية “تشبه إلى حد كبير أعراض التوحد”، لتبدأ الدكتورة النمر مرحلة العلاج بتقليل ساعات استخدامه الآيباد إلى أن تم منعه تماما.

وبحسب النمر كانت الخطوة التالية من علاج قصي تتمثل في إعادته إلى مجتمعه من خلال دمجه مع أصدقائه وانضمامه إلى نادٍ رياضي، بالإضافة إلى تشجيعه على ممارسة ألعاب الذكاء التي تساعد على التركيز وتنمية مداركه كلعبة حل الألغاز لتنمية المعرفة العلمية والثقافية.

النمر حمّلت الوالدين جزءاً من مسؤولية الحفاظ على الأطفال من إدمان الألعاب الإلكترونية، خاصة الأمهات، موضحة أن بعض الأمهات يتركن أطفالهن لأوقات طويلة مع التلفونات الذكية والألواح الإلكترونية أثناء قضاء فترة العصرية مع صديقاتهن أو عند الذهاب للتسوق.

وأوصت الأمهات بضرورة قضاء وقت مناسب مع الأطفال وفتح الحوارات معهم ومشاركتهم بعض الأنشطة والألعاب وتكليفهم ببعض الأعمال المنزلية المناسبة ومساعدتهم في الاعتماد على أنفسهم كي لا يظلوا حبيسين في الشاشات الصغيرة والعابهم الإلكترونية، حد وصفها.

في السياق ذاته أثبتت دراسة نفذتها الجمعية الطبية الأمريكية ونشرت في عدد من المواقع أن المخاطر التي يمكن أن تسببها الإلكترونيات على الأطفال كثيرة منها الأورام غير الخبيثة في الدماغ، الأذن والسرطان.

وصنفت منظمة الصحة العالمية إشعاع الهاتف الخلوي بأنه “مسرطن للبشر” حيث يمتص الأطفال أكثر من 60 في المائة من الإشعاع في الدماغ مقارنة بالبالغين، مشيرة إلى أن جلدهم وأنسجتهم ورقة عظامهم تسمح بامتصاص الإشعاع مرتين أكثر من الكبار.

واعتبرت المنظمة الأممية أن الجهاز العصبي النامي لهذه الفئة من الأطفال أكثر عرضة لأضرار إشعاع الهاتف الخلوي “مادة مسرطنة” وتأثيره على نشاط الدماغ ما ينعكس سلبا على تعليم وسلوك الطفل.

اخترنا لك..تأثير التكنولوجيا على علاقة مكفوفي اليمن بـ “لغة برايل”