21.1 C
اليمن
Home Featured شائعات لقاحات الأطفال في اليمن.. بين استغلال مخاوف الآباء وتجاهل الحقائق العلمية

شائعات لقاحات الأطفال في اليمن.. بين استغلال مخاوف الآباء وتجاهل الحقائق العلمية

0
شائعات لقاحات الأطفال في اليمن.. بين استغلال مخاوف الآباء وتجاهل الحقائق العلمية
‏  7 دقائق للقراءة        1316    كلمة

 

لم تتوقع منظمة الصحة العالمية أنّ المعلومات الزائفة والشائعات ستقف يوماً ما عائقاً في طريقهم، للوصول الى جميع الأطفال المستهدفين باللقاحات في اليمن، الذي يواجه فاشيات متكررة وسريعة الانتشار لشلل الأطفال والحصبة والدفتيريا والسعال الديكي.

عوافي/جميل الجعدبي

التوقعات غير المحسوبة حول حرب الشائعات، عبر عنها المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور أحمد المنظري عبر فيديو قصير حذّر من “العوائق والتحديات، التي تحول دون وصولهم إلى حيث يواجه الأطفال بعض أعلى معدلات سوء التغذية الحاد”، وحيث الأطفال أكثر عرضة للوفاة بسبب الامراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.

وفي ظل موجة الشائعات المحيطة بلقاحات الأطفال يعتقد المسؤول الأممي، أنّ “الكثير من اليمنيين مقتنعون بأنّ اللقاحات غير مأمونة، ويمكن أن تسبب الإعاقة، وتفضي إلى الوفاة، وأنّ حملات التطعيم يجب وقفها”.

قد يهمك..شلل الأطفال في اليمن.. مخاطر العودة وأسباب الانتشار

وقال المنظري “إنّ المعلومات المغلوطة مُضلٍّلة، وتستغل مخاوف الناس، وتتلاعب بعواطفهم على نحو هدام للغاية”، لافتاً إلى تجاهلها البراهين العلمية والتاريخية الدامغة على أن “اللقاحات مأمونة وفعالة وتنقذ الأرواح”.

25 مليون جرعة سنوية

واكد المنظري أن اللقاحات” تعزّز مناعة الأطفال وتحمي أجسامهم من الامراض”، وأوضح أنّ جميع اللقاحات التي تُقدم لليمن معتمدة من منظمة الصحة العالمية، وتخضع لاختبارات صارمة لضمان مأمونيتها قبل الموافقة على الاستخدام العام لها.
وكشف تقديم 25 مليون جرعة من اللقاحات المستوفية لشروط المنظمة إلى اليمن سنوياً، وقال إنّ اليمن يستطيع تلافي 74480 وفاة، إذا استمر برنامج التطعيم الذي بدأ العام الماضي، طيلة السنوات الثلاث المقبلة.

شائعات لقاحات الأطفال في اليمن.. بين استغلال مخاوف الآباء وتجاهل الحقائق العلمية
وفيما أكد المنظري على إعلاء مبدأ التضامن والعمل الجماعي المنسّق، انطلاقا من رؤية منظمتهم “الصحة للجميع وبالجميع”، طالب منتسبي وزارة الصحة والسكان في اليمن إلى الاتحاد “على قلب رجل واحد دفاعاً عن صحة أطفال اليمن وعافيتهم”، وقال:”علينا جميعا أن نضمن حماية الأطفال في جميع ربوع اليمن بعد اليوم من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات”.

وذكّر المنظري، بأن مرض الحصبة في الماضي، وقبل التطعيم، كان يودي بحياة طفل واحد على الأقل في أكثر الأسر، موضحاً أن “الحصبة عندما تطرق باب منزل ما، فإنها تصيب جميع الأطفال فيه”، وقال:” لم تكن الحصبة وحدها السبب في وفيات الأطفال، بل كانت الدفتيريا والسعال الديكي كذلك ، وأدى شلل الأطفال إلى إصابتهم بالإعاقة، وهذا ما رأيناه جميعا في كل قرية”.

رفع معدل التغطية باللقاحات

وقال إنّ برامج التطعيم للأطفال تمكنت من حماية الأطفال من أمراض الحصبة والحصبة الألمانية والدفتيريا وشلل الأطفال والتهاب السحايا والسعال الديكي، “عندما حققنا معدلات مرتفعة من التغطية باللقاحات، قلّت هذه الامراض أو اختفت”.

ودلل على ذلك باختفاء مرض شلل الأطفال بعد 2005، ومرض الحصبة بعد الحملة الوطنية الناجحة للتطعيم ضد الحصبة في 2006، ونجاة 300 ألف طفل من أمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات بين عامي 2000- 2021 .

ووفقا للتقرير الإحصائي الصحي السنوي للعام 2007م فقد تم التخلص نهائياً من شلل الأطفال في اليمن، في أعقاب نزول حملات تطعيم ميدانية استهدفت جميع المنازل والأطفال الذين أعمارهم ما دون الخامسة، وبلغت نسبة التغطية من لقاح بي سي جي 63%، ولكل من لقاح شلل الأطفال والخماسي 85%، فيما بلغت نسبة التغطية من لقاح الحصبة 73%

تحصين 5.5 مليون طفل دون الخامسة

أواخر 2019 أعلنت منظمة الصحة العالمية الأممية بمناسبة اليوم العالمي لشلل الأطفال، تنفيذها مع اليونيسف حملة تحصين استهدفت ٥.٥ مليون طفل دون سن الخامسة لمواجهة أي تهديد لعودة الفيروس لليمن.

وقد سبق اعتماد اليمن خالية من الشلل لأول مرة في شهر فبراير 2005 بعد مرور فترة أمان استغرقت أكثر من ثلاث سنوات، غير أن الفيروس عاد مرّة ثانية بعد إصابة أحد الحجاج العائدين من السعودية بعدوى الفيروس من حاج آخر من أصل نيجيري، ونتج عن ذلك انتشار عدوى الفيروس من جديد وإصابة 473 شخصا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

والعام الماضي 2022 عاد الوباء مجدداً بإعلان السلطات الصحية تسجيل (228) حالة شلل أطفال؛ بواقع (68) حالة إصابة في 2021وعدد (160) إصابة في 2022.

استئصال شلل الأطفال في اليمن .. تسلسل زمني

يذكر أن اليمن بدأت جهود استئصال المرض عام 1996م بإجراء أول حملة وطنية لاستئصال شلل الأطفال، وتم سنويا بين العامين 1996 – 2000م إجراء حملة من جولتين في جميع محافظات الجمهورية، وعام 2005 ظهرت حالات وافدة وصل عددها 478 حالة ، فنفذت الوزارة خلال 2005 عشر حملات تحصين.
وعام 2006 تواصلت حملات التحصين ضد شلل الأطفال، لتظهر حالة واحدة في 2 فبراير 2006 في مديرية حبيش بمحافظة إب، على إثرها تم تنفيذ حملتين تكميليتين كانت آخرهما في إبريل 2007.

وفي عام 2012 بلغ عدد الأطفال المستهدفين بالتحصين (840,296) طفلاً/ـة، وبلغ عدد الأطفال الذين تم تحصينهم ضد مرض السل حوالي (566,438) طفلاً/ـة، في حين بلغ عدد الأطفال الذين تم تحصينهم ضد مرض شلل الأطفال التمهيدي (275,173) طفلاً/ـة .

اقرأ أيضاً..اليونيسف تقدم لليمن شحنة جديدة من لقاحات شلل الأطفال

وخلال عام 2012 تم إعطاء جرعات اللقاح ضد مرض شلل الأطفال: المرحة الأولى لحوالي (745,721) طفلاً/ـة، وفي المرحلة الثانية: (703,351) طفلاً/ـة، والمرحلة الثالثة :(690,112) طفلاً/ـة.

وتشير بيانات المركز الوطني للمعلومات إلى إعطاء جرعات اللقاح الخماسي لحوالي (745,257) طفلاً/ـة في المرحلة الأولى، و(703,808) أطفال، في المرحلة الثانية، و(689,990) طفلاً/ـة، في المرحلة الثالثة، كما تم تحصين (595,147) طفلاً/ـة، ضد مرض الحصبة.

أنتجت هذه المادة بدعم من منظمة انترنيوز INTERNEWS ضمن مشروع ROOTED IN TRUST (غرفة أخبار الصحة) في اليمن و نشرت بالتتابع مع موقع “عدن الغد”