15.2 C
اليمن
Home Featured أسباب تدفع الأطفال للامتناع عن الرضاعة

أسباب تدفع الأطفال للامتناع عن الرضاعة

0
أسباب تدفع الأطفال للامتناع عن الرضاعة
‏  7 دقائق للقراءة        1290    كلمة

 

 “إنها أجمل تجربة تمر بها الأمهات” هكذا وصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” الرضاعة الطبيعية,  والتي من خلالها يتم توطيد العلاقة بين الأم وطفلها، فهي ليست مجرد لبنٍ بل هي أمان وحب وحنان وثراء للطفل، وفقا للمنظمة.

لذا تحرص معظم الأمهات على هذه التجربة غير أن هناك أسبابا تدفع الأطفال إلى الامتناع عن الرضاعة ما يعرض صحتهم للخطر، فبحسب حديث أخصائية النساء والولادة في مستشفى الثورة العام بصنعاء الدكتورة أصيلة الذاهبي, تنقسم موانع الرضاعة الطبيعية عند الأطفال إلى قسمين؛ الأول سلوكي يتعلق بتصرفات يمكن أن تتفاداها الأمهات, والثاني يتعلق ببعض الأمراض التي قد تعاني منها الأم أو الطفل.

كما بينت -في حديثها لـ منصة عوافي- أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل والأم سواء على مستوى الصحة الجسدية للطرفين أو العلاقة العاطفية بينهما وتأثيرها على مدارك الطفل وسلامة نموه بشكل طبيعي.

حوار/ نجود مرشد المعمري

– بعض الأطفال يرفضون الرضاعة من الأم منذ الولادة..هل هناك أسباب لذلك؟

هناك أسباب تؤدي إلى إضراب الطفل عن الرضاعة الطبيعية كالشعور بالألم أو عدم الراحة، أو الإصابة بالسُلاق أو قرحة الزكام التي تسبب ألمًا في الفم أثناء الرضاعة الطبيعية، كما قد يسبب الزكام أو احتقان الأنف صعوبة عند الطفل في التنفس أثناء الرضاعة الطبيعية.

وقد يمتنع الطفل عن الرضاعة بسبب صدور ردة فعل قوية من الأم بعد تعرضها للعض أثناء الرضاعة.

كما قد تؤدي التغييرات في رائحة جسم الأم إلى فقدان الطفل الاهتمام بالرضاعة، خاصة عند استخدام صابون جديد، أو عطر، أو غسول، أو مزيل رائحة .

– هناك أمهات يشتكين من قلة إدرار الحليب ما هي الأسباب؟

أسباب عديدة قد تؤدي إلى ضعف إدرار الحليب منها أسباب سلوكية مثل إرضاع الطفل بطريقة غير صحيحة ومنظمة وعدم إلصاق الطفل بالثدي بالطريقة الصحيحة، أيضا الرضاعة القصيرة والمتباعدة حيث يعتمد إنتاج الحليب على مدى تفريغه بمعنى أنه كلما كانت الرضعات طويلة ومتقاربة زاد إنتاج الحليب.

القات والتدخين يمنعان إدرار حليب الأمهات

– ما مدى تأثر الأمراض المزمنة التي تعاني منها بعض المرضعات على إدرار الحليب؟

الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وانخفاضه أو ارتفاع مستويات هرمون الغدة الدرقية ومتلازمة تكيس المبايض وغيرها من المشاكل الهرمونية يمكن أن تساهم في انخفاض مستويات الحليب.

 كما أن استخدام الأمهات لبعض الأدوية منها موانع الحمل لاسيما التي تحتوي على ستروجين و أدوية الضغط والزكام خاصة التي تحتوي على الهيستامين تساهم في انخفاض مستويات الحليب.

ومن أسباب ضعف إدرار الحليب إدمان الأمهات المرضعات التدخين بجميع أشكاله وتناول القات الذي يؤثر بشكل كبير على إنتاج الحليب.

– ما هي الوضعية المناسبة للطفل أثناء الرضاعة؟

من المهم أن تعرف الأم الطرق المناسبة لإرضاع طفلها بالذات في أول ولادة،  وهناك عدة وضعيات مثل حضن المهد والتي تتطلب من الأم  أن تحتضن رأس الطفل بين ذراعيها، كذلك الوضعية المائلة والتي تستخدمها الأمهات أثناء الاستلقاء على الجنب، ومن الضروري أن تراعي الأم أثناء الرضاعة أن يكون ظهرها مستقيما ومستندة إلى وسادة وأن يكون حضنها منبسطا، وأن تكون رجلاها منبسطتين.

أما الوضعيات التي يجب تجنبها لما لها من أضرار على الطفل فأهمها الانحناء فوق الطفل بشكل مباشر أو إرضاع الطفل وهو بعيد عن جسم الأم وثديها.

مواد غذائية تساعد على إدرار الحليب

– كيف يمكن تحسين كمية ونوعية الحليب لدى الأمهات؟

ننصح الأم المرضعة بتناول  العسل مع حبوب الحلبة أو الحليب والينسون والشمر والبقدونس وكذلك السمسم(الطحينية), فكلها تساعد على إدرار الحليب ويمكن مراجعة الطبيب لوصف دواء للمساعدة أو في حالة أن الأم المرضعة تعاني من أي مرض مزمن.

قد يهمك..كيف تقوي مناعة طفلك ضد الأوبئة؟

– تتجنب بعض الأمهات إرضاع أطفالهن للحفاظ على جمال جسدها.هل هناك مخاطر صحية على الأم؟

فعلا بعض الأمهات يتجنبن الرضاعة الطبيعية لأسباب جمالية ، منها تجنب ترهل الثديين، لكن في الحقيقة ما يسبب الترهل هي التغييرات التي يمر بها الثدي أثناء الحمل و فترة ما بعد الولادة، فحتى لو قررت المرأة عدم إرضاع طفلها، فإن تضخم الثديين وترهلهما يزداد  نتيجة إنتاج الحليب .

كما أن عدم إرضاع الطفل من ثدي الأم له مخاطر عليها، فقد تتعرض مستقبلا إلى بعض الأمراض مثل سرطان الثدي واحتقان الثديين.

– ما مدى تأثير الرضاعة على الجانب النفسي والعاطفي بين الأم والطفل؟

 تقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف ” الرضاعة الطبيعية هي أجمل تجربة تمر بها الأمهات، لأنها توطد العلاقة بينك وبين طفلك.. الرضاعة الطبيعية ليست مجرد لبنٍ بل هي أمان وحب وحنان وثراء لطفلك”.

أيضا تقارير منظمة الصحة العالمية تقول “الرضاعة الطبيعية الكافية مرتبطة بزيادة تطور القدرات الذهنية للطفل وتؤثر على النمو العقلاني , والعاطفي , والاجتماعي مستقبلا بشكل إيجابي “.

كما تحدثت بعض الدراسات عن وجود هرمونات عصبية تفرز أثناء الرضاعة تزيد من عملية ارتباط الأم والطفل عاطفياً ، وهذه الهرمونات تزيد من تدفق الحليب، وتولد عند الأم الشعور بالارتياح , والسعادة , والأمان والطمأنينة.

الامتناع عن الرضاعة لأسباب صحية

 – متى ينصح الأطباء الأم بالامتناع عن الرضاعة الطبيعية؟

تمتنع الأم عن إرضاع طفلها(الفطام) في حالة تدهور حالتها الصحية أو إصابتها  بالتهابات في حلمتي الثدي، خاصة الالتهابات الفيروسية منها(الهربس المُعدية)، إضافة إلى تشقق الحلمتين ما يؤدي إلى خروج الدم مع الحليب، الذي يضر الطفل، كما أن تتناول الأم بعض الأدوية التي تضر بصحة طفلها، أو أن تقوم بإجراء عمليات جراحية في الثديين.

– كيف تؤثر الرضاعة الطبيعية على صحة الأم؟

هناك فوائد كثيرة تعود على الأم من الرضاعة  الطبيعية، فهي تساعدها في التقليل من الوزن الزائد الذي اكتسبته أثناء فترة الحمل، من خلال زيادة معدل حرق الدهون والسعرات الحرارية, وكذلك تساعد في تقليل حالات الاكتئاب والتوتر والقلق التي تمر بها الأم بعد مرحلة الحمل، وتساعد أيضا على تعزيز قوة عظام الأم المرضعة.

ومن فوائد الرضاعة الطبيعية أيضا المساهمة في تقليص الرحم وإعادته إلى وضعه الطبيعي بإفراز هرمون الاوكسيتوسين والذي يساهم في الوقاية من سرطان الرحم والثديين وأمراض القلب والأوعية الدموية.

اخترنا لك..سدود اليمن تتحول الى مصائد أرواح بشرية و”كارثة” صحية

– ما هي المكونات الموجودة في حليب الأم وغير موجودة في الحليب الصناعي؟

يتمثل الفرق بين حليب الأمهات والحليب الصناعي في نسبة (الماء ، البروتينات ، الكربوهيدرات، الدهون، الفيتامينات، ونسبة السعرات الحرارية)، التي يحصل عليها الطفل من حليب الأم ،بالإضافة إلى الأجسام المضادة في الشهور الأولى، التي تساعد في تقوية جهازه المناعي، وتناسب نسب المعادن والفيتامينات مع احتياجات الطفل.

وهنا يجب أن نلفت إلى ارتفاع نسبة بعض المعادن في الحليب الصناعي والتي تؤثر بشكل سلبي على صحة الطفل، حيث تكون نسبة الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنزيوم والفوسفور والزنك عالية في الحليب الصناعي .

– إذا أصيبت الأم بكورونا هل تتوقف عن إرضاع طفلها؟

لم يثبت حتى الآن وجود أي خطر من حليب الأم المصابة على الرضيع، والمنظمات العالمية المتخصصة مثل اليونيسف والصحة العالمية وأيضا الأخصائيين على مستوى العالم لم يتحدث أحد منهم عن وجود أي مانع.

لكن بالمقابل الجميع يوصي الأمهات اللاتي يشعرن بأعراض كورونا أو تأكد إصابتهن بالفيروس بالالتزام بإجراءات الحماية مع أطفالهن بشكل دقيق ، مثل عدم ملامستهم بشكل مباشر “ملامسة جلد الأم لجلد الرضيع”

الحرص على جميع التفاصيل مثل استخدام الكمامة الطبية، الالتزام بالنظافة الدائمة خاصة اليدين والأسطح ، وفي حالة تفاقمت حالتها يمكنها إخراج الحليب من الثدي ،عن طريق عصره، إلى زجاجة رضاعة وإرضاع الطفل، وذلك حرصا على سلامته وتغذيته.

إقرأ أيضاً..الصـرع .. الأسباب وطرق التشخيص