18.2 C
اليمن
Home Featured الفحص الذاتي للثدي يساهم في شفاء 95% من اليمنيات اللاتي يصبن بالسرطان

الفحص الذاتي للثدي يساهم في شفاء 95% من اليمنيات اللاتي يصبن بالسرطان

0
الفحص الذاتي للثدي يساهم في شفاء 95% من اليمنيات اللاتي يصبن بالسرطان
‏  5 دقائق للقراءة        904    كلمة

 

عوافي: محمد غبسي

 

استئصال الثدي الأيمن للأربعينية هدى ناصر, بعد إصابته بالسرطان قبل عامين، أنقذ ابنة عمتها العشرينية فايزة المعافى من ملاقاة نفس المصير, وجنبها المرور بتجربة مرضية مريرة.

فقد كانت غالبا ما ترافقها في زياراته المتكررة للطبيب وتسمع منه النصائح والتوجيهات والتي من ضمنها أهمية إجراء الفحص الذاتي للثدي بشكل دوري، وطرق الفحص السليم وعلامات الإصابة بالورم.

حديث الطبيب حفز المعافى للإطلاع على فيديوهات عبر الانترنت حول الطرق السليمة لفحص الثدي في المنزل، وأصبحت حريصة على إجراء الفحص معظم أيام، لتُفاجأ في يناير/ الماضي بوجود كتلة صغيرة في ثديها الأيسر.

تقول فايزة المعافى -لـ منصة عوافي- “هرعت مرعوبة في نفس اليوم إلى مركز الأورام في المستشفى الجمهوري، وهناك خضعت للفحوصات المطلوبة ليتضح أن تكتلاً غير طبيعي بدأ يتكون”.

 لتبدأ رحلة العلاج التي استمرت ثمانية أشهر، أخبرها بعدها الطبيب بأنها قد شفيت تماما، وأن اكتشاف التورم وعلاجه مبكرا ساهم بنسبة كبيرة في الشفاء، ورغم ذلك ما تزال تتردد بين حين وآخر على الطبيب للتأكد من سلامتها.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية تتمثل أعراض الإصابة بسرطان الثدي في حدوث بعض التغيرات مثل ظهور كتلة أو سماكة في الثدي، تغيير في حجم الثدي أو شكله أو مظهره، ترصّع أو احمرار أو انطباع أو تبدل آخر في الجلد، تغيير في مظهر الحلمة أو تغيير في الجلد المحيط بالحلمة (الهالة)، ظهور إفرازات غير طبيعية من الحلمة.

قد يهمك..نصف مليون مصاب بالعمى في اليمن.. والعتمة تهدد مليون شخص

وبحسب استشارية جراحة الثدي الدكتورة جميلة السنباني -أستاذ مشارك في جامعة صنعاء- يمكن للمرأة أن تقوم بالفحص الذاتي في المنزل عبر طريقتين تسمى الطريقة الأولى الفحص البصري حيث تقف المرأة أمام المرآة بدون ملابس أو حمالة صدر من أجل مشاهدة أي تغير كتجعيد الجلد أو تغيرات في حجم أو شكل الثدي أو تغيرات في حلمة الثدي أو الإبط.

ويمكن أن تستخدم في الطريقة الثانية اليد لفحص الثدي وهي مستلقية على سطح مستو وباستخدام باطن الأصابع وتحسس جميع أنسجة الثدي ويتم تحريك اليد بشكل دائري من الداخل للخارج  لكل منطقة في الثدي ويستمر تحريك الأصابع دون رفع اليد ويتم فحص الثدي الأيمن باليد اليسرى والعكس بحثاً عن تغير أو كتلة غير مألوفة، وفقا للسنباني.

وتؤكد السنباني, أن الفحص الذاتي يساعد المرأة في الاكتشاف المبكر لأي تغيرات قد تحدث في الثدي فهي بالفحص المنتظم تتعود على ملمس وشكل وطبيعة ثدييها ، فيسهل اكتشاف أي تغير يطرأ على الثدي ، مشددة على ضرورة استشارة الأخصائي بأسرع وقت ممكن، في حالة لمست أي تغير لمعرفة سببه ونوعه، وإجراء الفحوصات اللازمة كالموجات الصوتية والماموجرام.

ونصحت السنباني -في حديثها لمنصة عوافي- النساء بضرورة إجراء الفحص الذاتي شهرياً ، وتحديدا في خامس يوم من الدورة الشهرية ، لأن المرأة تشهد قبل الدورة  تغيرات هرمونية تسبب الشعور بثقل الثدي وألمه ولكنها تتلاشى بعد ذلك.

ولا يزال وعي المرأة اليمنية بالفحص الذاتي ضعيفاً، خصوصا في المدن الصغيرة والقرى، حيث يكاد يكون منعدما وهذا واقع يترجم بوصول حالات الإصابة في مراحل متقدمة من المرض، منبها بأن أغلب النساء اليمنيات لا يذهبن للطبيب إلا إذا شعرن بالألم ، أما قبل ذلك فإنهن يمارسن حياتهن محاولات التعايش مع الورم حتى يصل إلى مراحل متأخرة، حد وصفها.

وقالت السنباني “يمكن تعزيز وعي المرأة اليمنية بأهمية الفحص الذاتي عن طريق الإعلام الذي يصل لشرائح واسعة من المجتمع، إضافة إلى تنفيذ نزول ميداني لفرق توعوية خاصة إلى القرى والمدن الصغيرة، وتعليم المرأة كيفية الفحص الذاتي عبر برامج تثقيفية تلفزيونية” فقد تصل نسبة الشفاء من السرطان إلى 95% في حال تم اكتشافه وعلاجه في مراحله الأولى.

اخترنا لك..للمرأة الحامل.. أطعمة لا بد منها

وفي هذا السياق يؤكد استشاري علاج الأورام الدكتور محمد درهم أن رفع وعي المرأة بأهمية الفحص الذاتي للثدي والطريقة السليمة للفحص بحاجة إلى مجهود من قبل الجهات المختصة ، لعمل برامج مكثفة حول رفع مستوى الوعي بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي وغيره من أمراض السرطان المختلفة لدى العامة، مبينا بأن الكشف المبكر قد حقق نجاحا في رفع نسبة الشفاء من السرطان ،خاصة سرطان الثدي، الذي وصلت فيه نسبة الشفاء إلى ما يقارب  الـ 100%.

وشدد الدكتور درهم الذي يرأس المجلس العلمي في المركز الوطني لعلاج الأورام على ضرورة الكشف السريري عند الطبيب مرة واحدة على الأقل في العام للنساء بعد سن الـ45، وأن خدمات الكشف المبكر تقدم حالياً مجانا من خلال المركز الوطني لعلاج الأورام وفي فروع المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان.

وتقترب نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اليمنيات من 30% من كل حالات السرطان لدى النساء، ويساعد الفحص الذاتي على كشف أورام الثدي بشكل مبكر أو تشخيصه مبكراً إن لم يتم كشفه، حيث أن أغلب الأورام التي تظهر بالثدي هي أورام حميدة وتشكل نسبة الأورام السرطانية منها تقريبا 20% فقط،.. بحسب الدكتور درهم.

وهناك سلوكيات وتدخلات أكدت منظمة الصحة العالمية وأوردت في موقعها على الانترنت بعض السلوكيات وتدخلات ، في حال تطبيقها ، قد تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 30%، وهي “الرضاعة الطبيعية المطولة، النشاط البدني المنتظم، التحكم في الوزن، الحد من تعاطي الكحول على نحو ضار، تجنب التعرض لدخان التبغ، تفادي استخدام الهرمونات لفترة مطولة، تجنب التعرض المفرط للإشعاع”.

اخترنا لك..سلوكيات تحسّن نفسية المرأة أثناء الدورة الشهرية