19.2 C
اليمن
Home Featured خيام مهترئة تخذل النازحين في مواجهة السيول

خيام مهترئة تخذل النازحين في مواجهة السيول

0
خيام مهترئة تخذل النازحين في مواجهة السيول
‏  7 دقائق للقراءة        1342    كلمة

عوافي/ نجيب علي العصار

“لم تستطع خيامنا المهترئة الصمود أمام الأمطار الغزيرة وتدفق السيول” بهذه العبارة وصفت الثلاثينية، فتحية محمد سالم خلاصة ما حدث لمخيم دحاض في محافظة عمران، 50 كم شمال العاصمة صنعاء.

لم تتمكن سالم من إنقاذ أي قطعة من أثاث أو محتويات خيمتها بما فيها المواد الغذائية.. بالكاد أنقذت أطفالها الأربعة من السيول التي غمرت المخيم في ظل انعدام الحلول السريعة.

تتجدد هذه المعاناة في مواسم الأمطار، حيث تغرق الخيم المهترئة، وتتشكل مستنقعات من الوحل والمياه، وفق تصريح سالم لمنصة (عوافي)، هذا المستنقعات تتسبب في تعرض الأطفال للأمراض نتيجة عدم توفر المأوى الحقيقي الصالح للعيش، حد قولها.

عائلة سالم واحدة من 420 أسرة تعيش في مخيم النزوح معظمهم قادمون من محافظة صعدة شمال اليمن، حيث يؤكد مسؤول الإيواء نائب مدير مخيم دحاض سالم علي العوبلي، أن الأمطار الغزيرة تسببت في إتلاف ممتلكات نازحي المخيم من مواد غذائية وإيوائية كالبطانيات والأفرشة ونفوق عدد من الأغنام.

قد يهمك .. الكشف عن نسبة التطعيم ضد كورونا في اليمن

وأكد العوبلي لمنصة (عوافي) أن الخيام وأعمدة الخشب التي صرفت للنازحين في المخيم قبل 4 سنوات أصبحت مهترئة وممزقة، ولم تعد قادرة على الصمود أمام الأمطار والسيول، مبديا تذمره من عدم تدخل المنظمات الإنسانية والجهات المعنية في الحكومة لمساعدة النازحين على مواجهة هذه الظروف الطارئة.

السيول لا تعترف بالصراع

فرضت الأمطار والسيول التي شهدها اليمن مؤخرا وضعا موحدا في جميع مخيمات النزوح، فهناك بأقصى الجنوب، بالتحديد في محافظة أبين غمرت المياه خيمة الأربعيني محمد علي عاقل بمخيم جولة السادة بمنطقة ميكلان.

مخيم جولة السادة بمنطقة ميكلان – أبين

تعيش عائلة عاقل القادمة من مدينة حيس غرب اليمن حالة نزوح مستمر من مخيم إلى آخر منذ بداية الصراع في اليمن، بسبب المخاطر التي تهدد حياتهم كان آخرها السيول التي غمرت مخيمهم.

يقول عاقل لمنصة (عوافي) ” اليوم لست بخير، أطفالي الخمسة لا يأكلون سوى الخبز والشاي”.

وفي ذات السياق، قال أنيس اليوسفي، مدير الوحدة التنفيذية للنازحين في محافظة أبين أن السيول القادمة من خارج المحافظة حاصرت خيام النازحين واتلفت المواد الغذائية وغير الغذائية في موقع حلمة، وبلغ عدد الأسر المتضررة 35 أسرة.

أضرار الأمطار والسيول في احدى مخيمات النزوح في الحديدة

وطالب في تصريح لمنصة (عوافي) الجهات المعنية بالتدخل لمساعدة وإنقاذ النازحين ممن تضررت منازلهم جراء هطول الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة، في محافظة أبين التي يقع فيها 130 مخيما و60 منزلا للنازحين يقطنها 60 ألف شخص.

على صدارة المتضررين

يختلف الوضع في باقي مخيمات النزوح عن مخيمات عمران وأبين، فما حدث لمخيمات النازحين في محافظة مارب، شرقي اليمن، وصف بأنه “كارثي” تشهدها محافظة استقبلت أكثر من مليوني نازح منذ بداية الصراع.

أدت الأمطار الغزيرة المصحوبة بالعواصف الشديدة والتي استمرت لساعات في 6 أغسطس / آب الجاري إلى تضرر 16855 أسرة من بينها 5407 أسر تضررت بشكل كلي، وفقا لتقرير حصر أضرار السيول والأمطار والرياح الصادر عن الوحدة التنفيذية للنازحين بمحافظة مارب، الذي أكد أن 197 مخيما تعرضت لأضرار متفاوتة، وتصدر قطاعا جو النسيم والجفينة بقية القطاعات من حيث الأكثر تضررا.

أضرار الأمطار والسيول في احدى مخيمات النزوح في مارب

وتركزت الأضرار العامة في تلف مساكن النازحين من خيام وشبكات ومواد إيوائية وغذائية، وتضررت خزانات المياه الأسرية وشبكات الصرف الصحي، وفقدان المقتنيات الشخصية للأسر المتضررة، وتصدرت الخيام والحقائب الإيوائية وصيانة المأوى الاحتياجات الآنية للمتضررين، بالإضافة إلى المياه الصالحة للشرب والغذاء.

وفي منتصف يوليو الماضي، قالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مدينة مارب، في تقرير لها، إن ما يزيد على 13 ألف أسرة نازحة تضررت جراء الأمطار والسيول والعواصف الرعدية التي تشهدها المحافظة منذ بداية الشهر الماضي.

يعيشون في العراء

ذكرت تقارير الوحدة التنفيذية للنازحين في حكومة عدن، أن أعدادا كبيرة من الأسرة النازحة، تضررت جراء موجة الأمطار والسيول في خمس محافظات هي مارب والضالع والجوف وشبوة والحديدة.

وقالت التقارير التي أطلعت عليها منصة (عوافي) أن السيول جرفت الآلاف من خيم وممتلكات الأسر النازحة في العديد من المخيمات المنتشرة في المحافظات الخمس، كما دمرت الأمطار الغزيرة ملاجئ النازحين والمواد الغذائية وغير الغذائية في مديرية العبر بمحافظة حضرموت، بما في ذلك موقع القرن الشمالي للنازحين، حيث بلغ عدد الأسر المتضررة 63 أسرة.

وتعد المرة الثالثة التي تتعرض فيها مخيمات النازحين في القرن، لأضرار ناتجة عن الأمطار خلال الأشهر الأخيرة.

وفي مدينة سيئون بمحافظة حضرموت ،شرق اليمن، تضررت 356 أسرة نازحة موزعة على 134 مأوى، بينما أدت الأمطار والسيول في محافظة شبوة المجاورة، إلى تضرر 390 أسرة نازحة موزعة في 10 مخيمات، من بينها 167 أسرة تضررت بشكل كلي، وتوفي أحد النازحين بعد أن جرفته السيول.

مخيم القرن بمنطقة العبر – حضرموت

الأمر ذاته تكرر في محافظة الضالع، حيث أدت الأمطار والسيول إلى تضرر 513 اسرة نازحة من المخيمات المنتشرة في المحافظة.

وفي محافظة الحديدة، تسببت الأمطار والسيول بتشريد المئات من النازحين ودمرت مخيماتهم، وأتلفت المواد الغذائية وجرفت المواد غير الغذائية في العديد من مواقع النازحين، وتسببت بوفاة امرأة مسنة جرفتها الفيضانات.

وبحسب تقرير الوحدة التنفيذية للنازحين، تضرر 297 أسرة جراء هطول الأمطار، منها 43 مأوى تضرر بشكل كامل، وتعيش الأسر في الهواء الطلق الآن.

تدخلات خجولة

وكانت الأمم المتحدة، منتصف أغسطس الجاري، أعلنت تخصيص 44 مليون دولار، لمواجهة أضرار الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي يشهدها اليمن وأدت إلى تضرر آلاف الأسر.

وبحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” في اليمن خصص صندوق اليمن للصحة العامة 44 مليون دولار للاستجابة المنقذة للحياة.

ويعاني النازحون في اليمن عموما وفي مارب بشكل خاص -والبالغ عددهم أكثر من 4.3 ملايين شخص، وفق الأمم المتحدة- من وضع إنساني صعب للغاية، في ظل تراجع الدعم المقدم من المنظمات الإغاثية، ونتيجة تقلبات الطقس بين الحر الشديد والرياح العاتية والأمطار الغزيرة والسيول الجارفة.

اخترنا لك .. الكشف عن نسبة التطعيم ضد كورونا في اليمن