18.2 C
اليمن
Home Featured الكبد الوبائي.. لا تُدر ظهرك للخطر

الكبد الوبائي.. لا تُدر ظهرك للخطر

0
الكبد الوبائي.. لا تُدر ظهرك للخطر
‏  5 دقائق للقراءة        970    كلمة

عوافي/ عبدالملك الجرموزي

مطلع العام الجاري، صُدم أنيس علي بخبر إصابته بفيروس الكبد.. قبل اكتشاف المرض بعدة أشهر كان الشاب العشريني كلما نظر لوجهه في المرآة تساوره الشكوك بأنه ليس على ما يرام، فقد كانت بشرته صفراء وكذلك عينيه (اليرقان)، غير أنه تجاهل الأمر ولم يتعامل معه بجدية إلا عندما بدأ يعاني من تورم في قدميه وساقيه وآلام شديدة في بطنه.

تفاقم الأعراض دفعت علي إلى زيارة أخصائي أمراض الجهاز الهضمي والذي طلب اجراء بعض الفحوصات، يقول علي لمنصة عوافي كانت نتائج الفحوصات صادمة، لقد اثبتت نتائجها اصابته بفيروس الكبد C.

ثمة ذكرى محزنة حضرت في ذهن علي في تلك اللحظة تذكر علي والده  الذي توفي قبل نحو 5 أعوام،  متأثراً بإصابته بالتهاب الكبد، آنذاك لم يمهل المرض والده الخمسيني سوى 6 أشهر ليفتك بكبده وحياته.

خاف علي من ملاقاة مصير والده، وقد صارح طبيبه بالأمر والذي بدوره أكد له أن إصابته بهذا المرض ليست النهاية ، وأن عليه الالتزام بالخطة العلاجية للسيطرة على المرض والشفاء منه.

قد يهمك ..نازحات مارب .. الأمومة مجازفة خطرة

يعترف علي بأنه كان مهملاً لصحته وغير حريص على مأمونية الأطعمة والمشروبات التي يتناولها خارج المنزل، وحتى الأدوات التي يستخدمها في محلات الحلاقة، مرجعاً ذلك لعدم وعيه بمدى خطورة تلك الممارسات والعادات على صحته.

وتُعرَف العدوى الطويلة الأمد بفيروس التهاب الكبد C باسم التهاب الكبد C الوبائي المزمن. عادةً ما يكون التهاب الكبد الوبائي المزمن عدوى صامتة لعدة سنوات، إلى أن يُتلِف الفيروس الكبد بما يكفي لإحداث علامات مرض الكبد وأعراضه.

     

تحدٍ صحي

يمثل فيروس الكبد الوبائي أحد التحديات الصحية في اليمن، إذ تسجل نسبة المصابين بالمرض ارتفاعا متصاعدا. ويحذر الأطباء المختصون من تفشي المرض في أوساط فئة الشباب التي يعتمد عليها المجتمع في البناء والإنتاج.

وهنا، توضح الدكتورة ليبيا محمد مهيوب، مدير البرنامج الوطني لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي، أنواع الفيروسات وطرق انتقالها، مشيرة إلى وجود خمسة أنواع من فيروسات الكبد  (A.B.C.D.E)،  أشدها خطورة وانتشاراً هي  فيروسي الكبد (BوC).

وقالت مهيوب لـعوافي أن هناك طرقا عديدة لانتقال فيروسي الكبد (A.E)، كتناول الطعام والشراب الملوث ببراز وبول مصاب بالفيروس، المخالطة اللصيقة بالمصاب واستخدام الأدوات الشخصية الملوثة، عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والنظافة العامة، الإصحاح البيئي غير الجيد.

أما بالنسبة لطرق انتقال فيروسات الكبد(.B.C.D ) فقد تنتقل من الأم إلى طفلها أثناء الولادة مثلاً، ونقل الدم الملوث أو أحد مشتقاته أو أي عضو من أعضاء الجسم من شخص مصاب، ، بحسب الدكتورة ليبيا، كما قد تنتقل عبر استخدام أدوات طبية ملوثة غير معقمة مثل أدوات الأسنان، والأدوات الجراحية، والمناظير، وعمليات الختان والحجامة، والوشم وتثقيب أي عضو من أعضاء الجسم، أمواس الحلاقة أو مقصات الأظافر أو أمشطة الشعر، والاتصال الجنسي.

    

الوقاية أيسر من العلاج

تؤكد الدكتورة ليبيا أن تجنب الإصابة بفيروس الكبد أمرا ممكنا، من خلال الالتزام بعدة سلوكيات كتعقيم مياه الشرب، وغسل الفواكه والخضروات وتجنب اناول الأطعمة الملوثة، والاهتمام بالنظافة الشخصية، بالإضافة إلى تجنب الاختلاط المباشر مع المرضى وعزل المصابين عن الأماكن العامة.

كما تشدد على ضرورة التثقيف والتوعية بالمرض وطرق انتقاله، واتخاذ الإجراءات الاحترازية بين الزوجين أثناء العلاقة الزوجية ، في حال إصابة أحدهما بالفيروس، بالإضافة إلى التعقيم الكافي لجميع الأدوات الجراحية المستخدمة في الأسنان والحجامة والوشم، وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية كفرش الأسنان والإبر وأمواس الحلاقة وأدوات الوخز، وتنفيذ نظام صارم في بنوك الدم لضمان مأمونية  وسلامة  نقل الدم.

    

سموم القات والاتهاب المناعي

يؤكد رئيس مؤسسة وهج الحياة علي الدوة، أن أهم أسباب انتقال فيروسات الكبد في اليمن تعود لضعف الوعي، وعدم التقيد باستخدام الأدوات الخاصة بالمريض الذي يحمل الفيروس مثل مقص الأظافر وأدوات الحلاقة والمنشفة وغيرها، كما ان الأسر التي لا تتلقى لقاح فيروس بي تصبح عرضة للإصابة.

وأفاد في تصريح لـعوافي بأن أغلب اليمنيين يصابون بالبلهارسيا والالتهاب المناعي الذي يأتي نتيجة استخدام السموم الخاصة بالقات وغيرها من المستخدمة في المأكولات والخضروات كالزيوت المهدرجة، مشيراً إلى أن فيروسا الكبد B والمناعي هما الأكثر انتشاراً في اليمن بسبب سموم القات والخضروات ما يؤثر بشكل كبير على مرضى المناعي.

    

المناطق الأكثر انتشاراً للفيروس

ووفقاً لرئيس مؤسسة وهج الحياة (عضو التحالف العالمي للكبد)، فإن مناطق مثل الحديدة، صعفان، وحجة شمال غرب اليمن، بالإضافة الى رداع، آنس، و الأزارق في الضالع وسط اليمن هي المناطق التي ينتشر فيها مرض التهاب الكبد بشكل أكبر نسبيا من باقي المناطق الأخرى،  رغم ذلك يؤكد الدوة صعوبة الحديث عن إحصائيات دقيقة حول انتشار المرض في اليمن لتوقف الدراسات الخاصة بهذا المرض منذ بدء الحرب نهاية مارس 2015.

وتشير التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة الإصابة بهذا الفيروس في اليمن تصل إلى 3% من إجمالي عدد السكان، وأن هذه النسبة في ازدياد.

ويقف غياب التوعية والتثقيف الصحي وراء انتشار وباء الكبد في اليمن حيث بلغت نسبة الإصابة بالتهاب الكبد البائي عام 2020 من 3 7% من إجمالي عدد السكان أي ما يقارب مليون و500 ألف حالة، فيما تتراوح حالات الإصابة بالتهاب الكبد سي من 1- 3 % من إجمالي عدد السكان بواقع تقريبي 500 ألف حالة، وفقاً لما أعلنته إدارة الترصد الوبائي بوزارة الصحة العامة والسكان في صنعاء نهاية 2020.

اخترنا لك .. سلوكيات خاطئة تمارسها اليمنيات نتيجة معتقدات غير سليمة