15.2 C
اليمن
Home Featured قصص واقعية ليمنيين تجاوزوا مضاعفات السكر

قصص واقعية ليمنيين تجاوزوا مضاعفات السكر

0
قصص واقعية ليمنيين تجاوزوا مضاعفات السكر
‏  5 دقائق للقراءة        960    كلمة

عوافي: محمد غبسي

عادت الثلاثينية، ليلى محمد، إلى صنعاء في شهر مارس 2014 بمعنويات مرتفعة، فكل المؤشرات تدل أنها قد تعافت من مرض الكبد المناعي بعد رحلة علاج في مصر استمرت شهرين.

لقد كانت مناسبة تستحق الاحتفال، لذلك قررت مع عائلتها السفر إلى مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن، وهناك شعرت بأن حاجتها لدخول الحمام زادت بنسبة غير طبيعية، أثارت شكوكها باحتمال إصابتها بالسكري، غير أن زوجها استبعد هذا الاحتمال وطمأنها بأن صحتها جيدة.

هاجس المرض ما يزال يسيطر عليها لذا قررت إجراء فحوصات وهناك أكدت نتائج الفحص التراكمي إصابتها بالسكر، تقول ليلى -في حديثها لـ منصة عوافي- أخبرني الطبيب بأن الجرعات الكبيرة من علاج الكبد الذي يحتوي على “الكورتيزول ” وهو سبب الإصابة، وطلب التوقف عن استخدام العلاج، وعندما أخبرت طبيبها في مصر بالأمر رفض ذلك الطلب بشدة وأقر لها منظم للسكر غير أنه لم يجد نفعاً، حد وصفها.

قد يهمك..البرد يضاعف طلب اليمنيين للمضادات الحيوية بشكل عشوائي

 لقد وقعت بين احتياجات متناقضة لمرضي الكبد الذي يحتاج للسكريات والسكر الذي يفرض عليها التوقف عن السكريات، لتدخل في أزمة نفسية وصراع قاس أخرجها منه طبيب ثالث في صنعاء عندما وضع لها برنامج تغذية معين التزمت به بدقة مع الاستمرار في استخدام دواء الكبد بعد أن خفض طبيب الكبد جرعة العلاج.

وبينما تخلصت ليلى من مشكلة ارتفاع السكر نهائياً خلال أشهر قليلة، باعتبار الإصابة جاءت نتيجة لاستخدام دواء معيّن؛ تفاقمت حالة العشريني وضاح ناصر الذي اكتشف إصابته بالسكري عام 2016 ولم ينجح في التعايش معه لأربع سنوات.

يقول -لمنصة عوافي- لم استطع ضبط نسبة السكر في بداية الأمر، فعندما استخدمت علاج جلوفاكج قوة 500 أصبت بهيجان في جسمي، وانفعالات، جرب بعدها استخدام الأعشاب لكن الوضع لم يتغير، ليضطر إلى استخدام الأنسولين بعد إصرار أحد الأطباء المختصين بعلاج السكر.

لم تنته معاناة ناصر هنا، فعدم التزامه بالنصائح وطرق التعامل مع السكري كتجنب الأطعمة الغنية بالسكر أو المسببة لرفع نسبته في الدم -مثل الخبز الأبيض والحلويات وغيرها- جعلته عرضة لمضاعفات السكري، وعندما شعر بأنه بدأ يعاني من ضعف جنسي وهذا يعني إلغاء فكرة الارتباط والزواج قرر الالتزام بالإجراءات والنصائح الطبية، لقد حصل على نظام غذائي دقيق بمساعدة الطبيب، بالإضافة إلى بعض الأنشطة البدنية التي ساعدت على التحكم بنسبة السكر في الدم وأصبح يمارس حياته بشكل طبيعي.

وفي السياق يؤكد استشاري أمراض الباطنية والغدد الصماء والسكر الدكتور زايد عاطف بأن مضاعفات السكري لا تصيب سوى الذين يسيئون التعايش مع مرض السكر فقط، مشيرا إلى أن هؤلاء الأشخاص يصابون مبكرا بالمضاعفات وعلى رأسها شبكية العين والفشل الكلوي والقدم السكري.

وأفاد عاطف -في حديثه لمنصة عوافي- بأن مرضى السكر ليسوا جميعهم عرضة للإصابة بالمضاعفات، وأن فهناك مرضى تجاوزت أعمارهم الستين والسبعين عاما من الجنسين ولم يتأثروا بأي مضاعفات نتيجة التزامهم بنظام غذائي معين بالإضافة إلى بعض الرياضة البدنية المناسبة.

اخترنا لك..الاضطرابات النفسية التي تصيب الأطفال

وأفاد بأن لا فرق بين مرض السكر لدى الرجال والنساء، باستثناء السمنة التي تتعرض لها المرأة أكثر من الرجل، وذلك يأتي بسبب الحياة الخاملة عند بعض النساء وتعدد الولادات التي تهيئ المرأة للإصابة كذلك إصابة المرأة بسكري الحمل يجعلها مهيأة للإصابة به أكثر من غيرها، وفقا لـ عاطف.

ورغم تعدد أسباب الإصابة بالسكري في اليمن وتفاوت مضاعفاته من شخص لآخر، إلا أن مستوى الوعي في التعامل معه يظل هو العامل الوحيد الذي يصنع الفارق وهذا ما حدث مع الثلاثيني عبدالله اليوسفي الذي اكتشف إصابته بالسكري منذ عامين.

يقول –لـ عوافي- لاحظت أني انهض من النوم ست مرات في الليلة للتبول، وبعد عمل فحوصات أخبرني الأطباء بأني مصاب بالسكر، وسرعان ما ظهرت بعض المضاعفات مثل انحسار اللثة وتساقط الأسنان.

ورغم ما يواجهه اليوسفي من معاناة من أجل توفير قيمة الأدوية إلا أنه منذ أن التزم بتوجيهات الأطباء والانتظام في استخدام الدواء، وترشيد تناول الطعام والشراب بحسب توصيات الأطباء أصبح قادرا على التحكم بنسبة السكر في الدم والتعايش مع المرض.

وهنا يؤكد بأنه واجه في بداية الأمر بعض الصعوبات في التكيف مع النظام الغذائي الجديد إلا أنه سرعان ما تعود عليه وأصبح يمارس حياته بشكل طبيعي، وتجنب بشكل كبير مضاعفات السكري.

وفي هذا السياق نصحت استشارية الغدد الصماء والسكر، الدكتورة بثينة الشرفي، المصابين بمرض السكر من النوع الثاني الذي يصيب البالغين بتغيير طريقة حياتهم، والبدء بإنقاص الوزن وممارسة الرياضة يوميا بمعدل 30 دقيقة يوميا أو 150 دقيقة أسبوعياً، للمساعدة على تنزيل مستوى السكر.

وأكدت -في حديثها لمنصة “عوافي”- على ضرورة اتباع حمية غذائية والابتعاد عن السكريات والنشويات سريعة الهضم مثل السكر والعيش الأبيض والأرز، وتناول الفواكه التي تحتوي على معدل سكر خفيف مثل التفاح والكمثرى “العنبرود” والخوخ “الفرسك”، والابتعاد عن الموز والمانجو والعنب لاحتوائها على نسبة مرتفعة من السكر.

ووفقا لآخر مسح نفذته الجمعية اليمنية للسكري فقد تبين أن 10 الى 11% من اليمنيين مصابون بداء السكر، أي أكثر من مليون ومائتي ألف شخص مصاب.

ونتائج المسح الذي استهدف 15 ألف شخص ممن زاروا المستشفيات، قالت أن معظم الممسوحين لم يكتشفوا إصابتهم إلا عند زيارة المستشفى، ما يشير إلى وجود ضحايا كثير للسكر في المجتمع اليمني.

وفي آخر إحصائيات صادرة عن منظمة الصحة العالمية عن عدد المصابين بالسكر في اليمن، فقد أكدت المنظمة في 2018 وجود نصف مليون شخص مصاب في اليمن، غير أن الأخصائيين والاستشاريين اليمنيين يؤكدون بأن الرقم قد ارتفع خاصة في ظروف الحرب التي ساهمت في انتشار أمراض كثيرة بين اليمنيين.

إقرأ أيضاً ..أخطاء المختبرات الطبية.. خطر على صحة المرضى اليمنيين