20.2 C
اليمن
Home صحة نفسية الحرب تورث للأطفال جراحاً نفسية عميقة

الحرب تورث للأطفال جراحاً نفسية عميقة

0
الحرب تورث للأطفال جراحاً نفسية عميقة
‏  3 دقائق للقراءة        417    كلمة

عوافي:خاص

تداعيات نفسية وصدمات مخيفة ومفزعة يتعرض لها أطفال اليمن على مدار سنوات الحرب، ويزداد الأمر سوءًا إذا ما تكررت هذه التداعيات في فترات متقاربة، وهنا تصبح معاناتهم النفسية عميقة خصوصاً إذا لم يتمكن الأهل أو المجتمع من احتواء هذه الحالات في الوقت المناسب.

وهو ما  يؤكده أخصائي طب الأطفال الدكتور أحمد علي العاقل “أن الحرب الدائرة في اليمن منذ سنوات تركت تداعيات نفسية على الأطفال” مضيفا” قد تؤثر عليهم وعلى مستقبلهم وحياتهم على المدى الطويل”.

 وأشار الدكتور العاقل إلى أن الكثير من الأطفال يعانون من اضطرابات توتر ما بعد الصدمة أو بما يسمى طبياً “اضطراب الكرب التالي للرضح ( PTSD)  وهو ما ينتج من صدمة جراء خطر حقيقي، قد تؤدي إلى حدوث هذا الاضطراب، مثل الحروب.

وفي ختام زيارته لليمن كان المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ِخيرْت كابالاري، قد صرح في ديسمبر 2018 قائلاً “من خلال تفاعلنا مع أطفال اليمن ظهر بوضوح كم هذه الجراح النفسية والجسدية وخيمة وعميقة، وراء كل هذه الأرقام هنالك أطفال لهم أسماء ووجوه وعائلات وأصدقاء وقصص – لهم أحلام تحطّمت، وحَياة قطعت قبل فوات الأوان”.

وقد توصلت دراسة نشرها “مركز العربية السعيدة للدراسات” إلى أن معظم الأطفال في اليمن، من سن 10 – 19 عامًا (أي سن المراهقة) يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، جراء تأثير الحرب وما رافقها من عنف في الواقع وعبر وسائل الإعلام.

وبحسب الدراسة التي أعدها الباحث عبدالكريم غانم، فقد رافقت الحرب في اليمن تجارب مؤلمة وصدمات نفسية حادة، جعلت اليمن الأعلى في معدل مشاكل الصحة النفسية على مستوى بلدان الشرق الأوسط الأخرى، التي تشهد نزاعات وحروبا.

ونتيجة لتعرض العاصمة صنعاء لغارات جوية عدة مرات يوميا في السنة الأولى من الحرب، أصبحت الضوضاء العالية وأصوات الطائرات مرعبة للأطفال في المدينة، ومع استمرار النزاع، بدأ الأطفال اليمنيون في إظهار سلوك غير سليم، مثل التبول اللاإرادي، ومحاولة عزل أنفسهم، وتدهور مستوياتهم الدراسية، حيث يتم التعبير عن الاضطراب النفسي من خلال أعراض سلوكية، كعدم القدرة على أداء الوظائف المعتادة. كما أوردت الدراسة.

ولفتت إلى أن الأطفال اليافعين المصابين بهذا النوع من الاضطرابات النفسية هم من بيئات اجتماعية هشة، تعجز عن حمايتهم واستعادة استقرارهم المعيشي، وبالتالي فهم مرشحون أكثر من غيرهم لتطوير اضطرابات كرب ما بعد الصدمة إلى اضطرابات نفسية دائمة.