أخصائي يوضح أسباب إنفلونزا المعدة وعلاجها

أخصائي يوضح أسباب إنفلونزا المعدة وعلاجها
‏  5 دقائق للقراءة        847    كلمة

اشتكت العشرينية أروى سالم من آلام عديدة في المعدة ومن إسهال مستمر وحمى قوية لازمتها لأكثر من يومين ولم تعرف سبباً لها.

الآلام التي شعرت بها أروى اضطرتها  إلى الذهاب لأحد مستوصفات مدينة تعز، وهناك شخّص الطبيب حالتها بعد إجراء الفحوصات اللازمة بأنها تعاني من التهابات حادة أو ما يسمى بـ “إنفلونزا المعدة”.

عوافي/ دعاء المطري

ويقول أخصائي أمراض الباطنية، الدكتور عبدالكريم القدسي: «على الرغم من أن التهاب المعدة والأمعاء يشيع تسميته بإنفلونزا المعدة، إلا أنه يختلف عن الإنفلونزا العادية التي تصيب الجهاز التنفسي فقط، أي الأنف والحلق والرئتين».

وتابع “باستثناء أن إنفلونزا المعدة والأمعاء تهاجم الأمعاء عندما يكون المسبب لالتهابات المعدة والأمعاء ناتجاً عن فيروس فهو التهاب فيروسي بالأساس ويطلق عليه جوازاً إنفلونزا المعدة”.

وفي حديثه لـ “عوافي” يعرف الدكتور القدسي فيروس المعدة على أنه “عدوى معوية تتميز بالإسهال المائي وتشنجات البطن والغثيان أو القيء، وأحياناً الحمى؛ وينجم عن مجموعة متنوعة من الفيروسات، مثل النوروفيروس، والفيروس العجلي، أو ما يسمى بالروتا فيرس وغيره”.

ويشير إلى أن أكثر طرق الإصابة بفيروس المعدة، تكون عبر الاتصال بشخصٍ مصاب أو بتناوُل أطعمة أو مياه ملوثة.

قد يهمك.. 3 حلول زهيدة لمنع الناسور الولادي

ويوضح “إن كنت سليمًا بخلاف ذلك، فمن المرجَّح أن تتماثل للشفاء دون حدوث مضاعفات؛ ولكن يمكن أن يؤدي التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي إلى الوفاة لدى الرُّضَّع والمسنِّين والأشخاص ذوي الأجهزة المناعية الضعيفة”.

الفرق بين إنفلونزا الجهاز التنفسي والمعدة

وفي الفرق بين الإنفلونزا التي تصيب الجهاز التنفسي وإنفلونزا المعدة ذكر القدسي إن «كل أنواع الإنفلونزا الأخرى تصيب الجهاز التنفسي وهذا النوع يصيب الجهاز الهضمي والمسببات الأساسية هي فيروسات تختلف تماما عن فيروسات الإنفلونزا التي تصيب الجهاز التنفسي».

ويوضح أخصائي أمراض الباطنية بأن أعراض الإصابة بفيروس المعدة «تبدأ بإسهال مائي غير دموي عادةً حيث أن الإسهال الدموي يعني عادةً الإصابة بعدوى مختلفة وأكثر خطورة، الغثيان أو القيء أو كلاهما، تقلصات وآلام في المعدة، آلام في العضلات أو صداع بشكل عَرَضي، حمى خفيفة».

ويضيف “قد تظهر أعراض التهاب الأمعاء والمعدة الفيروسي في غضون يوم إلى ثلاثة أيام بعد الإصابة، وقد تتراوح حدتها ما بين بسيطة وشديدة، وذلك حسب السبب؛ وعادةً لا تستمر الأعراض سوى يوم أو يومين فقط، لكن في بعض الأحيان قد تستمر حتى 14 يوماً”.

متى ينبغي زيارة الطبيب؟

يقول الدكتور القدسي «بالنسبة للحاجة إلى زيارة الطبيب فتكون في الحالات التالية: إذا لم تكن قادراً على الاحتفاظ بالسوائل في المعدة لمدة 24 ساعة، إذا تعرضت لقيء أو إسهال لأكثر من يومين، إذا كنت تتقيأ دماً، إذا كنت تعاني من الجفاف، وتشمل أعراض الجفاف العطش المفرط، وجفاف الفم، والبول الشديد الاصفرار أو ضعف البول أو انعدامه، والضعف الشديد، والدوخة أو الدوار، إذا لاحظت دماً في البراز، إذا شعرت بألم شديد في المعدة، إذا كانت لديك حمى بدرجة حرارة تتجاوز 104 فهرنهايت (40 مئوية)».

وينبه حديثات الولادة، إذا كان لديكِ طفل رضيع، فتذكري أن القيء يختلف عن القشط الذي يُعد أمراً عادياً يحدث يوميّاً للطفل؛ لذا، يجب الاتصال بالطبيب المعالِج لطفلكِ على الفور إذا كان الرضيع: يتقيأ بصورة متكررة، لم يبلِّل حفاضته لمدة ست ساعات، مصاباً ببراز دموي أو إسهال شديد، لديه بقعة ناعمة غائرة أعلى رأسه (اليافوخ)، مصاباً بجفاف في الفم أو يبكي دون دموع يعاني من النعاس أو الكسل أو عدم الاستجابة بصورة غير معتادة.

مقاومة العدوى

يفسر الدكتور القدسي مدى ارتباط الجهاز المناعي للجسم بسرعة الاستجابة والإصابة “فإن كانت مقاومتك للعدوى ضعيفة بسبب ضعف جهازك المناعي نتيجة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري الإيدز أو العلاج الكيميائي أو أي مشكلات طبية أخر، قد تكون أكثر عرضة للإصابة”.

ويضيف أخصائي الباطنية :”قد يُصاب الرُّضع وكبار السن والأشخاص المصابون بضعف في جهاز المناعة بالجفاف الشديد عندما يفقدون سوائل أكثر مما يمكنهم تعويضه. وقد يلزم دخول المستشفى لتعويض السوائل المفقودة من خلال وريد في الذراع. ونادراً ما يؤدي الجفاف إلى الوفاة”.

اقرأ أيضاً.. الكليات الطبية واحتياجات المجتمع.. خلل في المعادلة

ويبين أن «لكل فيروس معدي معوي موسمٌ ينشط فيه أكثر؛ إن كنت تعيش في نصف الكرة الشمالي على سبيل المثال، فأنت أكثر عرضة للإصابة بعدوى فيروس الروتا أو فيروس نورو في فصليّ الشتاء والربيع».

ويشدد القدسي على ضرورة إتباع طرق الوقاية لأهميتها في تجنّب انتشار العدوى المَعوية وهي “أعطِ طفلك اللقاح، يتوفر اللقاح المقاوم لالتهاب المعدة والأمعاء، اغسل يديك جيداً وتأكَّد من أن أطفالك يفعلون ذلك أيضاً، اغسل يديك بعد تغيير حفاضات الطفل وقبل تحضير الطعام أو تناوله، وتذكَّر أن تغسل المنطقة المحيطة بالبشرة المتصلبة وتحت الأظافر وبين تجاعيد اليدين، ثم اشطُف الصابون جيداً، تجنَّب مكعبات الثلج لأنها قد تكون مصنوعة من مياه ملوثة، تجنَّب الأطعمة النيئة، بما في ذلك الفواكه المقشرة والخضروات النيئة والسلطات، التي لمستها أيدي البشر وتجنُّب اللحوم والأسماك غير المطهوة جيداً”.