26 C
اليمن
Home Featured حساسية القمح عند الأطفال.. داء بلا دواء

حساسية القمح عند الأطفال.. داء بلا دواء

0
حساسية القمح عند الأطفال.. داء بلا دواء
‏  4 دقائق للقراءة        694    كلمة

 لقاء: جوري مرشد المعمري

تشخيص الحالة واكتشاف الإصابة هي الخطوة الأولى للتخفيف من معاناة الطفل المصاب بحساسية القمح.. ثم تأتي بعد ذلك مرحلة التعايش مع المرض طوال العمر، حسب تأكيد أخصائية الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى الكويت بصنعاء الدكتورة إيمان جسار التي تنفي وجود علاج لهذا المرض.

وتشير الدكتورة إيمان في هذا اللقاء الخاص بمنصة عوافي إلى أن حساسية القمح تأتي نتيجة لعدم قدرة جسم المصاب بهذا المرض على تحمل مادة “الغلوتين”، موضحة أن الغلوتين نوع من البروتين يوجد في مجموعة من الحبوب كالقمح، الشعير، البرغل، وبالتالي في الأغذية المصنعة من هذه الحبوب مثل الخبز، الكيك، البسكويت ومختلف الأطعمة التي يضاف إليها الطحين..

ولفتت الدكتورة جسار خلال حديثها إلى إمكانية إصابة الطفل بحساسية القمح حتى مع عدم تناوله تلك الحبوب والأغذية، والاستعاضة عنها بمواد وحبوب أخرى كالشوفان، وذلك في حال تلوث المواد البديلة بالغلوتين أثناء نقلها بوسائل استخدمت في نقل حبوب القمح أو أي منتج يحتوي على هذا البروتين..

ووفقا للأخصائية فإن عدم غسل الأواني التي تستخدم في صناعة وإعداد المواد الغذائية كالخبز والحلويات المصنوعة من القمح قد يتسبب في تنشيط حساسية القمح عند الطفل ومن ثم ظهور الأعراض.

يعد الطفح الجلدي والحكة وتورم الجلد من أبرز أعراض حساسية القمح عند الأطفال، بالإضافة إلى حدوث تهيج في الفم والحلق، بحسب الأخصائية، التي تشير إلى تفاوت مدد ظهور هذه الأعراض من حالة لأخرى بعد تناول طعام يحتوي على الغلوتين، فبينما تظهر عند البعض بعد دقائق، لكنها قد لا تظهر عند آخرين إلا بعد مرور ساعات على تناول الطعام.

وعن أهم مخاطر الإصابة بحساسية القمح عند الأطفال توضح الدكتورة أن للغلوتين مضاراً كبيرة على الجهاز الهضمي، إذ يتسبب في إتلاف بطانة الأمعاء الدقيقة ويضعف قدرتها تدريجيا على امتصاص العناصر الغذائية، كما أنه يعمل على تدمير الزغابات “زوائد صغيرة” توجد في جدار الأمعاء وهي المسؤولة عن امتصاص المواد الغذائية.. مضيفةً أن ضعف ومن ثم عجز الأمعاء عن امتصاص المواد الغذائية يتسبب في إصابة الطفل بمجموعة من الأعراض المرضية تشمل أعراض الداء البطني الكلاسيكي المنتشر لدى الأطفال دون سن الثالثة، مثل تقلصات وانتفاخ البطن والإسهال المزمن وضعف الشهية والغثيان والإرهاق وفقدان الوزن وضعف النمو وأيضا تقرحات الفم.

اشترك الآن في قناة عوافي على اليوتيوب 

يذكر أن مرض حساسية القمح لم يكن مدركا على الرغم من ظهور أعراضه على المصابين، إلا أن الأطباء والخبراء تمكنوا بعد ذلك من اكتشاف حقيقته حتى أصبح الكثير منهم -بحسب الدكتورة جسار- على دراية حتى بعلاماته وأعراضه غير النمطية، خاصة بعد توفر مختبرات ومحاليل الدم الخاصة بالمرض، وأصبحت عملية تشخيص الداء البطني عند الأطفال مدركة بشكل متزايد، حد وصفها.

وتشير الأخصائية إلى أن من أبرز العلامات والأعراض غير النمطية تلك، هشاشة العظام، تأخر البلوغ، نقص الحديد، التهابات الكبد والمفاصل، بالإضافة إلى بعض المشاكل السلوكية، والصداع النصفي وما يترتب عليها من أعراض أخرى.

وأوصت بضرورة إجراء الفحوصات اللازمة للأطفال في حال وجد شك بإصابتهم بحساسية القمح، وذلك تجنبا لما يمكن أن تتعرض له أمعاؤهم من أضرار قد تتسبب بدورها بمخاطر الإصابة بأنواع من أمراض السرطان والسكري واضطراب الغدة الدرقية ومتلازمة دارون.

ونتيجة لعدم اكتشاف أي دواء لحساسية القمح حتى الآن، شددت الدكتورة على ضرورة التزام الأهالي بتوفير نظام غذائي خال من الغلوتين لأطفالهم، مؤكدة على أن المعرفة الكاملة بالمرض تساعد على تسهيل عملية التعايش معه.

وعن أعداد الأطفال الذين يعانون من المرض أفادت بأن التقديرات العالمية تشير إلى أن طفلاً واحداً من بين 133 يعاني من حساسية القمح، وأن نسبة الإناث المصابات أعلى من نسبة الذكور.. أما فيما يتعلق باليمن فمن الصعب الحديث – تقول الأخصائية- وذلك نتيجة لأن الكثير من الأطفال لا يخضعون للتشخيص المناسب.

وتضيف: حتى الآن لم يتوصل الأطباء لمعرفة كيف تتم الإصابة وأسبابها مع العلم بأن غالبية الأطفال المصابين بمرض الاضطرابات الهضمية يرثون جينًا معينًا من أحد الوالدين يجعلهم عرضة للإصابة بالمرض، بالرغم من أن العديد من الأشخاص يتوفر لديهم هذا الجين لكنهم لا يصابون أبدًا بمرض الاضطرابات الهضمية.

اخترنا لك.. أسباب صداع الأطفال وتأثيراته على حياتهم!