21.2 C
اليمن
Home Featured أطفال يمنيون.. ضحايا شائعات اللقاحات

أطفال يمنيون.. ضحايا شائعات اللقاحات

0
أطفال يمنيون.. ضحايا شائعات اللقاحات
‏  7 دقائق للقراءة        1247    كلمة

وقع الطفل أحمد فارع ،٩ سنوات، ضحية لتسليم أسرته بالشائعات التي تحذر من تلقيح الأطفال عندما أصيب وهو في الخامسة من عمره بشلل الأطفال ليقضي بقية حياته مصابا بهذا المرض الذي كان يمكن تفاديه عن طريق اللقاحات.

عوافي/عبد اللطيف سالمين

تقول والدة الطفل فارع التي تعيش في مدينة عدن جنوبي اليمن “كان طفلي مثل بقية أقرانه في المجتمع بكامل عافيته ولم نكن نفكر أن قرارنا الذي اتخذناه أنا وزوجي في عدم أخذ اللقاحات سيتسبب بالضرر لطفلنا” موضحة أنهم لم يتخذوا هذا القرار إلا بعد أن سمعوا الكثير عن أضرار اللقاحات وأن عدم أخذها لن يتسبب للطفل بأي خطر.
وتضيف في تصريح لـ عدن الغد ” كل ما كنا نفكر فيه هو حماية أحمد من أي ضرر قد تسببه اللقاحات” وما زاد من تشجيعهم على الامتناع عن تلقيح الطفل هو أن الكثير من عائلاتهم لا يلقحون لأبنائهم ولم يحدث أن أصيب أحد أطفالهم بأي مخاطر ، حد قولها.

وأضافت: “أتمنى لو يعود بي الزمن للوراء لن أتوانى عن إعطاء طفلي كل الجرعات أقلها إن حدث وأصيب طفلي بأي مرض فيما بعد لن أشعر بالذنب لأنني سأكون قد عملت كل ما بوسعي بشكل صحيح”.
لم تكن عائلة إسماعيل هي الضحية الوحيدة للشائعات التي تناولت لقاحات الأطفال .. آلاف الأسر اليمنية وقعت ضحية لهذه الشائعات ومنها عائلة حسين المسلماني في مدينة يريم وسط اليمن، وكانت النتيجة فقدان طفله الرابع بمرض الجدري قبل ثلاثة أعوام.

قد يهمك..لقاحات الأطفال.. التزام إنساني وأخلاقي

يقول المسلماني لـ عد الغد” حصل أبنائي الثلاثة الكبار على اللقاحات وهم بصحة جيدة، وفي لحظة غفلة صدقنا الشائعات ولم يحصل طفلي الرابع على اللقاح ليتوفى إثر إصابته بالجدري ومن حينها أشعر دائما بالذنب وأدعو على مروجي الاشاعات”.
وتشهد اليمن التي تعيش وضعا غير طبيعي بسبب الصراع منذ ثمانية أعوام انتشار شائعات مختلفة تروج لمخاطر اللقاحات على الأطفال والتي ألقت بظلالها على سير عملية تحصين الأطفال من الأمراض القاتلة، في ظل تدهور الخدمات الصحية وتراجع مستواها مما يعرض سلامة الملايين للمخاطر الصحية من بينها انتشار الأوبئة وعودة أوبئة كانت قد تخلصت منها مثل شلل الأطفال.

إشاعات مظللة

يوضح أخصائي الوبائيات ومستشار منظمة الصحة العالمية لبرنامج شلل الأطفال الدكتور عبد اللطيف الواقدي أن بعض من يروج للشائعات لا يعلم أنها مبنية على أوهام وأشياء غير حقيقية داعيا الأهالي للتأكد والتحري من دقة المعلومة التي تصل إليهم.

وتناولت الشائعات لقاحات عدد من الأمراض التي يمكن أن تشكل خطرا على الأطفال وقد تؤدي إلى الوفاة في حين يمكن حمايتهم منها عن طريق اللقاحات، وفقا لحديث الواقدي لـ عدن الغد… مفيدا بأن عدم أخذ اللقاحات يتسبب في انتشار الأمراض القابلة للتمنيع مثل الحصبة والشلل والدفتيريا والسعال الديكي وغيرها.

وأكد الواقدي على مأمونية اللقاحات وبأنه تم تطعيم مئات الملايين من الأطفال عبر عشرات السنين ولم يثبت أن اللقاح تتسبب في أي مخاطر، مشيرا إلى أن الدولة مع شركائها قاموا بتوفير اللقاحات الأمنة المراقبة ويتم إنتاجها وفق معايير دقيقة يكون شرطها الأساسي الفعالية التامة، والالتزام بجميع كل شروط النقل السليم، وفي حال حدث أي خلل يتم رفض اللقاحات.

وفي ختام حديثه نبه الواقدي العاملين في مجال الخدمات الصحية إلى أهمية المساهمة في رفع وعي المواطنين بأهمية اللقاحات والاستناد على المعلومات التي درسوها، باعتبارها أكبر قوة يمتلكونها إلى جانب أنهم في الجانب الصحيح ويؤدون ما فيه خير لصحة المجتمع.

أطفال يمنيون.. ضحايا شائعات اللقاحات

ومن جهته يؤكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في تقرير نشرته اليونيسف، أن التطعيم يحول دون وفاة ما بين 2 إلى 3 ملايين شخص سنوياً، ويمكن أن يؤدّي إلى تفادي وفاة 1.5 مليون شخص آخر إذا ما تحسّنت التغطية العالمية بالتطعيم.

الأسئلة المتكررة حول مأمونية اللقاح، دفعت منظمة اليونيسف ،في اكثر من مرة، للتأكيد على أن اللقاحات مأمونة جداً وتخضع جميعها إلى اختبارات مشددة، إضافة للتجارب السريرية التي تقوم بها المنظمة قبل الموافقة على استخدامها.

وتوضح المنظمة الأممية أن اللقاحات الحية عبارة عن نسخة من فيروس حي أو بكتيريا تم إضعافها. تقوم بتعليم جهاز المناعة كيفية محاربة الفيروسات والبكتيريا، ونظرًا لضعفها، لا تسبب المرض لدى الأشخاص الذين يتمتعون بجهاز مناعي سليم.

آلية أخذ اللقاحات

مديرة اللقاحات في مديرية المنصورة بمدينة عدن، الدكتورة أشواق مقبول سليمان كشفت آلية أخذ الأطفال اللقاحات والأمراض المستهدفة منها. ‏

‏وقالت سليمان يجب إعطاء الطفل من أول يوم ولادة جرعة سل عبر الجلد وقطرتين شلل فموي، ثم يتم إعطاؤه جرعة أولية حين يبلغ عمر الطفل 45 يوما” موضحة أن الجرعة الخماسية تؤخذ بالعضل بالجهة اليمني للرجل، بينما مكورات رئوية بالجهة اليسرى للرجل، إضافة إلى قطرتين شلل فموي، ومن ثم تتم عودة الطفل بعد شهر وقد بلغ عمر الشهرين ونصف لأخذ الجرعة الثانية بنفس آلية الأولى، وبعدها بشهر يأخذ ذات الجرع الأولى والثانية ثم تضاف له جرعة الشلل العضلي بجانب المكورات الرئوية وحينها يكون عمر الطفل ثلاثة اشهر ونصف.

وأضافت سليمان في حديثها لـ عدن الغد “يأخذ الطفل عودة عند بلوغه بداية الشهر العاشر من عمره لتلقي الجرعة الرابعة الخاصة بمرض الحصبة ويتم أخذها تحت الجلد باليد اليسرى إضافة إلى قطرتين للشلل فموي وفيتامين “A” قوة مليون كبسولة واحدة يتم قصها واعطاؤها للطفل عبر الفم، وبعدها يأخذ الطفل جرعة خامسة من لقاح الحصبة الثانية باليد اليسرى وحينها يكون قد بلغ سنة ونصف إضافة إلى جرعة خماسي بالعضل، وقطرتين شلل فموي وفيتامين “A” قوة اثنين مليون كبسوله حمراء على شكل قطر فموية.

و بعد ان يحصل الأطفال جميع الجرعات اللازمة، وفي حال حدث وتم اكتشاف أي وباء من الأمراض المذكورة تقوم وزارة الصحة بالعمل والتنسيق مع منظمة اليونيسف لتوفير للقاحات بكمية كبيرة بحيث نقوم بقدر المستطاع بكل الجهود للقضاء على الوباء بعد أن يقوم الترصد الوبائي بجميع الإجراءات، حد قولها.

أرقام مقلقة ‏

وكانت قد ‏أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان في عدن عن تسجيل مائتي حالة إصابة على الأقل بفيروس شلل الأطفال بعموم المحافظات اليمنية؛ بواقع 228 حالة إصابة خلال العامين 2021-2020م. ‏

وأشارت إحصائية صادرة عن المركز اليمني لترصد الشلل الحاد التابع لوزارة الصحة بحكومة صنعاء إلى أن حالات شلل الأطفال ارتفعت بشكل كبير في عدد من المحافظات، الأمر الذي اعتبره المركز خطرًا كبيرًا، وينذر بحدوث جائحة.

اقرأ أيضاً..الدفتيريا والشائعات القاتلة تخنقان أطفال اليمن

وسجل مؤشر الترصد الوبائي خلال الأسابيع المنصرمة من العام 2023 عدد 68 حالة إصابة، وحالة وفاة واحدة.

وبحسب التقديرات التي أشارت لها منظمة اليونيسف، يموت طفل في اليمن كل 10 دقائق بسبب الأمراض التي يمكن الوقاية منها عن طريق أخذ اللقاحات

ووفق أحدث إحصائية لمؤشر الترصد الوبائي التابع لوزارة الصحة العامة و السكان نشرها في موقع الوزارة على الانترنت، فقد بلغ عدد حالات الإصابة بالحصبة (16353) في كل المحافظات اليمنية، بينها (143) حالة وفاة، وذلك خلال الفترة من 2020 وحتى الأسابيع المنصرمة من 2023

أنتجت هذه المادة بدعم من منظمة انترنيوز INTERNEWS ضمن مشروع ROOTED IN TRUST (غرفة أخبار الصحة) في اليمن و نشرت بالتتابع مع موقع “عدن الغد”