اليمن: عودة أمراض الطفولة القاتلة إلى الواجهة

اليمن: عودة أمراض الطفولة القاتلة إلى الواجهة
‏  12 دقائق للقراءة        2352    كلمة

مطلع العام الجاري بمحافظة حجّة اليمنية “شمال”، لاحظت حليمة محمد -اسم مستعار لأسباب احترازية خوفاً من أن يتعرّف عليها محيطها القريب ويتسبب لها بمشكلات أسرية- بأن طفلها البالغ من العمر سنتين قد تأخر في المشي على قدميه، وبدأت علامات ضمور في أطرافه بالظهور.

عوافي/رأفت النبهاني

تكابد حليمة الأمرّين كونها قلقة على طفلها الوحيد، وخائفة من ردود فعل أسرتها ومجتمعها المؤمنين بأن لا فائدة من اللقاح ضدّ شلل الأطفال، خاصةً بعد أن ترسّخت في العاصمة صنعاء والمحافظات التابعة لسطلتها منذ شباط/ فبراير 2023 حملة متصاعدة من الارتياب إزاء المساعدات الطبية والغذائية القادمة من الخارج، اعتبرها الكثير دعاية مناهضة للقاحات، مما أثار شكوكاً حول الحقائق العلمية الثابتة، وزرع الخوف والشك في نفوس الآباء.

شلل الأطفال يعود من جديد

في العام 2005، شهد اليمن آخر حالة إصابة بشلل الأطفال، وقد عمل بجدٍ منذ ذلك الحين للحفاظ على مستويات المناعة من خلال استخدام اللقاح الفموي لشلل الأطفال على نطاقٍ واسع.

عاود المرض ظهوره مرّة أخرى خلال سنوات الحرب الأخيرة، إذ أعلنت المنظمة الأممية المعنية بالطفولة (يونيسف) في 25 آب/ أغسطس 2020، عن عودة تفشي شلل الأطفال في البلاد. أرفقت المنظمة إعلانها بإحصائية أولية لخمس عشرة حالة قالت إنه تمّ الإبلاغ عنها وهي مصابة بالفيروس المسبب للمرض من النوع 1 (CVDPV1). هذه الحالات تم الكشف عنها -بحسب اليونيسف- في مناطق مختلفة من محافظة صعدة “شمال غرب”، وقد تأخر الكشف عنها سنتين بسبب عدم وصول عينات الفحص إليها في العام 2018.

 

فرصة واحدة قد تؤدّي إلى الوفاة

تصنّف منظمة الصحة العالمية شلل الأطفال بأنه “مرض شديد العدوى، يصيب في الغالب الأطفال الصغار، ويهاجم الجهاز العصبي ويمكن أن يؤدي إلى شلل في العمود الفقري والجهاز التنفسي، وفي بعض الحالات يؤدّي إلى الوفاة”.

وفي سردها لتاريخ لقاحات شلل الأطفال، تقول المنظمة إنه على الرغم من كون لقاح شلل الأطفال الفموي “آمناً وفعّالاً”، يحدث “في المناطق التي تكون فيها تغطية التطعيم منخفضة”، أن “يبدأ فيروس اللقاح الضعيف الموجود أصلاً في اللقاح الفموي بالانتشار في المجتمعات غير الملقحة”.

وعندما يحدث هذا، مع ترك الفرصة للفيروس بالانتشار لفترة كافية من الوقت، “فقد يعود وراثياً إلى أن يصبح فيروساً قوياً قادراً على التسبب بالشلل، مما يؤدي إلى انتشار ما يُعرف باسم فيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاح  (CVDPV).

الكشف عن أكثر المحافظات اليمنية تسجيلاً لإصابات شلل الأطفال
حالات شلل الأطفال خلال الفترة من سبتمبر/أيلول 2021م، وحتى أواخر فبراير 2023م

لماذا عاد المرض؟

مثل أي مرض فيروسي المصدر، يتطلب شلل الأطفال الوقاية باللقاح، وهذا أكثر جدوى من معالجته بالأدوية لاحقاً، ولأن الفيروس كان يصيب الأطفال الصغار (عادةً تحت سنّ الخامسة)، يفيد إعلان اليونيسف بأن السقف العمري للأمان من الإصابة به هو سنّ الثالثة عشرة.

اعتمدت السلطات الصحية في اليمن في العام 2015 تلقيح الأطفال بالحقن العضلي ضد هذا المرض، وعلى الرغم من إعلانها أن عدد الأطفال المستفيدين من اللقاح في كل حملة تطعيم بمئات الآلاف، عاود المرض انتشاره ابتداءً من محافظة صعدة، التي يكاد يكون فيها التلقيح منعدماً خلال السنوات الماضية.

تشير إحصائية رسمية لوزارة الصحة التابعة لما تسمى بالحكومة الشرعية بوجود 228 حالة إصابة بشلل الأطفال في عموم المحافظات اليمنية، تركّزت معظمها في المناطق الشمالية خلال عامي 2021 و 2022.

يقول عبده سالم “اسم مستعار” – أحد المشرفين على لجان التحصين الميدانية التابعة لمكتب الصحة بمديرية المواسط، تعز – “لعبت الحرب دوراً محورياً في حرمان أطفال اليمن من أخذ اللقاحات اللازمة لسلامة نموّهم، وليس فقط لقاح شلل الأطفال، فقد أعادت الحرب أمراضاً وأوبئة أخرى، كالحصبة والحصبة الألمانية، الكوليرا، الدفتيريا، والسعال الديكي … وغيرها”.

وأفاد بأن الأرقام الرسمية المسجّلة تشير إلى إصابة نحو 27000 حالة بالحصبة والحصبة الألمانية في عام 2022، بما فيها 220 حالة وفاة، ومنذ مطلع العام الجاري ارتفع عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالحصبة والحصبة الألمانية إلى نحو 34300 حالة، بما في ذلك 413 حالة وفاة.

يضيف سالم “الانهيار الذي أصاب قطاع الخدمات الصحية خلال سنوات الحرب، أدى إلى تضاؤل مخزون اللقاحات بسبب استمرار الأعمال القتالية التي توقفت على إثرها حركة الواردات إلى البلاد، كما أن الانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي خلال سنوات الحرب الأولى، أدت بدورها إلى تلف اللقاحات المخزّنة في المرافق الصحية.”

يُردف سالم قائلاً “ما يحدث الآن من انتشار لحالات الإصابة بأمراض الطفولة بين الفترة والأخرى سببه عدم وجود حملات تحصين مخططة ومجدولة ومنظّم لها، بل ويتم تأجيل بعضها لأسباب غير معروفة، وما كان للحملات التي نفّذت خلال سنوات الحرب أن تُنفّذ إلا بدعم وتمويل من المنظمات الخارجية”، في إشارة إلى منظمتي الصحة العالمية واليونسيف.

هل اللقاح آمن؟

مؤخراً أصبحت عودة انتشار شلل الأطفال موضوع سجال بين ما تُسمى بالحكومة الشرعية وسلطات صنعاء، حيث اتهم وزير الصحة في ما تُسمى بالحكومة الشرعية قاسم بحيبح سلطات صنعاء بتنظيم فعالية تناهض لقاحات شلل الأطفال، اعتبرها “حملة ضد اللقاحات برعاية رسمية”، في إشارة إلى المحاضرة التي نظمتها مؤسستان تابعتان لحكومة صنعاء في شباط/ فبراير الماضي بعنوان “خطورة اللقاحات على البشرية” وصفها بأنها تهاجم اللقاحات وتحذّر من خطورتها على البشرية. كما اعتبرت وزارته تنظيم فعالية ضد اللقاحات “تصرّفاً طائشاً” و”مغامرة بمستقبل أطفال اليمن”.

وكان الوزير نفسه اتّهم مطلع العام 2022 سلطات صنعاء بعدم قبول تنفيذ حملة وطنية للتحصين ضد شلل الأطفال في مناطقها “وسط وشمال”، مع العلم أن آخر حملة “طارئة” نُفّذت في مناطق سلطة حكومة صنعاء كانت في كانون الأوّل/ ديسمبر 2021.

والحال أن سلطات صنعاء لم تعلن ممانعتها للقاح رسمياً، لكنها تنتهج نوعاً من الارتياب والتشكيك إزاء المساعدات الطبية والغذائية القادمة من الخارج. ففي أواخر كانون الثاني/ يناير 2023، وبحضور مسؤولين من وزارة الصحة، ناقش مجلس النواب التابع لسلطة صنعاء مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة في مناطق سيطرتها، ومن ذلك “وفاة عدد من الأطفال بسبب انتشار شلل الأطفال والحصبة”. وطالب النواب في الجلسة نفسها بحضور وزير الصحة بإيلاء هذه القضية اهتماماً خاصاً، بما في ذلك التحقيق في أسباب وفاة الأطفال و”محاسبة المقصّرين”، كما طالبوا بـ”توفير اللقاحات وبرامج التحصين ورفع مستوى الوعي الصحي في التعاطي مع الأمراض والأوبئة المنتشرة”.

في اجتماع لاحق عُقد في 18 شباط/ فبراير الفائت خارج قبة البرلمان بصنعاء، بين رئاسة مجلس النواب وبعض الوزراء من بينهم وزير الصحة، تمّ توجيه قيادة الوزارة بتحمّل مسؤوليتها “في ترصد الأوبئة والعمل على مكافحة انتشار مرض شلل الأطفال والحصبة وغيرها”. وبما يشبه اللوم، “حثّت” رئاسة البرلمان مسؤولي الوزارة على تنفيذ توصية مجلس النواب التي كان الوزير التزم بها “في آخر جلسة”، وتنصّ على تنظيم حملة تحصين للأطفال “من منزل إلى منزل”.

وفي الوقت الراهن، تعتزم حكومة صنعاء تفعيل اهتمام وزارة الصحة التابعة لها بالتحصين الروتيني ضد الأمراض والأوبئة التي تظهر في اليمن وتفعيله في جميع المرافق الصحية وضمان استمراريته، حسب ما تطرّق له نائب وزير الصحّة مطهّر المروني أثناء حضوره جلسة مجلس النواب المنعقدة في 20 آب/ أغسطس الماضي.

فوبيا اللقاحات

ليست هذه المرة الأولى التي يدفع فيها أطفال اليمن فاتورة الحرب الباهظة، ففي أواخر العام 2022، توفي عشرة من أصل تسعة عشر طفلاً مصاباً بسرطان الدم “لوكيميا” جراء حقنهم بأدوية تبيّن لاحقاً أنها “منتهية الصلاحية”، بحسب إعلان سلطات صنعاء.

شكّل هذا الحدث وغيره مخاوف من اللقاحات لدى الناس في مختلف المناطق اليمنية، وتحديداً مناطق سيطرة ما تسمى بالحكومة الشرعية – التي تظهر فيها حالات إصابة بشلل الأطفال أيضاً ولكن بنسبٍ أقل – وانعكس ذلك على ردود أفعالهم أثناء حملة التحصين ضد شلل الأطفال من منزل إلى منزل، والتي نُفّذت في آذار/ مارس 2023. ففي محافظة تعز “غرباً”، حيث لوحظ ارتفاع نسبة الآباء والأمهات الممانعين تلقيح أبنائهم أكثر مما كان عليه في الحملات السابقة.

 ووفقاً لأنشطة المراقبة التي تقوم بها منظمات أممية في اليمن بعد الحملة والمحادثات مع أولياء الأمور فإن الدافع في الغالب ما يتم تداوله من تحذيرات بشأن خطورة اللقاحات والتي يتلقاها الآباء على وسائل التواصل الاجتماعي وفي مجموعات الواتس آب، حدّ وصفهم.

وفي ما يخص سلامة اللقاحات المستخدمة في تلك المناطق يقول عبده سالم “صحيح أن اللقاحات التي تصلنا تمر بظروف وعوامل مختلفة، وغالباً ما تصل هذه اللقاحات وهي بحالة درجة ثانية، أي أنها لم تفقد فعاليتها بعد، إلا أنه حال وصولها فإننا نقوم بحفظها بأماكن مهيأة لذلك، كما أنها تتعرض لاختبار الصلاحية والمبين على العبوة ذاتها”.

ويضيف “وهناك عدد من الخطوات والقواعد التي تسير عليها لجان التحصين الميدانية في استخدامها الاستخدام الأمثل كحفظها في درجة برودة معينة، واستخدام العبوة لمدة لا تزيد عن 6 ساعات بعد فتحها”.

تحديات تواجه جهود التحصين

إلى جانب تلك الأحداث وفوبيا اللقاحات فإن المعتقدات الدينية التي يؤمن بها بعض الآباء في المناطق المستهدفة بحملات التحصين في أرياف محافظة تعز تلعب دوراً هاماً في توسيع دائرة الإصابة بشلل الأطفال.

تقول إخلاص محمد – إحدى عاملات فرق التحصين ضدّ شلل الأطفال من منزل إلى منزل في قرى مناطق الأهجوم، صَبُن، المَصلى، والأحكوم بمديرية المواسط في محافظة تعز – “بعض أرباب الأسر يعتقدون بأن لا فائدة من اللقاح، ويؤمنون بأن المرض والشفاء من الله، ويقولون بأنهم لم يتلقوا هذه اللقاحات منذ كانوا صغاراً، وهم الآن ينعمون بالصحة، ولا يريدون لأبنائهم أخذها”.

أثناء نزولها الميداني لتأدية عملها تواجه إخلاص وزميلاتها صعوبات أخرى تتمثل بإخفاء بعض النساء لأبنائهن في المنازل ورفض اللقاح خوفاً من أن يسبب السماح بذلك مشكلات أسرية.

تضيف إخلاص “بعض النساء يقمن بإخفاء إبنائهن والبعض الآخر يمتنعن من إخراجهم من المنازل لتلقي اللقاح بسبب خوفهن من تهديد أزواجهن لهنّ بالطلاق إن فعلن ذلك”

وعن كيفية التصرّف إزاء هذه المواقف، تقول إخلاص “نتعامل دائماً بحذر مع هذه النسوة، ونحاول التركيز على تطعيم كل طفل نواجهه في طريقنا خلال مرورنا في المناطق المستهدفة”. وتضيف “أحياناً نقوم بتلقيح الأطفال خارج منازلهم وبدون علم أهاليهم، وأحياناً أخرى نقوم بإعطائهم حلوى ليستجيبوا لذلك، مع الأخذ بعين الاعتبار ألا نقوم بوضع علامة على إصابعهم تدلّ على أنهم تلقوا اللقاح، هذه مسؤولية أُلقيت على عاتقنا ونحن محاسبون عليها أمام الله”.

وما يصعّب المهمة أكثر أمام إخلاص وزميلاتها ليس وعورة الطرق وصعوبة الوصول إلى تلك المناطق فحسب، بل غياب حملات التوعية بأهمية هذه اللقاحات. تقول إخلاص “لا تكاد ترى حملاتٍ للتوعية بأهمية اللقاحات إلا خلال أيام تنفيذ الحملة “ميدانياً”، خصوصاً بعد أن تقسّمت وسائل الإعلام بين سلطتين”.

ويشير برنامج الأمم المتحدة إلى أن هناك عدداً من التحديات التي تواجه جهود التحصين ضد شلل الإطفال في اليمن كانخفاض مستويات المناعة بشكل متزايد عند الأطفال. ومع الانخفاض السريع في نسب التغطية لحملات التحصين، من المتوقّع ارتفاع معدّلات الوفيّات بشكل كبير مع استمرار ارتفاع معدّلات سوء التغذية.

حملة تحصين جديدة

في الأثناء أعلنت وزارة الصحة التابعة لما تسمّى بالحكومة الشرعية عزمها إطلاق حملة تحصين طارئة لـ”مليون ومائتي ألف” طفل دون سنّ الخامسة ضدّ مرض الحصبة والحصبة الألمانية في مناطقها، وذلك في 23 أيلول/ سبتمبر الجاري.

الحملة التي تستمر ستّة أيام ستشمل 121 مديرية في المحافظات الجنوبية والشرقية، بمشاركة 3025 فرقة صحيّة، تضمّ 6897 عاملاً صحّياً.

الأرقام غير مفزعة لكنها البداية

تفيد إحصائية وزارة الصحة التابعة لما تسمى بالحكومة الشرعية بوجود 228 حالة إصابة بشلل الأطفال، بينما تفيد وزارة الصحة التابعة لسلطة صنعاء أن العدد 226. يبدو الرقم متواضعاً، لكن الأمر ليس هيّناً عندما يتعلق بحياة أطفال يتربص بهم الموت أو ينتظرهم مستقبل مفخخ بالإعاقة.

ينبغي الأخذ بالاعتبار تنويه منظمة الصحة العالمية حول تحوّل “الفيروس الضعيف” الموجود في اللقاح إلى “فيروس قوي” عندما تكون تغطية التحصين ضعيفة. فحين ندقق في إعلان المنظمة عن خلوّ اليمن من فيروس شلل الأطفال، فقد كان المقصود شلل الأطفال البرّي، بينما المتفشي حالياً هو شلل الأطفال المشتق من اللقاح، وهو – بحسب المنظمة – ناتج عن انحسار نطاق التحصين.

ولأن هذا المرض “شديد العدوى”، يرى مراقبون أن الرقم هذا لن يلبث أن يتضاعف إذا ما استمر اعتبار اللقاحات “غير آمنة ولا فعّالة” أو أن مكوناتها عبارة عن “وسخ وسموم”، كما جاء في أدبيات إحدى الندوات التي رعتها حكومة صنعاء مطلع شباط/ فبراير الماضي.

قلق دولي إزاء شلل الأطفال

لا تزال منظمة الصحة العالمية تعبّر عن قلقها وتعتبر انتشار شلل الأطفال في إقليم شرق المتوسط “طارئة صحية مُلحة… تسبب قلقاً دوليّاً”. وفي العاشر من شباط/ فبراير الفائت، عقدت اللجنة الفرعية الإقليمية المعنية باستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته اجتماعها الرابع، منوهة بضرورة استمرار كل من أفغانستان، جيبوتي، مصر، باكستان، الصومال، السودان واليمن، بـ”التصدي لسريان فيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاحات”. كما أصدر أعضاء اللجنة “بيانين بشأن اليمن وأفغانستان، طالبوا فيهما بإتاحة اللقاحات لجميع الأطفال دون انقطاع”.

إذا تم تحصين السكان بشكل كافٍ، فستتم حمايتهم من كل من فيروسات شلل الأطفال البرية والمشتقة من اللقاح.

أنتجت هذه المادة بإشراف خبراء من مؤسسة “تومسون رويترز” ضمن برنامج زمالة “نحو صحافة صحية فاعلة”