23.2 C
اليمن
Home Featured التوهم المرضي .. ينقل أصحاء إلى مربع المرض

التوهم المرضي .. ينقل أصحاء إلى مربع المرض

0
التوهم المرضي .. ينقل أصحاء إلى مربع المرض
‏  4 دقائق للقراءة        659    كلمة

عوافي: امامة الذبحاني

خطأ طبي تسبب في اصابة العشرينية خلود الصبري، اسم مستعار، بمرض الربو لتضطر إلى زيارة المستشفى بشكل متكرر لمتابعة حالتها الصحية، غير ان والدتها أفادت بأن حرص ابنتها على زيارة المستشفى بهذه الطريقة لا علاقة لها بمرض الربو.

تقول والدة الصبري التي ترافق ابنتها دائما الى المستشفى لاجراء الفحوصات بان صحة ابنتها جيدة مشيرة إلى ان نتائج معظم الفحوصات التي تجريها خلود بشكل دوري في المستشفيات جيدة.

وفي حديثها لـ منصة عوافي أكدت بان ابنتها تصاب بالذهول والخوف لمجرد ظهور بعض الاعراض البسيطة كالانفلونزاء او الحمى او السعال، متوهمة بان هذه الاعراض ليست سوى مؤشر لمرض خطير، وتظل في حالة قلق وخوف شديدين.

وتعرف الإخصائية النفسية ريم المعلمي التوهم المرضي بانه  اعتقاد المريض بالتوهم بانه يعاني من مرض خطير او انه معرض للاصابة بالمرض رغم عدم وجود أعراض جسديه حقيقه، مبينة بأن الاصابة تظهر بسن مبكر غالباً مابين 20-30 عاماً، كما قد تظهر في عمر 10-11 عاماً.

قد يهمك .. اخصائية يمنية تحذر من إهمال التعامل مع أعراض الاكتئاب الصيفي 

وأوضحت المعلمي في تصريح لـ منصة عوافي بأن المريض بالتوهم يركز، الغالب، على الاعراض الجسدية للمرض كأن يعتقد بانه يعاني من مرض القلب فيتوهم بوجود بعض اعراض مرض القلب مثل الوخز في الصدر جهة القلب والكتمة أثناء التنفس، وعند اجراء الفحوصات الطبية تثبت النتائج سلامة القلب من اي مرض.

و وفقا للاخصائية يحدد غالبية مرضى التوهم عضو معين في الجسم كالقلب أو الكبد أو الرئة او مرض محدد كالسكري، الضغط ، القرحة (….) ويظل يشتكي من أعراض المرض بقناعة عالية بإصابته رافضا نتائج الفحوصات وتاكيدات الاطباء على سلامته .

وبينت بان هناك أسباب كثيرة للاصابة بالتوهم المرضي منها ان يكون الشخص يعاني من ميل لتجسيد دور المريض، أو أنه سبق وأن اطلع على تفاصيل مرض معين او تجربة لمريض مركزا على الاعراض ومن ثم يسقطها على نفسه معتقدا بانه يعاني من نفس الاعراض.

وينقسم المصابون بمرض التوهم الى نوعين، فبينما يتجنب النوع الأول استشارة الاطباء أو اجراء أي نوع من الفحوصات، يطلب النوع الثاني من المرضى الرعاية الصحية بشكل دائم وهذا ماحدث مع العشريني سعيد الوصابي الذي يعتقد بأنه مصاب بداء السكري.

يقول شقيقه محمد الذي روى القصة لـ منصة عوافي يعتقد سعيد بانه مصاب بالسكري رغم نتائج الفحوصات التي تثبت سلامته حيث بدأت الشكوك تساوره عندما اصيب أحد اصدقاءه بالمرض وحدثه عن الاعراض التي صادف أن الوصابي يشتي من أعراض مشابهه لها.

خضع الوصابي لفحوصات طبية شاملة اثبتت سلامته من السكري ومع هذا يحرص على زيارة الطبيب بشكل مستمر ويصاب بهلع وخوف ويدخل في حالة نفسية كلما تعرض لجرح بسيط، لا يخرج منها الا بعد تاكيدات الاطباء بسلامته وشفاء الجرح بشكل نهائي وفقا لشقيقه.

وحول التعامل مع مريض التوهم، أكدت المعلمي بأن الخطوة الاولى هي التاكد من سلامة الشخص من المرض بشكل تام واستمرار شكوى المتوهم من الاعراض لمدة تتجاوز الستة الاشهر كحد ادنى، ومن ثم الحديث بشكل صريح مع المتوهم ومنعه من التنقل بين الاطباء.

واوصت بضرورة التوضيح لمريض التوهم بان الاعراض التي يعتقد انه يعاني منها ظهرت بسبب ضغوط وهموم، وانها مرتبطة بالجانب النفسي وحصوله على علاج مناسب لهذه الحالة، مشددة على أهمية منعه من استخدام الادوية الخاصة بالمرض الذي يتوهم الاصابة به والحد من تكرار الفحوصات.

ونصحت بالتركيز على اكتساب المعلومات والمعرفة بطبيعة العلاج والاعراض والشكاوي الجسدية مصاحبا لمنع زيارة الطبيب الا بمواعيد محدده مسبقا وثابته بهدف تقليل السلوك المرضي لدى المصاب بالتوهم، مع اخذ كلام المريض على محمل الجد  للتاكد ان كل مايشعر به ناتج عن المرض النفسي وليس حدوث اي تغيرات صحية مفاجئه.

ولفتت المعلمي إلى ان 4 إلى 6٪ من المترددين على العيادات الباطنية ،من الجنسين، يعانون من توهم مرضي، غير ان النساء اكثر طلبا للعلاج.

اخترنا لك ..  يمنيات واجهن الحرب بمشاريع إنتاجية مبتكرة