اعتقادات خاطئة تساهم في انتشار سرطان الثدي

اعتقادات خاطئة تساهم في انتشار سرطان الثدي
‏  4 دقائق للقراءة        741    كلمة

حرمت العشرينية فوزية السياني طفلها الأول من الرضاعة الطبيعية بعد أن أخبرتها صديقتها بأن الرضاعة الطبيعية تؤدي إلى سرعة ترهل الثدي.

عوافي/ دعاء المطري

تقول السياني “كنت حديثة الزواج وما يزال هاجس الحفاظ على جمال الجسم مسيطراً عليَّ، لكنني دفعت ثمن ذلك السلوك من صحتي وصحة ابني الذي عانى كثيرا من الأمراض بسبب ضعف المقاومة عنده” ، بحسب قولها مضيفة أنها حرصت على إرضاع ابنها الثاني منذ ولادته.

وأفادت – في تصريح لذمار نيوز- بأن لدى الفتيات حديثات الزواج اعتقادات خاطئة في ما يتعلق بصحة الصدر وسلامته وعلاقة ذلك بالرضاعة الطبيعية.

قد يهمك..الهدنة لم توقف النزوح في اليمن

وفي هذا السياق توضح أخصائية النساء والولادة الدكتورة أمل العراسي أن فوائد الرضاعة الطبيعية بالنسبة للأم تبدأ منذ اللحظة الأولى، حيث أن الرضاعة الطبيعية تعمل على تقليل النزيف في ما بعد الولادة.

وقالت العراسي – في حديثها لمنصة عوافي- “النساء اللاتي لا يرضعن أطفالهن معرضات لنزيف ما بعد الولادة أكثر من غيرهن”، مشيرة إلى أن الرضاعة الطبيعية تحمي المرأة من الإصابة بسرطان الثدي.

حالتان فقط تمنع فيها الرضاعة الطبيعية

ذكرت دراسات عديدة أن النساء اللاتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية نسبة تعرضهن لسرطان الثدي أقل بـ 26% من اللاتي لا يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية، وأوضحت أن المبايض في حالة الرضاعة الطبيعية تكون خاملة وبالتالي لا يوجد تبويض أي لا يوجد هرمون “الأستروجين ” وهو أكثر هرمون مسؤول عن الإصابة بسرطان الثدي.

ووفقا للعراسي تعد الرضاعة الطبيعية عند الكثير من الأمهات من موانع الحمل خاصة في الستة الأشهر الأولى.

وقالت “لا توجد أسباب وجيهة وطبية تمنع الأم من إرضاع طفلها إلا في حالتين، الأولى إذا كانت الأم تعاني من مرض السل المفتوح والثانية إذا كانت مصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة- الإيدز”.

90 ألف حالة

تشهد حالات الإصابة بسرطان الثدي في اليمن ارتفاعا ملحوظا وفقا لاستشارية علاج الأورام بالمركز الوطني لعلاج الأورام بصنعاء الدكتورة أماني البعيصي.

وقالت – في تصريح لمنصة عوافي- “بلغت الحالات المسجلة في المركز الوطني لعلاج الأورام 90 ألف حالة وهذا عدد صادم” ، مضيفة “هذا سبب أول يجعل النساء حريصات على تجنب الإصابة من خلال الابتعاد عن كل عوامل الخطر ومن هذه العوامل الامتناع عن الرضاعة الطبيعية”.

وتتصدر الإصابات بسرطان الثدي قائمة الإصابات التي يسجلها المركز، فبينما بلغت نسبة الإصابات بسرطان الثدي 14.9% من نسبة الإصابات حتى عام 2019، ارتفعت في عام 2021 لتصل إلى 16% من إجمالي الحالات التي استقبلها المركز ،بحسب الاحصائيات الصادرة عن المركز.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية والمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان، فإنه للحصول على فوائد الرضاعة الطبيعية في الوقاية من سرطان الثدي،  لا بد من ممارستها لمدة 6 أشهر على الأقل كحد أدنى.

من جانبها تؤكد استشارية طب الأطفال والمواليد، الدكتورة نورا نورالدين، أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي، لافتة -في تصريح لمنصة عوافي- إلى أن الرضاعة الطبيعية تساعد أيضا على انكماش الرحم بعد الولادة، وبدورها تقلل من سرطان المبيض وتمنع ارتفاع الضغط والسكر.

اقرأ أيضاً..أهمية الرضاعة الطبيعية لصحة الطفل وبناء مناعته

فوائد أخرى

يحتوي حليب الأم على مضادات عديدة منها “بكتيري، أميبي، فيروسي، فطري” وفقا لـ نور الدين التي بينت بأنه يعد من عوامل نمو خملات الأمعاء، إنزيمات هاضمة الحليب، غذاء البكتيريا الصديقة في الأمعاء وأجسام مضادة”.

ونوهت بأن حليب الأم يخفف من خطر الإصابة بعدة أمراض منها “الربو، حساسية الجلد، حساسية العين، ارتفاع الضغط مستقبلاً، أمراض تصلب الشرايين، الإسهال، الالتهاب الرئوي والتهاب الأذن والحلق” بالإضافة إلى أنه يقوي العلاقة بين الأم والرضيع، ويرفع معدل الذكاء، ومن خصائصه أنه سهل الهضم رغم امتلائه بالمعادن والفيتامينات والبروتينات والدهنيات والسكريات.

 و توصي الدكتورة نور الدين الأمهات المقبلات على الولادة “بضرورة الرضاعة الطبيعية حفاظا على سلامتها وصحة طفلها، مشيرة إلى أن الأبحاث والدراسات الحديثة تكشف كل يوم عن فوائد عديدة لحليب الأم”.

أنتجت هذه المادة بدعم من منظمة انترنيوز INTERNEWS ضمن مشروع ROOTED IN TRUST (غرفة أخبار الصحة) في اليمن و نشرت بالتتابع مع موقع “ذمار أونلاين”